جديد 4E

جريدة الوحدة في ملفها الأسبوعي ( هـمــوم الـنّــاس ) : خطفتم الكهرباء وأطفأتم نور الأسواق .. الساحل بحاجة لصعقة كهربائية كي تسري به الروح

 

نشرت صحيفة الوحدة الصادرة في اللاذقية يوم أمس 16 / 12 / 2021م ملفاً شيقاً ومؤلماً عن واقع الكهرباء المأساوي الذي تعاني منه محافظتي اللاذقية وطرطوس وفعالياتها التجارية والحرفية والاقتصادية، إضافة بطبيعة الحال إلى المعاناة الشعبية الشاملة من هذا الواقع الصعب.

وقد بذلت زميلاتنا العزيزات الثماني اللواتي شاركن في إنجاز هذا الملف – فهو ملف على ما حمله من معاناة ومصاعب كان ناعماً بامتياز وهذه ميّزة حلوة في صحافتنا – بذلنَ جهوداً واضحة تمكنَّ بعدها من نقل جوانب متعددة من وقائع هذه المعاناة، وتفاصيل تُظهر حجم الخسائر الباهظة التي يتكبدها الكثيرون جراء اعتماد أعمالهم على الكهرباء بواقعها الحالي الذي ساهم بارتفاع التكاليف التي تُحمّل بطبيعة الحال على الأسعار، فنأكلها نحن المستهلكين جميعاً في جلودنا لأننا نحن الذين نسدد بالنهاية فروقات الأسعار وارتفاعاتها.

أشعر بالعرفان وبواجب الشكر الجزيل للثماني زميلات على هذه الرشاقة والمهنية الجذابة، ولكني سأقول لهنَّ شيئاً بأنّ هذه الحالة ليست ساحلية محضة، إنها – مع الأسف – تسري على كل أنحاء الوطن، فحتى في دمشق العاصمة نعيش هذا الواقع الصعب نفسه ( خمسة بواحد ) وكذلك في حلب وحمص وحماه ومختلف المحافظات، فالواقع صعب .. وشكراً لكنّ على تسليط الضوء عليه بنور كلماتكن الصادقة.

سوف أستأذنكنّ وأستأذن الزميل الغالي ( غانم محمد ) رئيس تحرير صحيفة الوحدة بإعادة نشر هذا الملف الشيّق في موقعنا ( السلطة الرابعة ) وبكل محبة.

علي محمود جديد

 

خطفتم الكهرباء وأطفأتم نور الأسواق

 

ليس واقع التجار بأحسن حال من نظرائهم في شرائح اجتماعية أخرى، فالمعاناة هنا مركبة نظراً للحاجة الشديدة للكهرباء، والتي لا يستقيم العمل بدونها، ما يدفع الجميع للبحث عن بدائل، وأيّاً تكن فهي مكلفة وتضع التجار أمام معاناة من نوع آخر، وهي البحث عن بدائل الطاقة سواء كانت مولدات أو بطاريات.

فالزبون لا يستسيغ الدخول إلى محلات تجارية (ألبسة، أحذية، أقمشة … وغيرها) إذا كان المتجر مظلماً وموحشاً.

التجار عرضوا معاناتهم مع انقطاع الكهرباء وإليكم بعضها:

وائل صاحب محل أقمشة قال إن واقع الكهرباء متردٍ جداً الأمر الذي يحمّله أعباء جديدة لا تَنقُصه، وأضاف: حتى مع اعتمادي على البطارية لإنارة متجري فإني أجد صعوبة في شحنها إضافة لكثرة أعطالها.

و يشاركه الرأي فراس، صاحب محل ألبسة، الذي قال: عن أي كهرباء تتحدثون، ألا تعيشون بمدينة اللاذقية ألا تعلمون أنها خارج نطاق عمل وزارة الكهرباء؟ وأضاف: عادة ما يُعنى بالأسواق كونها تقدم صورة مشرقة عن المدن، و لكن عن أي إشراق نتحدث ونحن في اللاذقية بلا كهرباء.

