جديد 4E

حقُّ تقرير الجلاء ..

الجلاء يجسد الحق القانوني في تقرير المصير

فارس تكروني

ارحلوا عن أرضنا، و اتركوا لنا حرية العيش فيها، نحن من نقرر كيف ندير بلدنا ، ونختار ما يناسبنا من أنظمة الحكم، خيراتنا و ثرواتنا مُلك لنا، لا نريد ديمقراطيتكم المزعومة، و لا هويتكم المزيفة، ولا ثقافتكم النرجسية، و لا تعني لنا حضارتكم بشيء أمام حضارتنا التي تمتد لآلاف السنين، فنحن لنا هويتنا العربية الأصيلة، ودماء شهدائنا و قصص بطولاتهم تشهد على أصالتنا، لم ولن نكون خاضعين لأحد بعد تاريخ 17 نيسان عام 1946 ،هكذا عبر الشعب السوري عن قراره في حق تقرير مصيره عند دحره أخر جندي فرنسي عن أراضيه، ليقول للعالم أجمع، إن قبل الاستقلال ليس كما بعده.

الشعب السوري يحتفل اليوم بعيد الجلاء، وهو مجروح من حرب دامت أكثر من 9 سنين، استنزف فيها خيرة شبابه، و موارده، و اقتصاده، ليجسد المبدأ القانوني الدولي الذي ينص على حق تقرير المصير للشعوب قولا وفعلا، كحق انساني غير قابل للمقايضة والسمسرة، عبر الدفاع عن أرضه و دحره العصابات الارهابية المرتزقة، بسلاح وشجاعة الجيش العربي السوري ، و بأقلام مثقفيه ومفكريه ودبلوماسييه في المحافل الاعلامية و الدولية والدبلوماسية، و ليؤكد مرة أخرى أنه ماض في طريقه منذ عهد الاستقلال والى تاريخه، وليقول إلى الدول التي تآمرت عليه من الولايات المتحدة إلى فرنسا و بريطانيا ، و الدول الخاضعة لها من تركيا وغيرها من العربان، بأن العيش في هذا الضيق من فقدان الأحبة، و الفقر، والحرمان، هو لأهون عليه من أن يرهن كرامته وقراره إلى دول تمارس كل أشكال الاستعمار القديم والحديث، السياسي، والاقتصادي، و الثقافي، والديني، والمذهبي، والإعلامي، و لن يثني من عزيمته عقوبات لا إنسانية، ظالمة تفرض عليه بشكل مستمر، وتمنعه من أساسيات العيش الإنساني، كمواد غذائية، وأدوية، و طاقة وغيرها.

سورية عبر قيادتها وشعبها تجدد التزامها بحقوقها والتمسك بها، وعدم التفريط أو التنازل عنها، بكل ما تمتلكه من أدوات مشروعة إنسانيا وقانونيا، سواء أقبلتم و اقررتم  بتلك الحقوق الدولية أم ضربتموها عرض الحائط أو التحايل عليها و نشر الأكاذيب والفبركات الإعلامية المضللة والمسرحيات الهزلية المثيرة للسخرية.