مساء دمشقي

رؤى رمضان *:

أقطع دمشق من شرقها إلى غربها في هذا المساء البارد والمظلم

وكعادتها مدينتي أسواقها عامرة بكل أنواع البضائع فقيرة بالمتسوقين، ولكن الرابح الوحيد اليوم هو بائع أوراق اليانصيب عند كل منعطف وعند كل زاوية انتشر بائعو اليانصيب والتف حولهم أعداد غفيرة من المشترين الحالمين بالجائزة الكبرى لسحب رأس السنة، من معه مبلغ زهيد من المال لم يشتر اليوم ما ذهب للسوق لشرائه بل اشترى حلمه البعيد

الأحلام شبه المستحيلة اليوم هي ما تبقى لهذا المواطن اللاهث وراء بديهيات الحياة

وفي حديث دار بين اثنين ممن اقتنوا اوراق الحلم قال احدهم : اذا ربحتْ ورقتي سأقوم بشراء ٤٠٠ ليتر من المازوت الحر غير المدعوم و سأشتري مدفأة لأوقدها طوال أربع و عشرين ساعة

كم بسيط حلمك وكم هو بعيد المنال ..؟!

*محامية سورية

دمشق في 21 / 12 / 2021م