وبدوره قال جورج، صاحب محل أحذية: الإنارة من أساسيات العمل التجاري والمتجر المظلم لن يلفت النظر للدخول إليه، خاصة أن الزبون سيتفحص المنتج جيداً قبل شرائه، وأشار إلى أن اعتماده على المولدة كبّده مصاريف إضافية، نتيجة لارتفاع سعر المولدات بشكل كبير عن العام الماضي وكذلك ارتفاع سعر البنزين ناهيك عن الصيانة الدورية للمولدة، و ختم قائلاً: أكثر ما يضحكني هو فاتورة الكهرباء فأنا أدفع فواتير عن خدمة غير متوفرة!

ياسمين شعبان

 

حرفيو اللاذقية ينعون الأرزاق مع ظلمة الكهرباء

 

حرفيو اللاذقية باتوا يستغيثون من الواقع الكهربائي المتردي ويصفون هذا البرنامج من التقنين بأنه مقتل للعمل بكافة أشكاله، حيث أن ساعة كهرباء واحدة لا تكفي حتى لشحن الجوال فما بالك بتشغيل مكنات وأدوات لا يتم العمل بدونها.

مازن كوسان نجار موبيليا، يقول: حاولت جاهداً تنظيم ساعات العمل على موعد الكهرباء عندما كان برنامج التقنين ثلاثة بثلاثة أو اثنتين وصل وأربعة قطع ولكن الآن لا إمكانية لذلك على الإطلاق، الأمر الذي دفعني لشراء مولدة تعمل على المازوت وقد استدنت المبلغ اللازم للشراء ولولا هذه المولدة لتوقف عملي بشكل كامل، و يضيف بأنه مضطر لإنجاز عمله في وقته لأنه مرتبط بمواعيد تسليم لا يمكنه تجازوها بسبب عدم ثبات الأسعار وعندما أتفق مع زبون على سعر غرفة نوم على سبيل المثال إن لم أشترِ موادها وأنجزها في الوقت ذاته أجد نفسي خاسراً لأن أسعار المواد ترتفع بشكل شبه يومي.

سعيد شيخ علي، لديه مطحنة تحوي عدداً من آلات الطحن وزبائنه كثر لا سيما في موسم الزعتر والكشك، بداية عبر عن استيائه من وضع الكهرباء وقسوة التقنين، لافتاً إلى توقف عمله بشكل كلي تقريباً والسبب أن آلات الطحن لديه لا يمكن تشغيلها على المولدة بسبب قوة استجرارها وهكذا فهو يعمل في الوقت الحالي ساعة واحدة في اليوم وفي أحسن الأحوال ساعتين، ويؤكد أن هذا الحال سبّب له خسائر فادحة و أن دخله في الوقت الراهن لا يغطي تكاليف أجرة البيت أو المحل فماذا عن المصاريف الأخرى.

الجزّار أبو أسامة لديه ملحمة وحاجته ملحة للكهرباء ولكن برنامج التقنين لا يسمح له بطحن اللحم والأهم أنه مضطر لتشغيل البرادات بشكل دائم للحفاظ على اللحوم من الفساد، وقد أوضح أنه يعتمد على المولدة خلال فترة عمله وفي ذروة ارتفاع درجات الحرارة كان يعمد إلى شراء قوالب الثلج الكبيرة لتبريد اللحوم.

كما لفت سعيد الشيخ صاحب منشأة مختصة بصنع البلاستيك في أطراف المدينة أن انقطاع التيار الكهربائي أثناء العمل له تأثيرات سلبية على الإنتاج وعلى اﻵلات نفسها.

كما لفت أدين خالدي صاحب معمل لإنتاج الألبان والأجبان عن حاجة المعمل الماسّة للكهرباء لا سيما لتشغيل البرادات حيث اضطر لشراء مولدة ذات حجم وطاقة كبيرة لتتمكن من تشغيل الآلات والبرادات لزوم العمل ويتحدث بكل وضوح وصراحة أنه أضاف تكلفة المولدة على أسعار المواد المنتجة، حيث وصل سعر المولدة إلى بضعة ملايين، كما أنه يدفع للبلدية رسوم إشغال الرصيف عن كامل مساحة إشغال المولدة.

