جديد 4E

الخطابات والبيانات والإدانات !

محمد أحمد خبازي

لا تكفي الخطابات الحماسية ولا بيانات الاستنكار ولا الإدانات لجرائم العدو الإسرائيلي التي يرتكبها في فلسطين الحبيبة المحتلة عموماً ، أو في مشفى المعمداني بقطاع غزة خصوصاً ، الذي جعله  العدو المتوحش أثرًا بعد عين بكل مافيه من بشر وحجر ، غير عابئ بقانون دولي يحرم الاعتداء على المشافي والمراكز الصحية أو غيرها من المحرم استهدافها، وغير مكترث بأعراف إنسانية لا تبيح التمادي باستخدام القوة الغاشمة والمفرطة بوجه الشعب الأعزل .

بل لابدَّ من فعل عالمي يلجم جماح هذا العدو المتغطرس بقوته النارية المدمرة، ويوقف همجيته وارتكاباته المتوحشة ضد شعبنا الفلسطيني ، الذي من حقه الدفاع عن أرضه، التي نهبها المحتل، وعن حياته  التي سلبها منه العدو الباغي .

فعلى هذا العالم ( المتمدن والحضاري ) الذي يستنكر جريمة فردية هنا، أو حادثة سياسية هناك، أن يهب لنجدة الشعب الفلسطيني وحمايته من نار الآلة العسكرية الإسرائيلية الحاقدة،  التي تدمر كل ما ينبض بالحياة في فلسطين ، ويتخذ بحق هذا العدو الغاشم كل الإجراءات التي ينص عليها القانون الدولي، وتجبره على كف عدوانه ، والاعتراف بحقوق الفلسطينيين المشروعة بدولتهم وعاصمتها القدس ، وبحقهم في الحياة الحرة الكريمة.

فالقانون الدولي لا يتجزأ ـ ويجب ألَّا يتجزأ ـ ومن غير المقبول أن يُطبَّقَ على دولة من دون أخرى، وأن يُفرضَ بالقوة على بلد من دون سواه، وأن يُعاقبَ المظلومُ به وينجو منه الظالم !.

فلو أن أي بلد عربي قاوم ( إسرائيل ) الغاصبة ـ ومقاومتها حق مشروع ـ  لرأيت ذاك العالم يتنادى على عجل لاجتماعات أممية ، ولاتخاذ قرارات تحت الفصل السابع ، ولتحريك جيوش وأساطيل ، لنصرة ( إسرائيل ) الحمل الوديع ، وحمايتها من العرب الذئب المفترس !!.

فهذه الصورة المقلوبة والمفاهيم المغلوطة التي يتعامل بها الغرب المتغابي معنا كعرب ومع قضايانا العربية، يجب أن تتغير، والقانون الأعمى عن حقنا المقدس يجب أن يبصر، وذلك لا يكون إلَّا عندما نكون نحن العرب قلبًا واحدًا وقبضةً واحدةً.

ففي تراثنا الشعري :

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

 

والمثل يقول أيضا : ” ماحك جلدك مثل ظفرك “.