جديد 4E

أغنية الخريف

 

سلامة عبيد :

لم يزل للحَوْرِ أوراقٌ تغنّي في الفضاءْ

راقصاتٍ، حالماتٍ بالبقاءْ

وغداً يحملها الريحُ، ويذروها الشتاءْ

فلماذا لا نغنّي

قبل أن تَحْمِلَنا ريحُ الشتاء؟

****

لم يزلْ للنّحْل شوقٌ للزهور

توقظ الفجرَ أغانيه وأسرابَ الطيور

وعلى ألحانِهِ يغفو الضياء

وغداً يحمله الريح، ويذروه الشتاء

فلماذا لا نغنّي

قبل أن تحملنا ريح الشتاء؟!

****

والسنونو لم تزل تمرحُ في الجو اللطيفْ

لجناحيْها حفيف

مثلُ منديلٍ حريريِّ إذا هبّ الهواءْ

ولها كلَّ صباح ومساء

زقزقات وغناءْ

وغداً يحملها الريح، ويذروها الشتاء

فلماذا لا نغني

قبل أن تحملنا ريح الشتاء؟

****

وإذا جاء الشتا، طاب الغناء

فالسواقي مُنْشدات والفضاء

ولأجْياد الرياحِ المسرعات

غَضْبَةٌ حينا، وأحياناً لحونٌ شادياتْ

وعلى السطح لزخاتِ المطرْ

مثلُ أنغام الوترْ

فيميس الغابُ ريَّاناً طروبْ

ويفيضُ البِشْرُ في الكوخ الكئيب

فلماذا لا نغنّي مثلما تشدو السواقي في الشتاء

وتُغنّي الريحُ والأمطارُ ألحانَ السماء؟

======

هذا الشاعر الجميل المتفائل والأنيق .. المحب للحياة من مواليد السويداء عام 1921 – وتوفي عام 1984

درس في لبنان منذ المرحلة الابتدائية وتتلمذ على يد الأديب مارون عبود .

ثم عاد الى سوريا ليعمل مدرسا ومديرا للمعارف .

له حوالي ثلاثين مؤلفا منها أول قاموس صيني-عربي كبير.

كتب قصيدة “إلى ابنتي” بالشعر الحر عام 1946 ونشرتها مجلة القيثارة في حينها .

اعتبره الاديب والناقد مارون عبود واحداً من المع الشعراء العرب وكتب عنه في كتابه “نقدات عابر”.

فاز بجائزة الشعر على مستوى الوطن العربي من اذاعة البي بي سي البريطانية ، كما فاز بجائزة نشيد الجيش في سوريا.

كتب المسرحية الشعرية وقد مثلت مسرحيته “اليرموك” عام 1943 في سورية ، ثم في القاهرة عام 1947 وكانت من اخراج المخرج الكويتي حمد الرجيب .

تم ادراج قصيدة :” أغنية الحياة” (أغنية الخريف) في المنهاج المدرسي لدولة الكويت .

اختيرت احدى قصائده لمنهاج البكالوريا في سورية …

له ديوان ” لهيب وطيب ” وديوان “الله والغريب ” و”أغنيات لأطفال بلادي “، كما كتب بالانكليزية أيضا ..

انخرطت أسرته – منذ صغره – في الجهاد والثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي 1925 – 1927، ثم لجأ مع أهله بعيد الثورة السورية الكبرى إلى صحراء نجد في السعودية، وكان عمره خمس سنوات. ذهب من المنفى إلى لبنان لتلقي العلم فيه حتى حصوله على الشهادة الثانوية ( 1930 – 1940 )، فعاد إلى وطنه سوريا، وعمل معلماً، وناضل ضد الاستعمار الفرنسي، وشرع في كتابة الأناشيد الثورية منذ ذلك الوقت، وكتب المسرحية الشعرية «اليرموك» عام 1943. حصل على الماجستير بدرجة امتياز من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1951. فعاد إلى سوريا وعمل مدرساً، ثم مديراً للتربية في السويداء 1953 – 1960. وانتخب عضواً في مجلس الأمة إبان الوحدة بين سورية ومصر.

زار الصين لأول مرة عام 1964 ضمن وفد لاتحاد كتاب آسيا وأفريقيا.

فاز بجائزة الرواية عام 1970 في مسابقة وزارة الثقافة عن روايته «أبو صابر: الثائر المنسي مرتين»، وأقام في الصين مدرساً للغة العربية في جامعة بكين 1972 – 1984، وعاد إلى أرض الوطن، وتوفي ( رحمه الله ) بعد وصوله بيوم واحد في 25 آذار 1984.