أبو أكرم صاحب منشأة لتشميع الحمضيات أكد أن التقنين الكهربائي يسبب له مزيداً من التكاليف الإضافية حيث أن العمل في المنشأة هذه الأيام يستمر طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة دون انقطاع الأمر الذي يضطره إلى تشغيل المولدات واستجلاب المازوت بصعوبة بالغة وبأسعار غير مدعومة لأن مخصصاته لا تكفي نظراً لطول فترة التشغيل.

هلال لالا

 

اللاذقية عروس الساحل تتشح بالسواد..

 

واقع تقنين الكهرباء في اللاذقية أضنى المواطن، وأثقل كاهله ليحتل الصدارة في قائمة المعاناة اليومية وسط شكاوى متكررة لا طائل منها، حيث أصبحت مدينة اللاذقية بلا كهرباء تقريباً، تجوب شوارعها بالليل والنهار ولا تسمع سوى صخب وضجيج المولدات، يلجأ إليها الكثير لتغطية النقص الكبير الناجم عن خمس ساعات قطع مقابل ساعة غير مكتملة وصل، هذه الساعة التي تتم فيها التغذية وسط انقطاعات متكررة من الكهرباء، هذا ما أكده سكان بعض المناطق لجريدة الوحدة.

علي سلوم من سكان حي الفاروس يتساءل: هل يعقل بأنه لم يعد أحد بقادر على أن يوقف هذه المهزلة الكهربائية في اللاذقية فقد تعطلت أشغالنا وتوقفت أعمالنا وبتنا رهن الكهرباء بوصلها وقطعها، ولم يعد بالإمكان تغطية طلبات الزبائن رغم أني أحاول جاهداً أن أستغل فترة ساعة التغذية الكهربائية فأقوم بطحن البن ما تيسّر لي من وقت فخمس دقائق قطع مقابل خمس دقائق وصل غير مجدية نهائياً ولا ننجز أعمالنا أبداً في هذا الوقت المستقطع فأصبح الزبائن تنفضّ من حولنا، وكلما أتى أحدهم طالباً البن نعتذر منه بسبب الكهرباء فيضيق ذرعاً ويمضي لحال سبيله متأففاً من الكهرباء التي باتت عصباً يحرّك ويسيطر على حياتنا مما يعرضنا للخسارة ويضطرنا لإغلاق محالنا؟!

جميلة صقور من سكان الرمل الشمالي تقول: وضع الكهرباء في اللاذقية في حال يرثى له، فساعات التقنين الطويلة غير مقبولة، وساعات التزويد غير منتظمة في حال يدعو للأسى، وتشير إلى أن ساعة الوصل اليتيمة يتم قطع الكهرباء عدة مرات لتصبح الساعة نصف ساعة على الأكثر، وفيها يلجأ المواطن إلى استغلال كل دقيقة مضطراً لاستنفار كامل واستخدام كل المعدات والتجهيزات الكهربائية مما يحدث حملاً وضغطاً زائداً لتؤكد بأن بيتها تعرض لماسٍ كهربائي في العداد والذي أدى إلى احتراق العداد بالكامل، مضيفة: لولا تدخل العناية الإلهية لاحترق البيت بالكامل وكانت هي متواجدة فيه، مشيرة بأن الكهرباء في بعض الأحيان ونتيجة الوصل والقطع تكون غير منتظمة وتؤدي للكوارث وتتسبب في أعطال التجهيزات الكهربائية التي بات من المستحيل شراء البديل في أزمة الغلاء الفاحشة أو حتى إصلاحها هذا إن لم تودِ بحياة البعض، كما تلفت جميلة إلى أن تقنين الكهرباء انعكس على تأمين المياه حيث أن الغالبية العظمى من المناطق تعتمد على أجهزة الضخ لرفع المياه إلى خزانات المنازل فلما صم الآذان عن كل ذلك ولما اللاذقية نالت حصة الأسد من تقنين الكهرباء.

وفي نقطة لابد من التنويه إليها في منطقة كراجات الفاروس ومساء بالتحديد يعاني المواطنون من الظلام الدامس في ساعات الانتظار الطويل للسرافيس حيث تحصل المضايقات الكثيرة، فهل ستبقى عروس الساحل تتشح بالسواد وهي التي يليق بها أن ترفل بالبياض وتتألق بالنور.

