جديد 4E

المدير كان صديقي..

أحمد هيجر :

صديقي أصبح مديرا وتقع على عاتقه مسؤوليات كبيرة..

فالمكان الذي تولى ادارته ليس سهلا وبات يحسد عليه من القريب والبعيد..

منذ تعرفت عليه كان لديه طموح بأن يكون ذا شأن في يوم من الأيام وأن يتربع على كرسي المسؤولية..

وهذا حقه فالإنسان الذي لا يطمح هو انسان خامل.. هكذا قال نابليون..

وصديقي المدير استلم زمام الأمور في مديريته..

ماهي الا سويعات حتى بدأ المهنئون والمباركون بالتوافد لتقديم التبريكات..

وأقسم أن من قدم له التهاني باليمين كان يحمل طلبا باليسار.. حتى أنني لم أسلم منهم لظنهم أني سأكون صلة وصل بينهم وبينه..

كان صديقي في جميع جلساته (قبل أن يصبح مديرا) يبدي العديد من الملاحظات والمقترحات والحلول..

وما أكثر ما قال (لو كنت مسؤولا…) وكل من سمع تصريحاته ووعوده الوردية للمواطنين تمنى له أن يصبح مسؤولا حقا..

وكيف لا وهو الذي (جعل البحر طحينة) كما يقول المثل الدارج..

القريبون مني كانت فرحتهم تتجاوز حدود فرحتي.. فالصديق أصبح مديرا وأنهم بذلك سينالون قسطا من الدعم المعنوي والرعاية..

مرت الأيام وتلاشت فرحة القريبين والبعيدين وفقدوا أملهم من أي دعم سواء في وظائفهم أو في حياتهم المعيشية..

تغير صديقنا المدير في كل شيء منذ أن صدر قرار تعيينه مديراً..

لم يعد يرد على الهاتف وان رد يرد (بنشافة) بل قام بتغيير أرقام جواله.. ولم يعد يكترث الا بمن يهمه أمرهم من أصحاب القرار وكل من يلوذ بهم.. طاويا الصفحة عما كان وعما مضى..

وكلما مضى يوم على تعيينه ازداد بعداً عن محيطه بل راح في الآونة الأخيرة يتهرب من كل من يطرق بابه وأوصى سكرتيرته أن تقول له (المدير عندو اجتماع)..!!

لا تحسبوا أن المناصب باقية

أو تحسبوها بالمكارم وافية

***

عاشر بمعروف فانك راحل

واترك قلوب الناس نحوك صافية

***

واذكر من الاحسان كل صغيرة

فالله لا تخفى عليه خافية

***

لا منصب يبقى ولا رتب هنا

أحسن فذكرك بالمحاسن كافية