جديد 4E

“قطش ولحش”

عامر ياغي :

بعيداً عن المسلسلات الرمضانية والأحداث الدرامية، وعن عروض وجبات الإفطار والسحور اليومية التي تخطت عتبة الـ 120 ألف ليرة سورية “عداً ونقداً” للشخص الواحد، وعن برامج المسابقات التلفزيونية والإذاعية المدرجة تحت بند “ترفيهية” .. بعيداً عن كلّ شيء في هذا الشهر الفضيل باستثناء التصريحات والتقليعات التي تناوب على إطلاقها عدد من المسؤولين الذين تصدروا السوشل ميديا وأصبحوا الوجبة الرمضانية الأدسم في شهر الخير الذين تناوبت المواقع والصفحات الإلكترونية على تناقل تصريحاتهم كلّ بطريقته ومن زاويته وأسلوبه وتعليقه وعنوانه وتهكمه.

ما جرى مؤخراً، دفع بالبعض إلى المطالبة بإعداد استبيان ميداني أو استطلاع رأي لـ “عينة أو شريحة عشوائية” من الشارع للوقوف ومعرفة من هو المسؤول صاحب أفضل .. أو ألطف .. أو أظرف .. أو أغرب تصريح … صاحب أكبر ردّات فعل … وأكثر تعليقات .. وأغزر تغريدات، ووضعه ضمن قائمة أفضل 10 شخصيات رمضانية لهذا العام.

تصريحات البعض اللامسؤولة والتي لا يمكن وصفها إلا بالعشوائية والارتجالية القائمة على أسلوب وخطة عمل بائع العوامة ” القطش واللحش” لم تطغ على حديث الأسعار اللاهبة والكاوية التي أتت على كلّ ما في جيب ومحفظة ومعدة المواطن من نقود ولقمة عيش، وإنما تقاسمت التصريحات وارتفاع الأسعار حديث الشارع السوري، الذين لم يتمكن حتى تاريخه من إيجاد مبرر أو مسوغ واحد لا ليس فقط للقفزات الجنونية لمؤشر أسعار جميع المواد الأساسية والسلع الضرورية “دون استثناء”، وإنما للدافع أو القوة القاهرة أو المزاجية التي كانت السبب الرئيس والمباشر وراء إطلاق بعض المسؤولين “ممن يعتبر سكوتهم أغلى من الفضة والذهب والألماس مجتمعين” العنان لتصريحاتهم التي لم تغن أو تسمن من جوع المواطن بشيء، وإنما زادت من طين أصحاب الدخل المحدود بلة فوق البلة التي يعيشها هذه الأيام تحديداً بدون لا مع تلك التصريحات التي تخلو تماماً من كل ما له علاقة بالمنطق والواقع وبهموم وهنات وحتى بآهات المواطن الذي ضاق ذرعاً من التنظير الخالي من أي محتوى أو مضمون أو حلول قريبة المدى.

صحيفة الثورة – زاوية ( الكنز ) 17 نيسان / ابريل 2022م