نجود سقور

 

الساحل بحاجة لـ (صعقة كهربائية) لتسري به الروح

 

تنظر محافظتا اللاذقية وطرطوس لشقيقاتهما اللواتي قد يكون حالهن أفضل بحصتهن من إرث الكهرباء بقسمة لا يقال عنها إلا أنها ظالمة وكأنهما ابنتا الضرة.

ساحل (مظلم ومظلوم) اعتاد أهله القلة بكل شيء ولكن أن يُسحب منهم عصب الحياة بدون بنج أو مسكن ألم يخفف وطأة الخسارة لهو أمر حرام، فلا يخفى على أحد جوهر وأساسية تواجد الكهرباء لوقت ضمن حدود المعقول كونها الرقم واحد في أولويات الحاجة التي تشمل بالعموم كل مناحي حياتنا ويطال فقدانها الطويل المنزل والشارع والسوق والورشة والمعمل والحقل والبستان وتنقّل أنّى شئت لتكبس زر الإنارة ويخذلك في كل مكان وزمان.

 

الكهرباء لا تُخزَّن ولكن يمكن التلاعب بمكان وزمان وصلها وقطعها، وكما سبق وأشرنا حصة الساحل من (الورثة الكهربائية مقروط منها شقفة ونص) ونحن نطالب بملفنا التالي بعد استعراض آراء شريحة متضررة ومحرومة من تلك الحصة بحقنا (بعدل الرب) وأن تزورنا الكهرباء لوقت أطول أسوة ببقية المحافظات.. لأن الساحل بحاجة لصعقة كهربائية لتسري به الروح.

ميساء رزق

 

صناعيو وحرفيو طرطوس يطالبون بإعفاء السبت من التقنين

 

تم إعفاء المنطقة الصناعية بطرطوس من التقنين الكهربائي طيلة أيام الأسبوع باستثناء ليل الخميس وحتى صباح الأحد، وذلك حسب تعميم رئاسة مجلس الوزراء، كما تم إعفاء بعض الخطوط التي تؤمن الكهرباء لمعامل الأوكسجين في المحافظة في ذروة انتشار الإصابات، إضافة لبعض الخطوط لمنشآت وخطوط ضخ المياه ذات الأولوية من التقنين، وفي هذا حل وتسهيل للكثير من المواطنين والصناعيين والحرفيين، فيما تستمر مطالبة الصناعيين بوصل الكهرباء يوم السبت حسب ما أوضحه لنا منذر رمضان عضو المكتب التنفيذي المختص، لما لهذا اليوم من فرصة للموظفين الذين يحتاجون لبعض الخدمات من المنطقة الصناعية في عطلتهم، حيث يؤثر تقنين السبت على العملية الإنتاجية، وعلى العاملين في بعض المهن بشكل يومي، إضافة لعمال الورديات، ناهيك بأنه يتم احتساب الضرائب على عدد الأيام وهي 305 أيام (تم حذف يوم العطل) دون أن تلحظ الجهات الضريبية أيام التعطيل المضافة حالياً بسبب التقنين وتحسمها من الضريبة؟!

ويشير رمضان أن مجيء الكهرباء ليلاً نهاراً في أيام الإعفاء يفيد بعض المنشآت الإنتاجية التي تعمل بورديات ليلية لتلبية طلبات واحتياجات السوق، ويرى رمضان أن 7 ميغا من الكهرباء تكفي المنطقة الصناعية بطرطوس، داعياً لتشجيع التوجه للطاقات البديلة عبر إصدار قرارات تسمح بإلغاء الميول في الأسطح الأخيرة لمنشآت المنطقة الصناعية، والسماح بطابق إضافي، لمن يلتزم بتركيب ألواح الطاقة أسوة بتعديل نظام الضابطة الذي لحظ هذا التوجه في مدينة طرطوس، مع العلم بأن التوجه للبناء الشاقولي بات ضرورة لتوسيع المنشآت القائمة وقد تمت الموافقة في السنوات الأخيرة على بعض التعديلات من السماح بطابق إضافي للمهن الخدمية، وطابقين للمعامل، إضافة للسماح بقبو للمنشآت غير المبنية، وبالنسبة لمشاريع الطاقة والألواح فيلفت رمضان أنها ما زالت قيد التجربة وقد ظهرت بعض الإشكاليات ببعضها، ما يستوجب إعداد دراسات علمية لتقييمها، إضافة لوضع المواد المستوردة تحت المجهر، مع ضرورة دعم القطاع العام وإيجاد حلول جذرية لانقطاع الكهرباء وتقييم تجربة استثمار الطاقة الريحية بحمص وتعميمها حيث جرى الحديث عن نجاحها وفعاليتها، والذهاب للاستثمار بالطاقة المائية أيضاً اعتماداً على التجارب العالمية الفعالة بهذه القطاع.

