جديد 4E

المبادرات الرمضانية تكشف أهمية التوازن المجتمعي وإعادة الاعتبار للطبقة الوسطى  

 

رمضان والاقتصاد

كتبه د.عامر خربوطلي :

رمضان قبل كل شيء شهر التقى والإحسان وهو أيضاً شهر الخير والبركة والتراحم والرحمة وهي معاني عالية القيمة وتمثل إحدى كنوز رمضان على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.

ورمضان شهر الخير تعود الأغنياء على دفع زكاة أموالهم خلاله بالإضافة لكثرة الصدقات والأعمال الخيّرة التي لا حدود لها.

يزداد في رمضان شراء السلع والمواد وهو أمر جيد يحرك الأسواق ويشجع المستثمرين على الإنتاج بكميات اقتصادية تسمح بتخفيض أجزاء من التكاليف وهذا أمر مهم في تخفيض الأسعار في النهاية.

ورغم فجوة الدخل والأسعار الواضحة للعيان ودون الحاجة للتوصيف إلا أن انتقال جزء من الأموال من الأغنياء للفقراء عبر زكاة الأموال أمر شديد الأهمية على الصعيد الاقتصادي لأنه يُحدث نمواً اقتصادياً دون موارد خارجية.

ولأن الفقراء وذوي الدخول المحدودة يتمتعون بميل حدي كبير للاستهلاك على السلع الضرورية فإن ما سيأتيهم من أموال سيتم إنفاقها فوراً لعدم تمكنهم ضمن الظروف الحالية بأية عمليات ادخار أو اكتناز وبالمقابل تتحسن عمليات الاستثمار والتوظيف من قبل أصحاب رؤوس الأموال.

رمضان شهر تخفيف حدة الاستقطاب المالي الاجتماعي بين طبقات المجتمع ومحاولة الوصول للمهمشين والمساكين والمحتاجين والمتعففين الذين ساءت بهم الظروف وهم من كان لهم مكانة وكرامة لا تسمح لهم بالاستجداء.

مبادرات ومهرجانات وأسواق وعروض وتخفيضات ومعونات وأسواق مجانية خيرية ووجبات غذائية وقسائم شرائية جميعها أصبحت من ملامح رمضان الاقتصادية، الفقراء انتعشوا قدر الإمكان والأغنياء تشجعوا على العطاء والبذل، إنه إعادة طوعية لتوزيع الثروة بين أبناء المجتمع الواحد الذي تم وصفه بأنه (كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له كامل الجسد بالسهر والحمى) فهل نصل لمرحلة من التوازن المجتمعي وإعادة الاعتبار للطبقة الوسطى وتحسين معيشة الفقراء لنرى ونحكم..

العيادة الاقتصادية السورية – حديث الأربعاء الاقتصادي رقم /238/

دمشق 20 آذار 2024م