غرف قوية – اقتصاد متين

كتبه د.عامر خربوطلي :

الغرف بجميع أشكالها ومسمياتها نموذج عريق ومستمر لمنظمات داعمة للأعمال ممثلة لمنتسبيها أمام الحكومة وهي ذات نفع عام غايتها خدمة المصالح التجارية أو الصناعية أو الزراعية والعمل على تطويرها والمساهمة في تنفيذ السياسات الاقتصادية وتقديم الاقتراحات اللازمة لدعم عملية التنمية.

ولتحقيق هذه الغايات والأهداف أناط لها القانون مجموعة من المسؤوليات والواجبات والصلاحيات أهمها ما يتعلق بتمثيل أصحاب الأعمال أمام الجهات الرسمية وعقد الاتفاقيات والروابط مع الجهات المماثلة الخارجية وتقديم المقترحات الاقتصادية والمشاركة في اللجان وتقديم الدراسات والإحصائيات والمساهمة في التدريب والتأهيل وترويج الصادرات وإقامة مراكز التحكيم وتعزيز قواعد المنافسة ومنع الاحتكار وإقامة المؤتمرات والمعارض والندوات والقائمة تطول….

هذا جزء يسير من واجبات ومسؤوليات واختصاصات الغرف التجارية على سبيل المثال التي منحها القانون الناظم لهذه المؤسسات الأهلية لتكون فاعلة وقوية ومشاركة في العمل الاقتصادي والتنمية الاقتصادية.

هي إذاً بمثابة حكومة القطاع الخاص لها جميع الصلاحيات لتحقيق أهداف تنموية محددة من خلال دعم وتطوير الأعمال الخاصة وتشجيع المبادرة الفردية لتشكل في النهاية حلقة دعم للناتج المحلي الإجمالي وتحقق أكبر مشاركة فيه، وهنا يمكن الاستنتاج أن وجود غرف قوية وفاعلة ومدركة لمهامها ومسؤولياتها الكبيرة هي الداعم الأكبر لبرامج التنمية الحكومية والموجهة نحو خلق بيئة العمل المنافسة وتذليل الصعوبات التي يواجهها وتقديم أقصى مقترحات التطوير اللازمة.

جميع تجارب دول العالم المتقدم أثبت أن نجاح وتطور الغرف والهيئات والمنظمات الداعمة للأعمال أدت بشكل مستمر لنجاح اقتصاديات هذه الدول.

الاقتصاد السوري الذي يعيش مرحلة تعافي بعد أزمة قاسية غير مسبوقة هو اليوم أمام استحقاق وطني جديد يتمثل في انتخابات غرف التجارة السورية يتطلع أن تساهم مجالس الغرف الجديدة واتحادها في تقديم تصور لمشاركة تنموية للقطاع الخاص في مرحلة ما بعد الأزمة تتضمن مجموعة من الأهداف في مجال تطوير وتشجيع النشاطات التجارية والصناعية والخدمية ضمن خطة عمل لأربع سنوات هي عمر الدورة الانتخابية يتم من خلالها وضع مجموعة أهداف وبرامج ومشاريع لتنفيذ ما نص عليه القانون الناظم لعمل الغرف من مهام ومسؤوليات ومحاولة التقييم بصورة دورية لتلافي الصعوبات وتقديم أفضل ما يمكن لقطاع الأعمال الخاص.

غرف قوية لاقتصاد متين ليست عبارة ترويجية.. بل هي علامة النجاح النهائية..

العيادة الاقتصادية السورية – حديث الأربعاء الاقتصادي رقم /256/

دمشق 7 آب 2024م