والأمبيرات بلا تشريع

تبقى المطاعم وبعض محلات الحلويات والمثلجات في المدينة ضمن واقع التقنين المؤلم، إضافة لشح الغاز الذي أثر بدوره على كل هذه الأعمال، وفي حين توجهت بعض المحال الصغيرة للإغلاق اشتركت بعض المنشآت بالأمبيرات التي مازالت بلا تشريعات وضوابط حتى اللحظة، مع دفع مبالغ باهظة للمستثمرين، حيث وصل الاشتراك الشهري لأحد محلات المثلجات بشارع الوكالات في السوق إلى مليون ليرة شهرياً !! في حين يصل اشتراك الإنارة فقط في بعض المحلات إلى 50 ألف ليرة شهرياً، بوقت اكتفت بقية المحلات باللدات والبطاريات الصغيرة، وسط قلة حركة البيع والشراء أساساً في السوق في ظل الأوضاع الاقتصادية القاسية على الجميع.

رنا الحمدان

 

تفاصيل يومية مريرة في ظل غياب الكهرباء في طرطوس

 

التقت الوحدة مع العديد من المواطنين من مهن مختلفة والشكوى واحدة وهي الانقطاع الجائر للكهرباء، حيث أن انقطاع الكهرباء كان له دور كبير بانقطاع الماء، فها هي ربة المنزل منى من ريف طرطوس تشرح أن كل أربعة أيام قطع للمياه تأتي نحو ساعتين فقط ، وهذه المدة لا تكفي لتعبئة الخزان أولتشغيل الغسالة، وحتى الاستحمام صار يتم بالتقسيط وعلى عجل، ومع انقطاع الغاز لا تكفينا الساعة التي تأتي لطهو أي طبخة على سخان الكهرباء.

السيدة وصال تقول: حتى الأولاد يدرسون بصعوبة حيث ارتفعت أسعار اللدات والبطاريات والرواتب لا تكفينا حتى لإطعام أولادنا.

فيما يقول السيد محمد محمد إنه شريك في معمل للبلاستيك منذ عشر سنوات في المنطقة الصناعية بطرطوس وقد أغلق بداية العام الجاري بسبب الكهرباء، وقد تسببت الفروقات بتأمين الكهرباء إلى غلاء كلفة المنتجات بين محافظة وأخرى قبل الإعفاء الراهن للتقنين، ما سبّب اختلافاً بأسعار السلع والخدمات.

بدوره السيد باسم أشار لنا أنه يعمل في تركيب الزجاج وأن ساعتي الكهرباء التي تأتيان بشكل متقطع نهاراً لا تكفيان ما جعله يشتري مولدة بنزين بسعر مليون ومئتي ألف ليرة، إلا أن تأمين البنزين كان عقبة إضافية عدا التكلفة الزائدة التي وصلت إلى 30 % من قيمة العمل، وغياب البديل عن الكهرباء ما جعلنا نقضي أيام عدة دون عمل.

