جديد 4E

الاقتصاد المتعثر والتضخم المتصاعد يقود شركات التكنولوجيا العملاقة في العالم لتسريح عشرات آلاف الموظفين

 

“غوغل” تلحق بأمازون ومايكروسوفت .. وتعتزم تسريح 12 ألف موظف لتنخفض قوتها العاملة 6%

نطاق التخفيضات يطال الوظائف عبر الشركة بأكملها على مستوى العالم

الرئيس التنفيذي: اتحمل المسؤولية الكاملة عن القرارات التي قادتنا إلى هنا

شركة استشارات: قطاع التكنولوجيا قام بتسريح 97171 موظفاً في العام الماضي

 

السلطة الرابعة – متابعات :

قالت “ألفابت”، الشركة الأم لـ”غوغل”، إنها تعتزم إلغاء نحو 12000 وظيفة، أي أكثر من 6% من قوتها العاملة العالمية، لتصبح أحدث عملاقة تقنية تتجه لتسريح الموظفين بعد سنوات من النمو القوي والتوظيف.

وبهذا الصدد قالت ( بلومبرع ) مساء اليوم الجمعة 20 كانون الثاني : ستؤثر التخفيضات على الوظائف على مستوى العالم وعبر الشركة بأكملها، وفقاً لرسالة البريد الإلكتروني التي أرسلها الرئيس التنفيذي، سوندار بيتشاي، للموظفين اليوم الجمعة، وكتب أنه يتحمل “المسؤولية الكاملة عن القرارات التي قادتنا إلى هنا”.

 

موجات تسريح الموظفين بالقطاع

وبهذه الخطوة، تنضم “غوغل” إلى مجموعة من عمالقة التكنولوجيا الآخرين الذين قلّصوا عملياتهم بشكل كبير وسط الاقتصاد العالمي المتعثر والتضخم المتصاعد، حيث قامت شركات “ميتا بلاتفورمز” و”أمازون” و”تويتر” بتخفيض قوتها العاملة.

وأضافت بلومبرغ أنه بفضل تماسك نشاط البحث، كانت “غوغل” واحدة من شركات التكنولوجيا التي تمكنت من تجنب إجراء تخفيضات كبيرة في قوتها العاملة لفترة طويلة. إلا أنها باتت تواجه تباطؤاً في الإعلانات الرقمية، كما يسير قسم الحوسبة السحابية على خطى “أمازون” و”مايكروسوفت”.

بيتشاي في رسالة البريد الإلكتروني كتب يقول: “هذه لحظات مهمة لشحذ تركيزنا، وإعادة هندسة قاعدة التكلفة، وتوجيه مواهبنا ورؤوس أموالنا إلى أولوياتنا العليا”. وأضاف أن الشركة لديها “فرصة كبيرة” في الذكاء الاصطناعي، وهو مجال استثماري رئيسي تواجه فيه “غوغل” تصاعداً في المنافسة مؤخراً.

وكانت الشركة قد أعلنت في أكتوبر / تشرين الأول الماضي عن تحقيق أرباح وإيرادات أقل من توقعات المحللين. انخفضت الأرباح 27% إلى 13.9 مليار دولار مقارنة بالعام السابق. وفي ذلك الوقت، قال بيتشاي إن “غوغل” ستحد من نفقاتها، وقالت المديرة المالية روث بورات إن عدد الوظائف الجديدة سينخفض ​​بأكثر من النصف في الربع الأخير عن فترة المقارنة.

ضغوط من المستثمرين

ويأتي تخفيض “غوغل” لعدد الموظفين بعد تعرضها لضغط من المستثمرين لتبني استراتيجية أكثر صرامة للحد من الإنفاق.

في نوفمبر / تشرين الثاني، حث “تي سي آي فاند مانجمنت” (TCI Fund Management) عملاقة البحث الرقمي على تحديد هدف لهوامش الربح بشكل علني، وزيادة عمليات إعادة شراء الأسهم، وتقليل الخسائر في محفظتها من الرهانات الأخرى، أي قسم “Moonshot” التابع لشركة “ألفابت”.

