جديد 4E

رسالة مرتبكة إلى طهران .. القاذفة الأمريكية B52 غادرت سماءنا وعادت أدراجها

    

السلطة الرابعة – متابعات

قالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي إنها نشرت قاذفات “B-52” في الشرق الأوسط يوم السبت الماضي، في خطوة وصفتها شبكة “فوكس نيوز” بأنها “رسالة إلى طهران”.

وأضافت القيادة أن أطقم قاذفات “B-52” بالقوة الجوية أنجزت مهمة الانتشار “في مهلة قصيرة” من أجل “ردع العدوان وطمأنة شركاء الولايات المتحدة وحلفائها”.

ولفتت إلى أن هذه المهمة تساعد أطقم القاذفات في التعرف على المجال الجوي للمنطقة ووظائف التحكم.

وقالت روسيا اليوم نقلاً عن وسائل إعلام أمريكية بأن هذه الخطوة جاءت بعد أيام من تداول تقارير إعلامية تفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب خلال اجتماع مع كبار مساعديه للأمن القومي خيارات لمهاجمة إيران.

ووفقا لهذه التقارير، فإن ترامب سأل مستشاريه عما إذا كان لديه خيارات لاستهداف موقع نووي رئيسي في إيران خلال الأسابيع المقبلة، لكنهم أثنوه عن فكرة تنفيذ ضربة عسكرية.

وكانت قناة الحرة الأمريكية قد أوردت قبل ذلك بأن الجيش الأميركي قال : إن طاقم العمل الجوي لطائرة B-52H  (ستراتوفورتريس) انطلق في 21 نوفمبر، من قاعدة جوية في ولاية نورث داكوتا، إلى الشرق الأوسط.

ووصفت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بيان، السبت الماضي، مهمة الطائرة بالطويلة، مشيرة إلى أن هدفها “ردع العدوان وطمأنة شركاء وحلفاء الولايات المتحدة”.

وأوضحت القيادة المركزية أن “الولايات المتحدة لا تسعى لإحداث أي صراع، لكنها لا تزال ملتزمة بالاستجابة لأي طارئ حول العالم”، مشددة على التزامها بالحفاظ على حرية الملاحة والتبادل التجاري في جميع أنحاء المنطقة وحمايتها.

وأضافت في البيان قولها: “تثبت المهمة المستمرة قدرة الجيش الأميركي على نشر القوة الجوية القتالية في أي مكان في العالم في غضون وقت قصير والاندماج في عمليات القيادة المركزية للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليمي”.

وتأتي هذه التطورات في ظل توتر متزايد بين واشنطن من جانب، وطهران وحلفائها، خصوصا في العراق، من جانب آخر، تخللته أنباء غير مؤكدة عن هجوم أميركي محتمل على إيران، قبيل انتهاء فترة الرئيس دونالد ترامب.

وقال الفريق غريغ جويلوت قائد سلاح الجو التاسع في القوات الجوية المركزية الأميركية، إن مهمة قوة القصف الجوي تسلط الضوء على قدرات القوات الجوية الأميركية القوية والمتنوعة التي يمكن إتاحتها بسرعة في منطقة القيادة المركزية.

وأضاف “القدرة على تحريك القوات بسرعة داخل وخارج وحول مسرح الميدان للسيطرة وأخذ زمام الأمور، هي المفتاح لردع أي عدوان محتمل”.

وتساعد هذه المهام طاقم طائرات القصف الجوي على التعرف على المجال الجوي للمنطقة ووظائف القيادة والتحكم وتسمح لهم بالاندماج مع الأصول الجوية الأميركية والشريكة في مسرح الميدان، مما يزيد من جاهزية القوة المشتركة.

وطائرات استراتوفورتريس، هي قاذفات أميركية استراتيجية بعيدة المدى، دون سرعة الصوت، وتعمل بالطاقة النفاثة.

