جديد 4E

الإحلال .. ( مشروعا ) ..!!؟

سلمان عيسى

يذكرني برنامج الاحلال الذي اعتمدته رئاسة الحكومة في اجتماعها الاخير بملتقيات الاستثمار السياحي التي ابتدعها الدكتور سعد الله آغا القلعة وزير السياحة الاسبق .. سنويا كانت تخسر وزارة السياحة ملايين الليرات للتحضير للملتقى ودعوة رجال مال وأعمال من مختلف الدول العربية ( آنذاك ) على نفقة الحكومة السورية .. يأكلون ويشربون .. يصفقون ويبدون اعجابهم بالملتقى والمشاريع المطروحة للاستثمار .. في كل عام يكررون عرض ذات المشاريع .. ولم يملوا يوما .. ولو انه تم قبول الاستثمار لتلك المشاريع .. او بعضها لكانت السياحة في سوريا تضاهي مثيلاتها في اهم الدول التي تشكل  السياحة مصدرا مهما لدخلها القومي .. تماما كمشروع التشجير الذي كتب عنه الاديب حسن م يوسف يوما ( لو ان الارقام التي تعلنها الهيئة العليا للتشجير سنويا صحيحة.. كنا شجرنا كل الصحراء والمياه الاقليمية .. وزرعنا شجرة على رأس كل امرأة سورية .. )

وفي الاحلال .. انهت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية الدراسات الخاصة ب 67 مشروعا استثماريا لتصنيع مواد بديلة عن المواد التي تقوم الدولة باستيرادها والتي تشكل حوالي 70 بالمئة من المواد التي يتم استيرادها .. وما على المستثمرين الا مراجعة الوزارة والانطلاق في رحلة الترخيص والبحث في المناطق الصناعية .. تماما ( كمعاملة تركتور غربة .. )

ليس هذا تسفيها لهذا المشروع .. كان من اللازم ان تفكر الحكومة بذلك منذ سنوات الحصار الاولى .. كنا الآن نشهد احتفالات التدشين وقص الاشرطة الحريرية .. كنا وفرنا ملايين الدولارات التي ذهبت عنوة الى حساب المستوردين ..

لم تقل الحكومة كيف ستتدبر امر 67 مادة اساسية لحين اقناع المستثمرين وبناء المعامل وبدء الاستثمار .. لم تقدم خطة مرافقة .. توفر هذه المواد حتى لو بكميات قليلة ..

الحكومة سمحت لمؤسسة الاعلاف بالاستيراد ( للتدخل الايجابي ) وغضت الطرف عن تهاون المؤسسة في تأمين الاعلاف من خلال اعتذارها عن استلام حصتها من مستوردات الذرة وفول الصويا التي يمولها المصرف المركزي ونسبتها 15 بالمئة في أعوام 2017  حتى 2019 وتبلغ كمياتها حوالي 50 الف طن .. لتترك للمستوردين فرصة بيعها بأسعار مرهقة للمربين .. ويمر الامر مرور الكرام .. يا دار ما دخلك شر .. وهذه لعمري ليست عملية بريئة .. لكن لا حسيب ولا رقيب ..

سمحت الحكومة باستيراد الذرة وفول الصويا .. والآن سعر طن العلف لمربي الدواجن يفوق ال 700 الف ليرة .. وهي تملك كل اسباب دعم انتاج الفروج والبيض بكلف اقل من ذلك بكثير .. ماذا لو دعمت الحكومة من خلال وزارة الزراعة الآن في هذا الصيف زراعة الذرة وفول الصويا وهي زراعات تكثيفية .. بالتأكيد سننتج خلال ثلاثة اشهر عشرات آلاف الاطنان من الاعلاف .. لكن على ما يبدو لا يتوافق هذا مع رغبة حيتان الاستيراد ..

4 ملايين يورو لمؤسسة الاعلاف للاستيراد .. ولأنها غير قادرة على الاستيراد بسبب العقوبات الجائرة المفروضة على بلدنا و كونها مؤسسة حكومية فأنها ستلجأ الى التعاقد مع مستوردين .. لكن لا نعلم ان كان ذلك سيتم ( بالظرف ) المختوم .. ام مزايدة علنية – سرية .. ام بالتراضي ..!!!؟؟