حقوق الغلابه
كتبه د.عامر محمد وجيه خربوطلي:
الغلابه هم الفقراء أو البسطاء أو المهمشين باللهجة المصرية و (المعترين ) باللهجة الشامية، وهم في جميع الأحوال رمز للطبقة التي تعمل بجد وصبر وجَلَد ولكنها لا تحصل سوى على القليل من الدخل الذي لا يسدُّ رمقها ولا يجعلها في عيش كريم.
الغلابه يزدادون لا بفعل تراجع الأعمال والبطالة والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية بل بسبب ارتفاع متطلبات ونفقات المعيشة والتي لا تتناسب مع ما يحصلون عليه من فتات الدخل .
وهم اي الغلابه من يستحقون الاعتناء والرعاية لأنهم أساس الجهد والإنتاج ولهم مجموعة من الحقوق تحاول جميع حكومات العالم ضمن سياساتها الاقتصادية والاجتماعية أن تستهدفهم بغض النظر عن الإيديولوجيات الرأسمالية أو الاشتراكية أو المختلطة لأنهم بمثابة بركان قد ينفجر في أي لحظة.
ومن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية:
-الحق في العمل اللائق بأجر عادل وظروف آمنة.
-الحق في السكن الملائم الصحي والآمن.
-الحق في الرعاية الصحية المجانية أو الرمزية.
-الحق في التعليم الجيد غير المكلف.
-الحق في مواصلات مجانية
-حقوق الغلابه أو المعترين او الفقراء المهمشين ينبغي أن تكون في صلب أولويات الحكومة السورية ليس لأنهم يستحقون ذلك أصلاً بل لأنهم أصبحوا اليوم يشكلون جزءاً كبيراً من المجتمع السوري بعد أن ذابت وتقلصت الطبقة الوسطى حاملة التنمية وحصن السِلْم الاجتماعي والاقتصادي .
الآليات عديدة والادوات مختلفة لحماية ودعم هذه الحقوق منها ما يتعلق بسياسات التمييز الإيجابي عبر برامج دعم موجهة للفئات الأكثر احتياجاً من (الغلابه) ومنها ما يتناول التمكين الاقتصادي عبر القروض متناهية الصغير والمشروعات التنموية الأسرية والريفية والحرفية، وفوق ذلك كله ينبغي أن يكون هناك مشاركة في مراقبة تنفيذ السياسات العامة الاقتصادية والاجتماعية المحابية للفقراء.
قد نرى جمعيات خيرية ومؤسسات تنموية هدفها رعاية ودعم الغلابه ولكننا لم نجد يوماً تجمعاً أهلياً (للغلابه) أنفسهم أصحاب الحقوق.
إنها مهمة سوريا الجديدة أن تجمع طاقات البلد كي لا يبقى هناك غلابه أو مُعتَرّين.
حديث الأربعاء الاقتصادي رقم /333/ – مع تحيات العيادة الاقتصادية السورية
دمشق 12 تشرين الثاني 2025م

