جديد 4E

اعترافات…!

السلطة الرابعة – عبد الحليم سعود:

لا بد لي من تسجيل اعترافي بأني لا أصلح دليلا ولا مرشدا سياحيا، وأجزم بأني سأجلب الخسائر والمصائب – بعيد عنكم – لكل مؤسسة توكل إليّ مهمة الترويج للسياحة في بلدنا، وهذا بالطبع لا يعني بأن بلدنا غير سياحي ولا يستقطب السياح لا سمح الله، بل لأن عين الصحفي التي أمتاز بها لا ترى سوى العيوب والنواقص ولا تسجل سوى الملاحظات السلبية التي يتعامى عنها مسؤولونا – يمكن بسبب السيارات المفيمة التي يركبونها – ويتجاهلون إيجاد الحلول لها.

الزائر لمدينة دمشق وهي معلم سياحي لا مثيل  له في المنطقة سيصاب بالدهشة بسبب العدد المتصاعد لنكاشي القمامة الذين لا يكتفون فقط بإخراج ما يستفيدون منه داخل القمامة بل يقومون أحيانا بنثر القمامة بعد فتح الاكياس بطريقة منفرة تجعل الشارع او الحي الذي يتواجدون فيه مكبا للنفايات والفضلات القذرة، كما أن البعض منهم اقتنى دراجات مع أكياس ضخمة (عالميلتين) لعرقلة حركة السير وإزعاج المارة، وكأنه لا يكفينا السيارات الضخمة التي تسيرها المحافظة من أجل تفريغ الحاويات في ساعات الذروة وفي وضح النهار…!

كما سيصاب السائح القادم من دول بعيدة بالتململ من الاعداد المتزايدة للمتسولين والذين تعج بهم ساحات العاصمة الرئيسية وشوارعها وحاراتها حتى غدوا مشكلة تؤرق عابري الطريق، وذلك نتيجة إلحاحهم الشديد على أنهم يربون أيتاما، لدرجة الشعور أن البلد كلها باتت دارا لكفالة ورعاية الايتام…!

وبما ان الحديث عن السياحة فللإعلام حصة لا بأس بها، إذ تفتقر قنواتنا الفضائية وإذاعاتنا لأي خطة ذكية لجذب السياح، ولا سيما أنهم يستضيفون مسؤولين ومحللين سياسيين يجعلونك تقفز من (اربعتك ) من كثرة الاستفزاز والضحك على اللحى وتمسيح الجوخ والنفاق، لذلك أنصح بتوفير النفقات المترتبة على هذه البرامج والاكتفاء بالأغاني الفيروزية..!

وبما أن الشيء بالشيء يذكر.. أجد نفسي مضطرا للسؤال هل يخدم رفع الاسعار الجنوني السياحة بأي شكل ولا سيما السياحة الداخلية، أم أن السوري مكتوب عليه أن (يسوح) في كل بقاع الدنيا لاجئا او مهاجرا من دون اي جذب على طريق العودة..!

هامش:

على المسؤولين أن يتوقفوا عن أي تصريح (عبقري) يتصل بالحرب أو الازمة الاقتصادية لأن أحاديثكم (الذكية) تسبب النكد..!

على سيرة النكد يا ترى شوى اخبار الدراسة والنقاش حول الاوضاع المعيشية…؟!