جديد 4E

فواصل كورونية غير مناسبة..

عبد الحليم سعود

أصبحت الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا حديث الساعة على كل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي هذا يحذر وذاك يبث إشاعات وذاك يتهم وذاك يسخر من الحالة التي نعيشها هذه الأيام  بسبب الإجراءات الاحترازية التي أغلقت معظم المؤسسات الحكومية والمقاهي والملاهي والمطاعم وأوقفت الرحلات من وإلى أرض الوطن فيما بقيت بوابات الأفران ومؤسسات السورية للتجارة أشبه بيوم القيامة بسبب الازدحام والفوضى وقلق الناس من شبح الجوع نتيجة توقف أعمالهم الخاصة والعامة ..الخ.

 طبعا لن اناقش أو أجادل في جدوى وأهمية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة حيث لها مبرراتها في ما يخص منع تفشي الفيروس الخطير والحفاظ على حياة المواطنين ولا سيما مع قيام منظمة الصحة العالمية بدق ناقوس الخطر..ولكن كما تجري العادة فلكل حدث فواصل وطرائف أرى من الظرافة وخفة الدم الإضاءة عليها لرسم الابتسامة وأخذ العبرة واليكم بعضها..

  — صديق لي راعته أسعار الأقنعة الواقية من العدوى في الصيدليات فاقترح على زوجته تفصيل أقنعة لكل أفراد عائلته من حمالات الصدر والكلسات القديمة الخاصة بها لتوفير ما تبقى في جيوبهم من مبالغ مالية لغايات الطعام..

–قريب لي توقفت تجارته وأعماله فقرر العمل في التهريب فما كان مني الا أن أوصيته بحساب حسابي بخمسة كيلوغرامات من البصل لشدة ما سمعت عن فوائده القوية في معالجة والوقاية من كورونا ولا سيما أن أسعاره تفوقت على أسعار الموز والمانغا.

 — أحد المقنعين على فرن الحارة  استطاع الحصول على حاجة أسرته من الخبز بعد انخراط لساعات طويلة في الزحام..وبمجرد استلام ارغفته فرشها على درج الفرن (النظيف) من أجل تبريدها..

— مسؤول مهم دخل في حالة من الكآبة بسبب توقف عمل المقاهي وانقطاعه القسري عن حبيبة  قلبه الاركيلة..وآخر أصابته الجلطة بسبب إغلاق الملاهي الليلية وأندية القمار..

— مسؤول سابق انتهت صلاحيته وتقاعد وجد ضالته في التحليل السياسي على الفضائيات وعندما أصبحت الكورونا حديث الساعة بات في عداد الفريق الصحي المخصص للتوعية من أخطار الفيروسات وليس على لسانه الطويل جدا سوى مؤامرة الكورونا وحرب الكورونا  وارهاب الكورونا.. 

— بعد أن قمت بحياكة حيلة ذكية مع الحراس تمكنت من الدخول إلى  المدينة الجامعية بغرض شراء الخبز من فرنها وعندما وصلت إلى باب الفرن قيل لي أنه مقطوع من الدقيق ولا أحد يعرف متى يصل الدقيق إليه لانتاج الخبز..

–الفائدة التي حققتها بسبب مكوثي الطويل في المنزل تنفيذا للتعليمات هو أنني تعلمت إعداد الخبز والكثير من الطبخات والأطباق المشهورة وأفكر بعد التقاعد في تأليف كتاب عن الطبخ أسوة بالشيف رمزي عسى أن أحقق أرباحا خيالية حرمتنا منها مهنة المتاعب.. المهم الله ينجينا من الست كورونا قولوا آمين..!