كتب أيمن قحف :
هدأ ضجيج اكسبو بعد خمسة أيام عامرة بالعمل والنشاط ، و قرابة خمسة أشهر من التحضيرات الجدية التي أثمرت عن ( اكسبو ) حقيقي يليق بوجه سورية الاقتصادي ..
ما أفكر به الآن ، كيف سينظر الناس المسؤولون والفعاليات الاقتصادية لما كان أو سيتم تسميته ( مجازاً) باسم معرض كذا أو كذا ، بل بعضهم يسميه أيضاً ( اكسبو ) وما حدا أحسن من حدا !!!
لتقريب الفكرة أكثر : تعيش في حي شعبي وبيت بسيط خدماته فقيرة ، وفجأة يدعوك صديق أو قريب للسكن في بيته الفاخر في حي راق لعدة أشهر بداعي السفر ..كيف ستتقبل العودة للوضع السابق ؟!!
نزلت في فندق خمس نجوم وبعدها حكم عليك الظرف ان تنام في فندق نجمتين .. كيف ستتعامل مع الأمر ؟!
من زار أكسبو مسؤولاً أو عارضاً أو ضيفاً أو إعلامياً تعرف على مستوى يضاهي المعارض العالمية ..
وسيتذكر الآن معارض : نصف الصالة ومعارض ( ربي يسر ) ومعارض ( عشت ) التي تحوي اجنحة مجانية وهدايا أكثر ممن دفعوا الاشتراكات !!!
لست ضد اي فعالية ، ولا نعيب على معرض صغير حجمه او قلة عدد عارضيه او زواره ، ولا ننتقص من منظميه ، لكن لا نستطيع بعد اليوم منع ( المقارنات )!
عندما سيعرض موضوع رعاية أو افتتاح أو زيارة معرض على السيد رئيس مجلس الوزراء أو وزير الاقتصاد أو الصناعة أو النفط أو التجارة الداخلية او الاسكان او اي وزير آخر سيقارن تلقائياً بين المعرضين اكسبو وما يليه وربما ما سبقه !!
سيفكرون ملياً قبل زج أسمائهم ومناصبهم في فعالية لا تليق وربما يكون ارسال موظف او مدير لتمثيل الوزارة يحفظ ماء الوجه ..
أعتقد أنه من الأفضل استخدام نفس معيار رعايات التدشينات في رعاية الفعاليات ..
مشروع بقيمة كذا يدشنه محافظ
مشروع اكبر بقيمة كذا يدشنه وزير
مشروع اكبر بقيمة عالية يدشنه رئيس مجلس الوزراء .
مشروع عملاق يفتتح برعاية رئيس الجمهورية ..
وهناك التزام كامل بهذه المعايير، ولا بأس باستخدام نفس المنطق لرعاية وافتتاح المعارض والفعاليات ، وحتى تغيير تسمياتها حسب حجمها ..
المعارض صناعة ومحرك للاقتصاد، ونأمل من وزارة الاقتصاد ومؤسسة المعارض اعادة النظر في خارطة المعارض ورفع سويتها وكفاءتها والرقابة عليها ..