وقال كريس هون العضو المنتدب لشركة “تي سي آي”: “لدى الشركة عدد كبير جداً من الموظفين، كما أن التكلفة لكل موظف مرتفعة للغاية”، مشيراً إلى أن عدد موظفي “ألفابت” قد تضخم 20% سنوياً منذ 2017.

ووفقاً لشركة استشارات الموارد البشرية “تشالنجر، غراي آند كريسماس” (Challenger Gray & Christmas)، احتل قطاع التكنولوجيا معظم خفض الوظائف في 2022- ليصل إلى 97171 موظفاً، بزيادة 649% مقارنة بالعام السابق.

خفض النفقات

اتخذت “غوغل” سلسلة من القرارات لخفض التكاليف في الأشهر الأخيرة، حيث ألغت الجيل التالي من جهاز الكمبيوتر المحمول “بكسل بوك” (Pixelbook)، كما أغلقت “ستاديا” (Stadia)، خدمة الألعاب السحابية بشكل دائم. في وقت سابق من شهر يناير الجاري، وقالت “فيريلي” (Verily)، وحدة التكنولوجيا الحيوية التابعة لـ”ألفابت”، إنها ستقلص 15% من موظفيها.

وأوضح بيتشاي إن “ألفابت” ستدفع للموظفين المتأثرين بتلك الخطوة 16 أسبوعاً مكافأة نهاية الخدمة وستة أشهر من المزايا الصحية في الولايات المتحدة، بينما ستتلقى المناطق الأخرى حزماً بناءً على القوانين والممارسات المحلية.

 

“مايكروسوفت” تنضم إلى “أمازون” بخفض 10 آلاف وظيفة دفعة واحدة

 

عدد الموظفين الذين سيتم تسريحهم يمثل 5.5% من القوة العاملة للشركة

عملاقة البرمجيات رصدت بوادر الركود في عزوف العملاء عن عمليات الشراء لكنها ستستمر في التوظيف بـ”المجالات الاستراتيجية الرئيسية”

 

من جانب آخر قالت شركة “مايكروسوفت” إنَّها تعتزم خفض 10 آلاف وظيفة أو حوالي 5.5% من قوتها العاملة خلال 2023 واتخاذ خطوات لمواجهة التوقُّعات القاتمة بشكل متزايد التي أثرت في الوقت الراهن على العديد من أكبر الشركات العاملة في صناعة التكنولوجيا.

أوضحت الشركة في بيان إفصاح أنَّها ستتحمل 1.2 مليار دولار في الربع الثاني من العام المالي لتغطية تكاليف إلغاء الوظائف، التي ستقلص ربحية السهم 12 سنتاً من الدولار.

تأتي عمليات تسريح الموظفين في وقت قالت شركة البرمجيات العملاقة إنَّها ترى العملاء يتوخّون الحذر، مع وجود بعض أجزاء من العالم في حالة ركود، بينما يتجه بعضهم الآخر نحوه.

من المرتقب أن تعلن “مايكروسوفت” عن نتائج أعمالها في 24 يناير / كانون الثاني الجاري وسط توقُّعات أن تسجل أبطأ زيادة في الإيرادات منذ ستة أعوام.

وقال الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا (  الثلاثاء 17 / 1 / 2023 ) خلال الإعلان عن تقليص الوظائف، إنَّ صناعة التكنولوجيا تمر بفترة تباطؤ وبحاجة إلى إجراء تعديلات.

“خلال الوباء حدث تسارع متنامٍ. أعتقد أنَّنا نمر بمرحلة اليوم تتسم بعودة الطلب إلى حالته العادية”، بحسب ما قال “ناديلا” عبر مقابلة على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

تابع قائلاً:” يتعين علينا فعل المزيد بموارد أقل، يجب علينا إظهار مكاسب إنتاجيتنا باستخدام التكنولوجيا الخاصة بنا”.

قالت “مايكروسوفت” إنَّ مبلغ 1.2 مليار دولار سيوجه إلى تكاليف إنهاء الخدمة و”التغييرات في محفظة أجهزتنا”، وتكلفة توحيد عقود إيجار العقارات، إذ توفر الشركة كثافة أعلى عبر مساحات عملها.

وأوضح “ناديلا” في منشور عبر مدونة ورسالة بالبريد الإلكتروني للموظفين أنَّه حتى مع قيام الشركة بإلغاء الوظائف في بعض المجالات؛ فإنَّها ستستمر في التوظيف بـ”المجالات الاستراتيجية الرئيسية”.

أبطأ زيادة ربع سنوية منذ 2017

عندما تعلن “مايكروسوفت” عن نتائج أعمالها في 24 يناير، من المتوقَّع أن تسجل أرباحاً في الربع الثاني 2%، فيما ستكون أبطأ زيادة ربع سنوية في الإيرادات منذ السنة المالية 2017.

وعززت منتجات الحوسبة السحابية التي تقدّمها “مايكروسوفت” انتعاش النمو في العقد الماضي، لكن هذا المجال بدأ في التباطؤ أيضاً.

كان المحللون يتوقَّعون أن تواجه “مايكروسوفت” الضائقة خلال 2023، بعدما نجحت في تجاوز التباطؤ السابق دون خفض كبير في الوظائف.

من جانب آخر أوصت شركة التحليل المالي في وول ستريت “غوغنهايم” (Guggenheim) ببيع أسهم “مايكروسوفت” هبوطاً من تقييمها ضمن فئة “محايد”، وهو أول تقييم يتوقَّع هبوط أسهم شركة صناعة البرمجيات منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وأمازون تجول في عمليات التسريح

ومن المرتقب – حسب بلومبرغ – أن تبدأ شركة “أمازون” المنافسة في مجال الحوسبة السحابية، ومقرها في منطقة سياتل، جولة من عمليات التسريح تؤثر في النهاية على أكثر من 18 ألف موظف خلال أكبر عملية تقليص للوظائف في تاريخها.

وميتا

أعلنت شركة “ميتا بلاتفورمز” والمعروفة سابقاً باسم “فيسبوك” عن تخفيضات في الوظائف على نطاق واسع في الخريف الماضي، وخفّضت شبكة التواصل الاجتماعي التي تواجه مشاكل “تويتر” نحو نصف قوتها العاملة.

وسيلز فورس

قامت شركة “سيلز فورس” التي تعمل في صناعة البرمجيات السحابية بتسريح حوالي 10% من العاملين في وقت سابق من يناير.

وإلى ذلك تغيّرت أسهم “مايكروسوفت” قليلاً عند 240.92 دولار في نيويورك صباح يوم الأربعاء 18 / 1 / 2023م.

مؤشرات تراكمية غير مفاجئة:

شركات التكنولوجيا العملاقة التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في أرباحها خلال تفشي وباء “كوفيد-19″، صارت تواجه منذ الربع الأول من عام 2022 الماضي “تداعيات الجائحة” التي يفاقمها التضخم والعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

فعندما أصدرت شركات “أمازون” و”آبل” و”ميتا” و”ألفابت” المالكة لـ”غوغل”، نتائجها للربع الأول من عام 2022، أظهرت أنّها “ليست منيعة أمام الاضطرابات التي تعصف بالأسواق العالمية”.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “آبل” تيم كوك في مؤتمر صحافي لإعلان الأرباح: “أريد أن أقرّ بالتحديات التي نراها من جراء اضطرابات سلاسل الإمداد، نتيجة (كوفيد) والنقص في السيليكون، بسبب الدمار الذي تخلفه الحرب في أوكرانيا”. وأضاف: “لسنا في مأمن من هذه التحديات”.

وفي حين أعلن عمالقة التكنولوجيا الأميركيين عن أرباح بمليارات الدولارات، هبطت قيمة أسهم بعضهم بسبب التوقعات بأنّ الصعوبات لن تختفي قريباً.

ووفق بول فيرنا، المحلل في شركة “إيه ماركتر”، الذي قال : ربما تعاني الشركات من بعض “تداعيات ما بعد الوباء”، مضيفاً: “رغم أنّ الوباء لم يكن سبباً للتفاؤل لتلك الشركات إلا أنّه عزز أعمالها بشكل كبير”، وأوضح أنّ “النمو السريع المسجل خلال الوباء لم يكن مستداماً، وكان على شركات التكنولوجيا أن تتوقع ذلك بشكل أفضل”.

( وكالات )