جديد 4E

  • ...

آخر الأخبار

حديثان في أربعاء واحد .. على الاقتصاد السوري في رحاب مسارات اكسبو التسويقية والترويجية امتلاك حس المكان والزمان والرؤية المستقبلية الواعدة

 

كتبهما الدكتور : عامر خربوطلي :

 

حديث الأربعاء الاقتصادي الأول رقم /303/

 

حس المكان

 

عبارة قد تبدو للبعض غريبة وغير مألوفة ولا علاقة لها بحديث اقتصادي إلا إنها في صلب ومضمون الاقتصاد وبتحولاته الكبرى والصغرى وهي أي هذه العبارة (حس المكان) قادرة على إنجاح الرؤى الاقتصادية الاستراتيجية وبالتالي إلى إنجاح السياسات الاقتصادية للمرحلة الجديدة بغض النظر عن الجهد المبذول والإمكانيات المتاحة.

أولاً الذي أطلق هذه العبارة المهمة والمعبّرة هو أستاذي ومعلمي في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق العريقة مشرفي لاطروحة الماجستير في دراسات الجدوى الاقتصادية في منتصف التسعينات الأستاذ والسفير والاقتصادي المحنك الدكتور (الياس نجمة) والذي قال في جلسة خاصة: إن من متطلبات نجاح الخبراء والمستشارين وأصحاب القرار في الشأن الاقتصادي هو شعورهم بالمكان الذي يعملون في إطاره وبالتالي خروجهم باقتراحات ورؤى سياسات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، إنه الإحساس بالإمكانيات والقدرات والظروف والوقائع الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية، إنه ببساطة أن تعيش الحالة نفسها سابقاً وحاضراً ولاحقاً لتستطيع المساهمة في حل مشاكلها المختلفة.

قادتني هذه العبارة شديدة المدلول إلى أحد الخبراء الأجانب الذين زاروا دمشق في مراحل سابقة وأعطى حصيلة خبراته لدعم وترويج الصادرات السورية كبرنامج مستقل تقوده غرف التجارة والصناعة السورية وكان برنامجاً مهماً ويضم أفكاراً جديدة غير مسبوقة إلا أن ميزانيته المالية المتوقعة تفوق ليس فقط إمكانيات الغرف السورية بل تعجز عنها إمكانيات الميزانية العامة للدولة آنذاك.

ما كان ينقص مثل هذه الاستشارات هو(إحساس المكان) أي الإحاطة ببيئة العمل وتعقيداتها والمعرفة الكاملة بأساليب العمل والإجراءات الرسمية وغير الرسمية وحتى التقليدية، والأهم من ذلك كله التجربة المسبقة في تفاصيل الأمكنة المختلفة وزواريب الإجراءات ودروب القرارات والقائمة تطول…

إنه الاقتصاد السوري الجديد المتجدد الذي يجب أن يمتلك حس المكان وحس الزمان وحس الرؤية المستقبلية الواعدة.

 

حديث الأربعاء الاقتصادي الثاني رقم /304/ استثنائي

 

فود اكسبو

 

أن تكون للصناعة معارضها فهذا من أهم مسارات التسويق والترويج المعتادة، أما أن يكون للصناعة الغذائية السورية معرضها المتخصص فهذا حدث له دلالاته الكبيرة والملفتة.

الموارد الزراعية هي حجر الزاوية لمقومات الاقتصاد السوري والذي طالما تجاوزت نسبتها ثلث الناتج المحلي السوري، وطالما تم الحديث أن سورية دولة زراعية تتناغم فيها التجارة والصناعة لتشكلا الروابط الأمامية والخلفية التي تعزز من قيمها المضافة.

الخضار والفواكه المحفوظة (الكونسروة) كانت من أوائل صناعات مرحلة الثلاثينات والأربعينات في القرن الماضي، وكانت سورية تحتل المراتب الخمسة الأولى عالمياً في الكثير من المنتجات الزراعية ومنها المشمش والزيتون والحمضيات والفواكه والعديد من الخضار الطازجة.

مصانع المواد الغذائية المختلفة توالت منذ فجر الاستقلال وأضحت من الشهرة والتصدير ما يكفيها أن تحصل على ميداليات عالمية في المعارض الدولية وأن تصل بمنتجاتها إلى جميع أصقاع العالم.

اليوم تستعيد سورية ألقها في هذه الصناعات بعد أن طورت آلاتها ونوّعت أصنافها وعزّزت من قيمها المضافة فأصبحت منافسة محلياً وخارجياً مهماً.

يبرز معرض الصناعات الغذائية (فود اكسبو) كأحد أهم المعارض التخصصية في المنطقة والعالم العربي وهو اليوم يزهو في دورته العشرين بعد أن تحررت سورية من قيود التجارة الخارجية والصناعة والحرف وأضحت المشاركات الدولية ظاهرة وعلنية وأمست الشركات الكبرى تترقب هذا الحدث لتحجز لها موطئ قدم في اقتصاد سورية الجديد الحرّ التنافسي.

الأمن الغذائي السوري رهان النجاح المستقبلي والصادرات الدفينة حجر الزاوية للموارد المالية المطلوبة للنهوض الاقتصادي.

العيادة الاقتصادية السورية – Syrian Economic Clinic

دمشق في 25 حزيران 2025

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.