جديد 4E

إرادة السجين تنتصر على السجّان..الأسير ماهر الأخرس المحب لسورية إلى الحرية

القدس المحتلة – السلطة الرابعة – وكالات

علق الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس إضرابه عن الطعام الذي استمر 103 أيام بعد رضوخ سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمطالبه والإفراج عنه، ورأت الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا – أنّ هذه النتيجة كانت جراء إصراره وتصميمه على مقارعة الاحتلال ومعركة الإرادة والأمعاء الخاوية.

وأعلن نادي الأسير الفلسطيني في بيان له يوم الجمعة 6 / 11 / 2020 أنه تم التوصل إلى اتفاق يقضي بالتزام سلطات الاحتلال بإطلاق سراح الأسير الأخرس يوم الـ26 من تشرين الثاني الجاري على أن يقضي المدة المتبقية حتى الإفراج عنه بتلقي العلاج في المستشفى.

بدوره شكر الأسير الأخرس الشعب الفلسطيني والمنظمات الحقوقية والفلسطينية والقوى المناصرة للحرية في كل أنحاء العالم التي وقفت إلى جانبه ودعمته خلال فترة الإضراب عن الطعام.

موقع ( عرب 48 ) الفلسطيني أورد النبأ، وبيانٍ صادر عن نادي الأسير جاء فيه : إن الأسير الأخرس؛ “يعلق إضرابه عن الطعام بعد اتفاق يقضي بإطلاق سراحه”.

وأوضح نادي الأسير أنه سيُفرج عن الأسير في السادس والعشرين من الشهر الجاري، “على أن يكون هذا الأمر هو الأمر الأخير (أي لا أحكامَ إدرايّة بحق الأسير بعده بحسب الاتفاق)”.

وذكر نادي الأسير أن الأخرس سيقضي المدة المتبقية حتى الفترة المحدّدة بحسب الاتفاق، في المشفى، ليُفرجَ عنه حينها.

وكان الأسير الأخرس، قد قال لموقع “عرب 48″، في السابع والعشرين من الشهر الماضي، إن سلطات الاحتلال تريد إعدامه، فيما اعتبرت زوجته، أن إدارة مشفى كابلان الذي كان يقبع فيه، شريكة للاحتلال.

وقال النادي في بيانه إن تعليق الأخرس لإضرابه، جاء بعد “103 أيام من الإضراب البطولي عن الطعام الذي خاضه الأسير المناضل ماهر الأخرس، والذي أعاد قضية الحركة الأسيرة والاعتقالات الإدارية إلى الواجهة، حيث رافق هذا الإضراب حراك شعبي جماهيري في كافة أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني، وعلى ضوء التدهور الخطير، والحرج الذي شهدته حالة الأسير الأخرس الصحية، وبعد أن أوصدت الأبواب أمام ما يسمى الجهاز القضائي الإسرائيلي، ليمارس دوره بإنهاء هذا الاعتقال الإداري الظالم، انتصرت إرادة السجين على ظلم السجّان”.

وأوضح أن القرار جاء كذلك “على ضوء توجه أبناء شعبنا والحركة الأسيرة وقيادات شعبنا وبجهود من السلطة الوطنية الفلسطينية والإخوة في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل وأعضاء الكنيست من القائمة المشتركة، أمام الجهات الإسرائيلية صاحبة الاختصاص، يقضي بالالتزام القطعي من قبل السلطات الإسرائيلية بإطلاق سراح الأسير ماهر الأخرس يوم 26/11/2020، والالتزام المؤكد بعدم تجديد اعتقاله الإداري، حيث سيقضي المدة المتبقية حتى الإفراج بتلقي العلاج في المستشفى”.

وقال إن “الأخرس قد حقق انتصارا كبيرا على السّجان والاحتلال، ويأتي انتصاره مكمّلا لانتصارات سابقة حققها مناضلون آخرون في مواجهة سياسة الاعتقال الإداري التعسفيّة”.

