جديد 4E

تشجيــع مواهـــب..!

عبد الحليم سعود

 من أكثر العيوب التي نعانيها حالياً، أننا لا نعترف بالأفضال الكبيرة لجماعة “حماية المستهلك” ولا نقدر أعضاءها حق قدرهم، فالجماعة ـ لا يروح فكركم لبعيد – لا تكل ولا تمل من اتخاذ القرارات التي تصب في “مصلحتنا” – أحيانا تنزل قراراتها فوق رؤوسنا مثل البرد – فهي تشجع المواهب والهوايات عند الجميع، وقبل أن تسألوني ( شو هالتخبيص) اسمحوا لي بعرض وجهة نظري…

 فما إن علمت الجماعة بموهبة (الرقص) التي كنت “أتقنها” وانقطعت عنها لأسباب فنية خاصة، حتى قررت أن تشجعني من جديد، على اعتبار أنني من ضمن رعاياها (النقاقين)، حيث قامت بإصدار نشرة جديدة تثبّت فيها أسعار بعض السلع التموينية والضرورية (الله يثبت علينا العقل كما تم تثبيت الرواتب والأجور)، وهي نشرة أسعار ـ حسب الكثير من مروجي الشائعات على الفيسبوك ـ تحتاج إلى أكثر من300 ألف ليرة سورية لشرائها، بعيدا عن الكثير من السلع الأخرى التي تصنف من الاحتياجات الضرورية، وعلى هذا الأساس قررت أن أفتتح نادياً للرقص “أيروبيك أو باليه” لا يهم…!

 من المشجعين أيضاً السيد وزير حماية المستهلك الذي لم يجد طريقة أخرى لحل أزمة البنزين سوى تحرير سعره، وقد بدأ بالبنزين (أوكتان 95) وربما يأتي الدور على البنزين الآخر قريباً، وقد قال جملة “مشجعة” بطريقته المحببة (فلتتحمل الطبقة التي تمتلك السيارات هذه الزيادة)، والحقيقة لا أحد يعلم إن كانت أزمة الخبز المتفاقمة ستحل بنفس الطريقة أم لا (وليتحمل الفجعانين من أبناء الشعب الزيادة المتوقعة)..؟!

 منذ سنوات طويلة ونحن نسمع نفس المصطلح الخشبي إياه “إيصال الدعم إلى مستحقيه”، واليوم نسأل المسؤولين “هل وصل الدعم إلى مستحقيه يا شباب أم أن هناك من يتصرفون بهذا الدعم كما يشتهون..؟!

 على مدى عمر الأزمة والحصار في بلدنا، امتهنت جهة ما ( مسؤولة عن توزيع المساعدات الإنسانية على مستحقيها) مهنة المتاجرة بهذه المساعدات في الشارع، وهي “للإنصاف” تراعي سعر الصرف صعوداً أو هبوطاً ( مع إنو ما في شي عم يهبط غير معنوياتنا)، في حين يستطيع الأعمى أن يقرأ على هذه المساعدات عبارة “غير مخصص للبيع”، والسؤال الموجه لهذه الجهة المسؤولة ( الشديدة الإنصاف) هل تصل المساعدات كما الدعم إلى مستحقيها، أم إن في الأمر إنّ ليت ولعلّ ولكنّ وحيثما.. مع العلم أن أكثرية الشعب السوري باتت من مستحقي المساعدات الإنسانية بسبب التدخلات السوبر إيجابية لجهات زميلة…؟!

 ملاحظة:

يعود آخر لقاء بيني وبين الفروج المحلي المشوي “مايونيز ٩٥”، إلى نحو عامين، وأفكر حقيقة بالاحتفال بالذكرى السنوية لهذا اللقاء.. والمطلوب مدرب رقص بارع وملحن موهوب ومطرب “عالمي” لغناء هذه الموشح:

– بشكر نواب المجلس.. والحكومة مشكورة

وتحية لكل مسؤول ..خلا العيشة “مشحّارا”

هامش:

كل الخشية من أن نضطر للاحتفال بالذكرى السنوية لحصولنا على ما يسد رمقنا من الخبز المحسن المدعوم ..ونجد أنفسنا في حفلة رقص نغني “سكابا يا دموع العين سكابا..أكلنا كِمْ وشبعنا خطابا”..؟!