سوريا تستقبل العالم
كتبه د.عامر خربوطلي
منذ واحد وسبعين عاماً عندما أعلن عن انطلاقة الدورة الأولى لمعرض دمشق الدولي عام 1954 كانت سورية في أوج تألقها الاقتصادي وسجلت حينها أعلى معدلات للنمو الاقتصادي وشهدت ولادة مئات من الشركات الصناعية والتجارية مع حركة زراعية وصناعية وخدمية وحرفية وسياحية هي الأكبر والأهم في تاريخ سورية الحديث وكان لابد لهذه النهضة أن يعكسها معرض دولي لعرض المنتجات المحلية أولاً ومن ثم أجنحة دول العالم آنذاك فكان لها ما أرادت وأكثر.
كانت سورية تحتضن العالم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فأجنحة الدول العربية والأجنبية كانت تعرض أحدث منتجاتها وأروع حضاراتها وابهى ثقافاتها في أجمل احتفالية كانت تتحضر لها دمشق وسورية في خريف كل عام وكان حديث الناس وشاغلهم الاكبر هو المعرض وتتأجل المواعيد المهمة لما قبل ولما بعد المعرض.
إنه الحدث الأهم في تاريخ سورية الاقتصادي، واليوم يعود هذا المعرض الدولي في دورته الجديدة بعد انقطاع قسري ليعلن أن سورية الجديدة ترحب بالعالم وتفتح زراعيها لمنتجات بلدان العالم من الشرق والغرب لتشارك بنهضة سورية القوية وقد أعلنت اقتصاداً حراً تنافسياً لا مكان فيه للاحتكار أو المحسوبيات أو المحاصصة، إنها التجارة الحرّة التي يحبها السوريون ويجدون فيها ضالتهم المنشودة استيراداً وتصديراً وتصنيعاً ووكالات.
سورية تستقبل العالم ليس شعاراً لمعرض دمشق الدولي هذا العام إنه حقيقة التوجه الاقتصادي لسورية المتجددة عبر الترحيب بالاستثمارات الخارجية وعبر دعم حركة التجارة والخدمات في جميع مفاصل الاقتصاد السوري.
سورية تستقبل العالم وتندمج به في حالة خلاقة غير مسبوقة تستمد من التاريخ نجاحاته، ومن الحاضر تحدياته، ومن المستقبل تجلياته بغدٍ أفضل وأروع…..
العيادة الاقتصادية السورية – حديث الأربعاء الاقتصادي رقم /313/
دمشق في 27 آب 2025م