جديد 4E

المرابط النفطية في مرمى الانجازات التخريبية…والنيل من الاحتياج وإعادة تصنيع الأزمة الهدف الجديد؟!

يبدو أنّ الإرهابيين المخربين يضعون أمامهم بنك أهداف ليختاروا الأنسب منها كي يفعلوا فعلتهم، والأنسب عندهم والأحسن هو ذلك الهدف الذي يؤكدون بتنفيذه أنهم الأكثر حقارة وتفاهة وإجراماً، مثلما فعلوا منذ أيام بمرابط النفط في بانياس، فنحن بالكاد خرجنا من أزمة الوقود الخانقة، يبدو أنهم كانوا سعداء بها، فبمقدار ما تُمرمرنا الأزمات، بمقدار ما يشعرون بالسعادة لأنهم قدّموا إنجازاً تخريبياً، فما هؤلاء البشر الذين يمتلكون هذه الآفاق القذرة الملوَّثة التي تبيح لهم ابتكار مثل هذه الفصول التخريبية ..؟! وفعلاً مثلما أوضح وزير النفط المهندس على غانم بتصريحات صحفية بأنّ القطاع النفطي يشهد فصلا جديداً باستهدافه من خلال ضرب إحدى منظومات ذلك القطاع، وهو مصب بانياس، حيث طال الاستهداف مناطق الربط للسفن الناقلة للنفط الخام، كما طال 3 مرابط والأضرار كانت كبيرة في 6 خطوط ربط لسفن نقل النفط الخام. وذكر الوزير في حينها أن الورش الفنية في وزارة النفط تصدت لعمليات الإصلاح ومن اللحظة الأولى لهذا العمل الإرهابي، ليعود العمل سريعاً في مصب بانياس، واستقبال السفن لعمليات تفريغ النفط الخام. وكانت وزارة النفط أعلنت على صفحتها في “فيسبوك “أنه ” بتاريخ 22/6/2019 تم الإعلان بوجود تسرب نفطي بمنطقة المصب البحري في بانياس فقامت ورشة الغطاسين التابعة للشركة السورية لنقل النفط بالكشف تحت الماء على الخطوط البحرية للمرابط في منطقة التلوث ليتبين وجود اعتداء على خمسة خطوط عائدة للمرابط الثاني والثالث والرابع أدت لخروجها عن الخدمة، وعلى الفور باشرت الورش المختصة في وزارة النفط بالإصلاحات الإسعافية فور الانتهاء من تقدير الضرر . ولكن وعلى الرغم من هذا كله ظهر لاحقاً الضرر الضخم من خلال التسربات النفطية التي ظهرت آثارها على شواطئ جبلة، إذ ظهرت بقع نفطية في مناطق العيدية، والمويلح، وسوكاس، وعرب الملك. وفيما تمت معالجة مناطق عرب الملك والمويلح لرمليّة شطآنها، فإن البقع التي في مناطق العيدية وسوكاس لم تكن معالجتها سهلة جراء صعوبة التعامل مع الشواطئ الصخرية. الشيء الغريب هو أن هؤلاء الإرهابيين الفاعلين .. ما الذي يستفيدونه من هكذا أعمال لا تُسجل لهم سوى الفشل تلو الفشل، والإمعان في التأكيد على حجم وحشيتهم وتخلفهم ..؟! فهم بذلك يستهدفون الشعب، والناس .. كل الناس، يستهدفون المشافي والأفران التي تنتج الخبز للجميع، وذلك عبر مثل هذه المحاولات البائسة لاستعادة الأزمة، وزيادة الاختناق والأعباء المالية الشديدة سلفاً، حيث تُشير وزارة النفط إلى أن الأعباء المالية المطلوبة لتأمين الحاجة للسوق المحلية من المشتقات النفطية كبيرة، فنحن يومياً بحاجة من 4 إلى 4,5 ملايين ليتر من البنزين، كما نحتاج إلى ما بين 5,5 و 6 ملايين لتر من المازوت، وحاجتنا إلى المازوت أكثر من البنزين بسبب الأفران والمشافي والقطاع الزراعي والصناعي، والنقل أيضاً، ومن الفيول نحتاج يومياً إلى 7 آلاف طن، و 1200 طن من الغاز المنزلي، قيمة هذه الفاتورة اليومية لهذه الكمية تصل إلى نحو ( 4,4 ) مليار ليرة سورية، أو ( 8,8 ) مليون دولار أمريكي، أي بحاجة لنحو ( 1600 ) مليار ليرة سنوياً، أو ( 2,9 ) مليار دولار أمريكي ( أي ما يقارب 3 مليار دولار، وهذا رقم كبير، وبالتالي الفاتورة كبيرة جداً، ولذلك تسعى وزارة النفط لتقليص هذه الفاتورة ما أمكن، نتيجة عدم توفر حدود الكفاية من الإنتاج المحلي، فيجري الاعتماد على التوريدات، والكلف كبيرة لسبب رئيسي هو أن النفط المورّد إلى سورية لا يأتي وفق الأسعار العالمية، فنتيجة الحصار هناك كلف إضافية، وأعباء مالية إضافية، لوصول هذا النفط إلى سورية وبالتالي أعباء مالية أكبر بهذا الخصوص. وبطبيعة الحال أمام انعدام الإنسانية عند تلك العقول الإرهابية العفنة، وجدوا من تلك المرابط وجبة لذيذة لإجرامهم، فلا ندري متى يقتنعون بأنهم مهزومون ولن يستفيدوا شيئاً سوى الفشل والإحباط ..؟! ولن يزيدونا إلاّ صموداً وإصراراً على النصر .. وعلى إعمار سورية كما كانت وأفضل.