السيد مازن الذي يعمل بالطباعة وتركيب اللوحات واللحام فيقول: أتعامل مع الكهرباء وكأنها غائبة تماماً لأن القطع عدة مرات خلال ساعة الوصل يعرقل العمل، فيما يصل نصف الفاتورة لتغطية تكاليف المازوت الذي يصل سعره أحياناً إلى 70 ألف ليرة لكل 20 ليتراً حتى أننا نضطر لتشغيل المولدة لشحن البطارية، وأمام هذا الواقع يستحيل الاستمرار في العمل، ما يجعلني أفكر كثيراً بالسفر نظراً للعروض الكثيرة التي أتلقاها لخبرتي، وتابع مازن أنه اتفق مع (جلى البلاط) الذي يعمل في شقته على 4000 ليرة للمتر مقابل تأمين المازوت وهذا سعر باهظ عدا عن صعوبة تأمين المادة بالسعر المدعوم.

وأشار المزارع عصام إلى التأثير السلبي الذي تركه غياب الكهرباء على إنتاج الحمضيات نوعاً وكماً، مع عدم إمكانية الري بالمازوت بسبب التكاليف المرتفعة، إضافة إلى أن الحمضيات والبيوت البلاستيكية تعاني من تدني الأسعار ولا يمكن إضافة مثل هذه التكاليف عليها في حين لا يبدو أن هناك أي حل لأزمة الكهرباء في المنظور القريب.

ربى مقصود

 

اللاذقية.. تصرخ الآهات!

 

في ملف الكهرباء حصراً بات الموضوع متروكاً للدعاء، وذلك بعد أن دخلنا مرحلة اللا عدل في الظلم مقارنة مع باقي المدن، ولو عدنا شهرين للوراء وتذكرنا وعود وزير الكهرباء أثناء زيارته الميمونة للاذقية بتحسن الوضع الكهربائي ومنذ ذاك الوقت ونحن على نفس الحال.

فمن أقسى أنواع المرارات التي نعيشها اليوم ساعة وصل وباقي يومك ظلام بظلام، وكثيراً ما قرأنا عن دخول مئات من الميغاواط ولكن لم ننل منها حبة هال.

فنتوجه بدعواتنا لوزارة الكهرباء يقيناً منا أن مديرية اللاذقية لا حول لها ولا قوة.

(اللهم اجعلنا من أولاد البطة البيضاء وانزع عنا ثوب السواد، وقرب ديارنا من ديار الأحباب وخطوط المياه)

للتنويه فقط: الوقوف إلى جانب البلد في محنته واجب علينا ولا نتذمر من ظروفنا القاسية التي دامت أكثر من عشر سنوات ولكن نتمنى العدل في ميزان الكهرباء، فقد قلب التقنين الجائر حياتنا رأساً على عقب في شتى المجالات.

تغريد زيود

 

ولمدينة جبلة نصيبها من الظلام!

 

لا عدالة بتوزيع الكهرباء، حيث نرى أحياءً يقطنها أرباب قول وفعل بدون تقنين ولا معاناة في الكهرباء، ونرى أحياء لا تكاد تبصر النور لا من كهرباء ولا من تبعاتها كبطارية وشاحن، خمس ساعات قطع وساعة وصل وساعة الوصل خمس مرات قطع، هذا ما نقله لنا جميع من سألناهم عن واقع الكهرباء بجبلة حيث التقت جريدة الوحدة مع عدد من المواطنين هناك

وتحدثوا حول وضع الكهرباء في منازلهم ومحلاتهم التجارية، حيث أن واقع الكهرباء الفوق الجائر كما وصفها أصحاب المهن الحرة من حلاقين ومنهم السيدة وعد التي تعمل في صالون حلاقة نسائية في شارع العمارة والتي تحدثت عن المعاناة التي تواجهها بسبب التقنين الجائر وهذا دفعها إلى رفع الأسعار بسبب تكلفة سعر البنزين للمولدة بدل الكهرباء مما تسبب في قلة الزبائن.

السيد أبو معن الذي يمتلك مطعماً في الشارع الواقع بين العمارة والكراجات القديمة قال: نعمل مع الكهرباء في وقت ساعات الوصل التي لا تزيد عن الساعة وهذا ينعكس سلباً على الجودة والإنتاج وبدّلنا طريقة العمل من مطعم يقدم الوجبات على الطاولات ويستقبل الزبائن ضمن المحل إلى وجبات سريعة (ديليفري) .

بتول سلامة