يُذكر أن الأخرس قد اعتقل بتاريخ 27 تموز/ يوليو 2020، وجرى نقله بعد اعتقاله إلى معتقل “حوارة” وفيه شرع بإضرابه المفتوح عن الطعام، ونقل لاحقا إلى سجن “عوفر”، ثم جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر وثبتت المحكمة أمر الاعتقال لاحقا.

واستمر احتجاز الأخرس في سجن “عوفر” إلى أن تدهور وضعه الصحي مع مرور الوقت، ونقلته إدارة سجون الاحتلال إلى سجن “عيادة الرملة”، وبقي فيها حتى بداية شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، إلى أن نُقل إلى مستشفى “كابلان” الإسرائيلي حيث يحتجز حتى اليوم.

في الـ23 أيلول/ سبتمبر 2020، أصدرت المحكمة العليا للاحتلال قرارا يقضي بتجميد اعتقاله الإداري، وعليه اعتبر الأسير الأخرس والمؤسسات الحقوقية أن أمر التجميد ما هو إلا خدعة ومحاولة للالتفاف على الإضراب ولا يعني إنهاء اعتقاله الإداري.

وفي الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2020، وبعد أن تقدمت محاميته بطلب جديد بالإفراج عنه، رفضت المحكمة القرار وأبقت على قرار تجميد اعتقاله الإداري.

موقع ( عرب 48 ) ذكر بأن الأسير الأخرس متزوج وأب لستة أبناء أصغرهم طفلة تبلغ من العمر ستة أعوام، وتعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال لأول مرة عام 1989 واستمر اعتقاله في حينه لمدة سبعة أشهر، والمرة الثانية عام 2004 لمدة عامين، ثم أعيد اعتقاله عام 2009، وبقي معتقلا إداريا لمدة 16 شهرا، ومجددا اعتقل عام 2018 واستمر اعتقاله لمدة 11 شهرًا.

من جهتها ( سانا ) قالت بأن الأسير الأخرس 49 عاما من بلدة سيلة الظهر في جنين أضرب عن الطعام منذ تاريخ اعتقاله في السابع والعشرين من تموز 2020 احتجاجا على انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى في معتقلاته وسط وضع صحي حرج للغاية وخطورة شديدة على حياته ورفض الاحتلال الإفراج عنه رغم تحذيرات منظمات حقوقية وفلسطينية من تدهور حالته الصحية الشديدة ومطالبتها المجتمع الدولي بالتدخل للإفراج عنه.

وكان الأسير ماهر الأخرس قد وجه الشكر لسوريا في الرابع والعشرين من تشرين الأول الماضي، على موقفها المشرف والداعم للقضية الفلسطينية وقال: أتمنى أن يبقى الشعب والحكومة والجيش السوري داعماً لقضيتنا دائماً كما كان وشكراً لهم على كل مواقفهم المشرفة.

وأعرب الأسير الأخرس الذي كان في ذلك التاريخ قد دخل يومه الـ 90 مضرباً عن الطعام في “تسجيل مصور” له عن فخره بصمود سوريا وشعبها وجيشها أمام المؤامرة والحرب الإرهابية الخارجية عليها عبر تشغيل مجموعات متطرفة تتلطى خلف الإسلام.. والإسلام بريء منها.

وقال أحيي سوريا وجيشها البطل الذي قاتل هؤلاء المجرمين التكفيريين وأعوانهم الذين يدعمونهم من الخارج وإن شاء الله ستنتصر سوريا عليهم وتطهر أرضها منهم.

كما قدم الأسير الأخرس الشكر لروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين لتدخلهم في قضيته بهدف إيجاد حل لها.

وواصل الأسير الأخرس إضرابه المتواصل عن الطعام احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين في وقت كانت فيه سلطات الاحتلال في انتهاك صارخ للقانون الدولي لحقوق الإنسان، ترفض الإفراج عنه رغم تحذيرات منظمات حقوقية وفلسطينية من تدهور حالته الصحية الشديدة.. إلى أن انصاعت أخيراً وحصل ما حصل.

  • قناة الميادين من جهتها غطّت النبأ بالصوت والصورة، وبثّت هذا الشريط: