جديد 4E

أنت الجامع وقلبك المعمدان .. فلتجرؤ على اختراع المستقبل

 

نارام سرجون:

سيطيل الخبراء والدارسون في السياسة وعلم الاجتماع والسياسة التأمل والتفكير والتمحيص في سبب ثبات الدولة السورية والمجتمع السوري في وجه أعتى هجوم بشري في التاريخ غير مسبوق وكانت فرصة النجاة فيه في حسابات الكثيرين لاتتجاوز 0% .. حتى ان أحد الامراء الخلايجة بلغ به الغرور بعد سقوط مصر وتونس وليبيا في براثن قطر .. ان حظوظ القومجيين والبعثيين والحربجيين في سورية للنجاة هي صفر حتى لو وقفت السماء معه .. لأن كوكب الارض كله ضده .

ولكن حدثت معجزة حقيقية لاتقبل التفسير الاقتصادي ولا نظرية نهوض وسقوط الامم .. وسيتلعثم ابن خلدون في محاولة تفسيره لما حدث .. فالنظام البعثي السوري في تقديرات صاحب المقدمة وتقديرات نظريته حسب عمر الدولة اهترأ وخرج من مرحلة التعصب وقوة الشكيمة الى مرحلة التراخي والترهل والانحلال والصدأ ولامرحلة بعد ذلك سوى الانهيار والتبديل ..

ولكن هناك قراءة لايجيدها الا السوريون الاصلاء .. ومن يعرفون السر الدفين في هذه الارض .. انه سر الانسان السوري وارتفاع سويته الحضارية والاخلاقية وميله نحو البناء والتآلف والتكامل .. ولذلك بقي يوحنا المعمدان في قلب المسجد الاموي ولن يخرج منه حتى تقوم الساعة .. وستسقط مئذنة الجامع اذا خرج منه قلبه .. وسيموت القلب ويتوقف عن الخفقان في جسد الزمان اذا خرج من جسده .. واذا افترقا فاعلموا انها القيامة .. ولذلك فان اي حرب لاتستطيع اخراج يوحنا المعمدان من الجامع الاموي فانها لن يكتب لها الا الهزيمة .. ولذلك بقينا مرتاحين وعلى يقين من النصر لأننا كنا نعلم ان جسد كل سوري كان جامعا أمويا .. وقلبه هو يوحنا المعمدان .. وخاض الجسد والقلب المعركة .. عاشا معا .. صليا معا .. قاتلا معا .. عطشا معا .. جاعا معا .. استشهدا معا .. دفنا معا .. بعثا معا ..انتصرا معا ..

ولتعرف المزيد عن الجامع والقلب .. اقرأ عن هذا السر في هذا الصمود الذي كشفه الأب الياس زحلاوي في ندوة فرنسية مؤخرا .. هذا ماكشفه أبو السوريين جميعا .. اذا قرأت ستعرف ان لك هذا التصميم العظيم وهذه الهندسة الالهية .. انت جامع .. وقلبك معمدان ..

 

مدونة نارام سرجون – 23 / 11 / 2022م