عامر ياغي :
ما جرى في محطة الزارة الكهربائية ليس صورة طبق لما حدث في بانياس ودير علي، وإنما هو الأصل بعينه .. أصل الإعجاز الجديد والحلقة الجديدة والأبطال الجدد، الذين تعملقوا ونجحوا في التغلب على من كان قبل عقد ونيف من الزمن “الخواجة ـ الأجنبي”، ونيل علامة التحدي كاملة غير منقوصة.
ما حدث لا يمكن حصره فقط ضمن الزاوية التوفيرية التي تم تحقيقها والتي قاربت السبعة ملايين يورو، ولا حتى بعملية حرق المراحل الزمنية ووصل ساعات العمل الليلي بالنهاري والتي تجاوزت هي الأخرى الـ 40 يوم عمل متواصل، ولا برفد الشبكة الكهربائية بـ 110 ميغا وات، كون المشهد العام الذي تم تسجيله في محطة الزارة يتخطى ذلك وبكثير، وصولاً إلى المرحلة الأهم والهدف الأغلى ألا وهو الاستغناء شبه كامل ” في أكثر من جبهة عمل كهربائية ونفطية ..” عن شيوخ الكار الأجانب الذين عملوا وبذلوا كل جهد ممكن وضغط متاح لإخفاء شيفرة النجاح عن أيدينا وترك آلاتنا ومعداتنا وتجهيزاتنا تحت رحمة ” حصرية التركيب والتشغيل والصيانة” لهم وحدهم دون غيرهم.
ما جرى ويجري هو بشرة خير بكل ما للكلمة من معنى، باتجاه فرط سبحة الاحتكار الغربي والشرقي والشمالي والجنوبي، وتمهيد الطريق “المادي والمعنوي” أمام خبراتنا وكفاءاتنا الوطنية لتأخذ دورها وموقعها على خارطة الإنجازات السورية الخالصة.
لحل الأمور الفنية والميكانيكية والتقنية، في خطوة تبشر وفي المستقبل القريب بسحب البساط من تحت أقدام الغريب واستبداله بالقريب “صاحب البشرة السمراء والعضلات المفتولة والعقول العظيمة” الذي أثبت ليس فقط للشركات ” الأم” الخارجية وإنما لإداراتهم أيضاً أنهم “بالتأهيل والتدريب والدعم اللامحدود واللاسقف له” العلامة الفارقة والمميزة .. وأنهم يستحقون أيضًا ليس فقط رفع القبعة، وأخذ صور تذكارية معهم، وإنما الرعاية الدائمة والاهتمام المستمر والمتابعة الدورية، لهؤلاء الأبطال الذين أثبتوا للقاصي والداني أنهم أبطال من هذا الزمان .. زمن الحرب التي استطاعت أن تلقي بظلالها الثقيلة على مختلف جوانب الحياة باستثناء إرادة الحياة والإبداع واجتراح الحلول وفك الرموز وحل كلمات السر لأي معضلة أو تحد أو إشكال يفرمل أو يعطل عجلة الإنتاج، بعيداً عن البعض الآخر الذي مازال يتفنن في سرد وتكرار قوائم طلباته وسلة مقترحاته، وحزم توصياته، واستعراض التقارير الربعية والنصفية والسنوية التي يتحفوننا بها، وكأن المخطط إنجازه ليس من صلب مهام المؤسسات والشركات والهيئات الحكومية التي يتولون قيادة دفتها ولا من مسؤولياتهم.
صحيفة الثورة – الكنز – 11 آب 2024م