القاذفة قادرة على حمل ما يصل إلى 70 ألف رطل من الأسلحة، ولديها نطاق قتالي نموذجي يبلغ أكثر من 8800 ميل من دون الحاجة للتزود بالوقود الجوي.

تهويل

ولكن وعلى الرغم من هذا التهويل الأمريكي كله فيبدو أن هذه القاذفة قد عادت أدراجها من حيث أتت، وفي هذا الإطار نشرت جريدة البناء اللبنانية مقالاً للسيد سامي خضرا في 25 / 11 / 2020م بعنوان ( القاذفة الاستراتيجية B-52 غادرت سماء منطقتنا وعادت أدراجها! ) قال فيه :

ضَجَّ الإعلام منذ أيام «بتحليق القاذفة الاستراتيجية الأميركية «بي 52» المعروفة منذ حرب فيتنام في أجواء الشرق الأوسط».

وبوصولها إلى المنطقة سارعَ البعض لتوزيع الخبر وإلى التأكيد أنّ الحرب باتت على الأبواب!

والغريب أنّ وصول الطائرة أحدث هذه الضجة الكبرى بينما مغادرتها مع كلّ ما رافقها من سيناريوات يكاد لا يسمع به أحد!

فأثناء كتابة هذا المقال ذكرت «انتل سكاي» أنّ طائرة القوات الجوية الأميركية، Boeing B-52H Stratofortress (60-0060 ، AE5895) التي أقلعت أول من أمس من شمال الولايات المتحدة باتجاه الشرق الأوسط لم تصل إلى الخليج، وتمّ تزويدها بالوقود جواً من طائرة بوينج KC-135R (62-3515 ، AE026B) التي أقلعت من قاعدة «العديد» الجوية في قطر وغادرت سماء البحر الأبيض المتوسط وعادت أدراجها باتجاه الولايات المتحدة الأميركية.

كما صدر عن القيادة الأميركية الوسطى «أنَّ الولايات المتحدة لا تسعى لأيّ صراع لكنها ملتزمة بالاستجابة لأيّ طارئ في العالم»!

ورأى الكاتب أن حرباً بهذه الضخامة والخطورة لا تتوقف على حركة طائرةٍ مهما كانت استثنائية وتحمل تاريخاً أو دوراً أو قامت بمهام استراتيجية.

ومثل هذا الحدث لا بدّ أن يُدرس من مُنطلق قدرة وقرار وإرادة المُبادِر (المُعتدي) وهو قرارٌ كبيرٌ واستراتيجي ولا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يتعلق بفردٍ أو رغبةٍ آنيَّة أو لحظة غضب.

وقال الكاتب:

إنّ أيَّ رأيٍ يتعلق بِشَنّ حربٍ أميركية من ترامب أو غيره على إيران أو المنطقة هو مُجازفة بحدّ ذاته، مشيراً إلى أننا نتعامل مع دولةِ كبرى لا يُقيم تاريخها السياسي وزناً لإنسانيةٍ أو حضارةٍ أو شعب أو تحالف ولها رئيس حالي إكتَوى العالم بتصرفاته التي أقلّ ما يُقال في شأنها أنها غيرُ سوية وبعيدة كلّ البعد عن مسلك العقلاء ولا تَنْتظم تحت المعايير السياسية المُتَّبعة عالمياً وأمثلة ذلك باتت معروفة.

ويَحكم سلوكه اليوم قبل خروجه من البيت الأبيض تعقيد مهمّات الإدارة المقبلة وفرض أمر واقع عليها!

وختم الكاتب بالقول:

ويكفي لِمن يتأمل في الأحداث الجارية اليوم على الساحة الأميركية ليجزم أنّ هناك أموراً غير عادية تحدث وتُربك الداخل والخارج، وأيُّ حرب مع إيران تعني التورّط في نزاع إقليمي يصعب التنبّؤ بأثمانه ومفاعيله وارتداداته.