جديد 4E

معالجات  معاصرة..!

السلطة الرابعة -عبد الحليم سعود:

حفلة جديدة من الجنون ضربت أسعار الادوية في الأيام الأخيرة مع ارتفاع حمى الوعكات الشتوية من رشح وكريب وسعال والتهاب لوز وحلق وأمراض أخرى منشؤها انخفاض درجات الحرارة وشح وسائل التدفئة من غاز ومازوت وكهرباء وحطب ..إلخ، وكأني بالجهات المعنية تحاول أن تعالج المواطن المريض بالصدمة حيث باتت أسعار بعض الأدوية تسبب الجلطات القلبية والدماغية…!

وعلى سيرة الادوية وارتفاع اسعارها دخل مريض إلى عيادة الطبيب وشرح له وضعه المعيشي قبل ان يشكو له الآلام التي يشعر بها لعل الطبيب يخفف عنه ثقل الوصفة التي سيكتبها في نهاية المعاينة، فحاول الطبيب تشخيص الحالة لتحديد العلاج المناسب، لكن المريض قاطعه طالباً الكلام، فتوقع الطبيب بأن لديه تشخيصا محددا لحالته، لكنه فوجئ بشرط غريب لم يسبق أن وضعه مريض سابق..!

– الرجاء يا دكتور لا تكتب لي وصفة.. لا أريد أي نوع من الأدوية..!

– عفواً، ولكن التشخيص وحده لا يكفي، لا بد من وصفة طبية..!

– افهمني يا دكتور أرجوك.. مجرد الدخول إلى الصيدلية يفاقم حالتي الصحية، ويتسبب بأعراض مرضية غير موجودة بالأصل..؟!

– لعلك تعاني من فوبيا الحقن التي يعطيها الصيدلي لبعض المرضى..!

– بل أعاني من صوبيا أسعار الأدوية المرتفعة كل يوم.. فلم أدخل إلى الصيدلية مرة إلا وارتفع ضغطي وازدادت ضربات قلبي وشعرت بأعراض الجلطة..!

– أوووف.. هل تشرح لي كيف أعالجك من دون أدوية وعقاقير ومسكنات..؟!

ــ بالطاقة.. عالجني بالطاقة.. فقد سمعت أنه علاج مفيد للكثير من الأمراض وغير مكلف..!

أطرق الطبيب برهة وهو يفكر ثم اهتدى إلى الحل المناسب للحالة التي أمامه..

– لدي أسلوب آخر أفضل من علم الطاقة وهو مجرّب في الكثير من الدول..!

– عجّل به يا دكتور أرجوك..!

– أسلوبنا هو (العلاج بالصدمة) هل سمعت به..!

– أبداً أبداً.. هل لك أن تشرح لي كيف..؟!

– حسناً.. اذهب إلى السكرتيرة، وادفع لها مائة وخمسين ألف ليرة أجرة الكشفية ثم عُدْ إليّ لنكمل العلاج..!

نهض المريض كالملسوع عن طاولة الكشف وقال للطبيب بكل ثقة وارتياح: كل الشكر يا دكتور لقد تحسنت حالتي ولم أعد أشعر بأي ألم، أنا كما تراني كالحصان.. ثم صهل مودعاً..!!