جديد 4E

المواطن في تعريفات جديدة..!

السلطة الرابعة – عبد الحليم سعود:

لا يزال الشارع السوري متشككا من استمرار الدعم الحكومي لبعض السلع الأساسية بعد الارتفاعات القياسية المتكررة التي طالت أسعار الغاز والمازوت والبنزين والتي بررها وزير حماية المستهلك “بالحرص على المصلحة العامة”، وثمة خوف متزايد من أن يطال هذا الارتفاع الجنوني مادة الخبز – المادة الوحيدة التي مازالت متاحة لذوي الدخل المحدود – رغم صعوبات تأمينها وعدم كفاية المدعوم منها للأسر السورية.

في هذا الجو الملبد بالمخاوف المعيشية الهائلة من جهة والآمال الشحيحة بإصلاح الرواتب والأجور كي تستطيع مواكبة الأسعار من جهة ثانية، ثمة خلافات بين السوريين – وما أكثر الخلافات بينهم هذه الأيام – حول تعريف كلمة “مواطن”، وبغض النظر عن التعريف الذي ورد في “المعجم العربي الجامع” والذي أكد أنها اسم فاعل من فعل واطن، أي نشأ معك في وطن واحد، وتمتع “بالحقوق السياسية” كافة وله حق تولي الوظائف العامة لكونه مولودا معك في نفس البلد وحاصلا على جنسيتها، “تساوى معك في الحقوق والواجبات” فقد اجتهد العديد من النشطاء الفيسبوكيين في تعريف كلمة “مواطن” متأثرين بالظروف المعيشية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يعيشها بلدنا في ظل الحرب والحصار: وإليكم بعضها:

– المواطن: هو الشخص الذي يجيد الدبكة والنخ في الأعراس الوطنية ويشارك بكل المناسبات بروح عالية لا تعرف الوهن أو اليأس والإحباط أو التردد أو الاستسلام.

– هو الشخص الذي يصفّق للحكومة ليل نهار ويتغنى بوزرائها ويصدق كل تصريحاتهم ومبرراتهم حول كل القضايا المطروحة دون أن يجهد نفسه في تشغيل عقله لحظة واحدة.

– هو الذي يواظب بجد واجتهاد على عمله ويقتنع بمعاشه والتعويضات المرافقة له ويشكر الحكومة لأنها ما زالت تدفعها له.

– هو الذي يتحمل غلاء الأسعار وصعوبة المواصلات ولا يئن أو يتذمر من رفع الدعم أو حرمانه من احتياجاته الأساسية.

– هو الذي يكابد حر الصيف بالمراوح الورقية ويتقي برد الشتاء بالبطانيات ويعتبر الكهرباء والغاز والمازوت والبنزين رجس من عمل الشيطان.

– هو الذي يعتبر افتتاح المطاعم والفنادق والمنتجعات السياحية والملاهي والجامعات والمشافي الخاصة إنجازات وطنية يفخر بها، حتى ولو لم يحلم بارتيادها في يوم من الأيام..!

– هو من يندفع لحماية الوطن ومكاسب المسؤولين وتجار الأزمات ولصوص الحرب والأغنياء الجدد وأبنائهم دون أن يفكر مجرد تفكير بالحصول على أدنى حقوقه..!

– هو الذي يبدل جواله الذكي كلما استوردت الشركات الخاصة جيلا جديداً ويواظب على تحديث برنامج “وي إن” كلما طلبت شركة تكامل ذلك..!

– هو الذي يدفع فواتيره بالمواعيد المحددة دون أي تأخير وينتظم بالدور والطوابير ويتحمل غلاظة ووقاحة الخارجين على الدور والنظام..!

– هو الذي يتحاشى التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعي ويقاطع قنوات التضليل وسفك الدم ويواظب على مشاهدة نشرة أخبار السادسة مساء على الفضائية السورية..!

– هو من يزرع أرضه وينتج المحاصيل الزراعية دون التفكير بالربح ويتحمل استغلال التجار والحكومة لجهده وعرقه..!

– هو الشخص الذي رفض الهجرة أو مغادرة البلاد رغم كل مغريات الدول المتآمرة وبقي يرسم إشارة النصر طوال الوقت..!

– هو الشخص الذي ما يزال على قيد الحياة رغم نوائب الدهر..!