علي محمود جديد :
بالفعل البنك العقاري ينجح في الانفصال عن الواقع هذه المرة .. ويُجهد نفسه في شراء الفشل واقتناء التخلف
” لَكْ ألله يعدّمني اياكم على هذا التطبيق المتخلف .. وكإنو ناقصنا مشاكل وهموم وتعب قلب .. ! ”
تطبيق جديد لبنك الأنترنت العقاري تمكنا من الدخول إليه بعد جهدٍ جهيد وانتظار طويل ومعاناة قاسية .. وعدة مراجعات شخصية لخدمة الزبائن في البنك حتى استطعنا اختراق الجدار المغلق والوصول إلى الحساب.
وعبثاً الآن كنا نريد دفع فاتورة الخليوي .. نُدخِل البيانات وبشكل دقيق، وكررناها عدة مرات فتتصدر التطبيق رسالة على شريطٍ أحمر تقول بأن هناك خطأ يرجى المحاولة لاحقاً ..
طيب ما الخطأ ..؟! نريد أن ندفع فاتورة .. اسم الشركة ورقم الموبايل اللاحق الدفع والمبلغ ومن ثم التأكيد، كلها خطوات خطوناها بوضوح .. تأتينا رسالة بعدها بالمبلغ مضافاً إليه الأجور والضريبة .. ومن ثم نوافق فالرصيد يغطي .. يعني أن الخطوات صحيحة، ولكن تأتينا الرسالة بأن هناك خطأ .. !! هذا يعني أن الخطأ في التطبيق ومنه، وليس من المتعاملين.. ومن ثم تطور الأمر إلى ظهور صفحة بعنوان عريض ( 401 ) تحتها عبارة ( غير مسجل الدخول ) رغم أننا نكون قد دخلنا ، وتحت هذه العبارة دائرة بيضاء بمحيط عريض أحمر، وبوسطها إشارة تعجب حمراء أيضاً .. !
لا .. والأنكى من ذلك أن هذا التطبيق لا يقبل التحميل على اللابتوب ولا على الكمبيوتر الثابت، ولا حتى على أي جهاز هاتف خليوي، هو فقط يمكن تحميله على أجهزة الخليوي المتطورة والذكية حصراً والمزودة بنظام التشغيل أندرويد .. !! وكأن البنك على يقين بأن كل أبناء الشعب السوري مولعون بالأندرويد وبهذه الأجهزة الذكية ، وقاموا بإتلاف أجهزتهم القديمة من أجل ذلك، خاصة في هذه الأيام المشبعة بالرفاهية والرخاء.. !
رغم أن البنك العقاري له الفضل بإدخال هذه التقنيات إلى أنظمة البنوك السورية وكان سباقاً إليها، ولكنه اليوم بهذا التطبيق يبدو منفصلاً عن الواقع هذه المرة، إذ كان عليه أن يعتمد على النظام الأكثر سهولة والأكثر قدرة على الوصول إلى أجهزة الجميع ليتمكن من كسب أكبر قدر ممكن من المتعاملين، ولكنه هكذا سيخسر الجميع على ما يبدو بهذا التطبيق المتخلف، فهاتفي حديث متطور وذكي ومزود بنظام أندرويد .. ومع هذا حصل ما حصل .. وها أنا ذا أقف عاجزاً عن دفع فاتورة لسيريتل التي تلاحقني برسالة تلو الأخرى من أجل الاسراع في الدفع، وكأن ملياراتها مهددة بالانهيار إن لم تحظَ بقيمة فاتورتي .. ! .
في الحقيقة أرجّح بأن هذا نموذج للتحول الرقمي الذي تلهث وراءه الحكومة دون أي استعداد حقيقي ولا بنية صحيحة لإنجاحه .. هذه من نتائج الكلام العبثي والوعود الفارغة ..
يا عمي تراجعوا اليوم قبل الغد عن إطلاق هذا التطبيق الفاشل .. وصححوا الأخطاء فيه وجربوه جيداً وتأكدوا من سلامته ثم اطلقوه .. فالانتظار على مرارته يبقى أقل صعوبة ووطأة من هذه المناظر المعيبة ومن هذا التعب للقلب .
ثم مما كان يشكو التطبيق السابق ..؟ كنا نعمل عليه بكل أريحية وسهولة .. فما دهاكم حتى تشتروا هذا التخلف وهذا الفشل كله ..؟!!
التعليقات مغلقة.