جديد 4E

مبادرة ولفي إحياء للحرف التقليدية الحموية .. مشاغل اختارت طريق العشق وليفاً لروح التراث  

 

السلطة الرابعة – سوسن خليفة :

الملفت في الفعالية التي استضافتها مؤخراً صالة زوايا في برج الروس والتي بدأت في الخامس من الشهر الجاري وتستمر لمدة 4 أيام عنوان المبادرة ( ولفي ) الذي لم يأت عن عبث ومعنى الولف الصديق والحبيب والشريك، وترتبط هذه الكلمة بالروح. ومبادرة ولفي لإحياء الحرف التقليدية الحموية خرجت من مشاغل اختارت طريق العشق لهذه المهنة حيث كل شيء حي.

السيدة صاحبة المبادرة أصرت أن العمل جماعي ولم ترغب بذكر اسمها وقالت هذه الحرفة في حماة ومهددة بالزوال. وهي تتضمن إدخال الطباعة اليدوية على القماش لإحياء هذه الحرفة وتم التعاون مع فنانين تشكيليين لإغناء الرسوم التقليدية برسوم معاصرة.

والطباعة اليدوية الحموية من الحرف النادرة في العالم عرفتها سورية قبل الميلاد، وما تزال تمارس بالوسائل البدائية ذاتها وتستخدم فيها العناصر الطبيعية بالكامل.

فهي تعبر عن أحد تشكيلات تآلف أرواح الخامات الطبيعية كقماش الخام البلدي القطني 100 % والألوان الأربعة ( أسود – أحمر – أزرق – أخضر ) المستخلصة من خشب الورد وقشر الجوز والرمان وغيرها.

ولدى سؤالنا عن الوقت الذي تستغرقه مدة تحضيرها تبين أنها تأخذ أكثر من شهر تعد فيها بطرق من أسرار المعرفة بالمهنة ويستخدم فيها الخشب المحلي القابل للنقع بالماء عدة ساعات وتحفر عليه الوحدات الزخرفية المتنوعة باليد وأغلبها رسوم موغلة في القدم. يطبعها الحرفي الذي ورث المهنة أباً ن جد على القماش بتصميم يعتمد على تكرار الوحدات الزخرفي بكل ما تحمله من تفاصيل تراثية.

السيدة رولا مديرة صالة زوايا أوضحت أن استضافتها لهذه المبادرة تأتي من الاهتمام بالثقافة والتراث اللامادي . وهذه الحرفة كما علمنا شهيرة في حماة ، أدخلت من خلالها الطباعة على القماش وأيضاً على حرفة التنجيد للحفاظ على هذه الحرف المهددة بالتلاشي.

ومما لاحظناه اقبال كثير من الزائرين على اقتناء بعض المنتجات من ألبسة وحقائب وبعض أغطية الطاولات ، وكأنهم يقولون لنا نعشق هذه الصناعة التراثية ونعمل على انقاذها من الاندثار.

وعلمنا من بعض أعضاء فريق المبادرة أن الطباعة اليدوية على القماش من الحرف النادرة في العالم. فمن أصل عشرات المشاغل المتواجدة منذ عام 1950 تبقى مشغل وحيد ينتج نوع من الفنون يعد وليفاً مخلصاً للإنسان والبيئة.

فهل تجد هذه الحرفة من يهتم باستمرار هذا النوع من المهن التراثية ويحافظ عليها من خلال ورش تدريبية تكون نواة لهذه الصناعة ومثيلاتها من المهن التراثية التي بدأت تتلاشى من حياتنا وتندثر. فهي تذكرنا بالأجداد الذين تركوا لنا كنزاً من التقاليد والتراث وبذور الصناعات الأولى التي علينا أن نطورها ونحدثها لتبقى لنا وليفاً على مدار العمر .