جديد 4E

هل تحلم أن تصير معاون وزير .. أو مدير عام ..؟ جرّب حظك .. هذه هي المعايير الأساسية لكيفية الترشح لشغل هذه المناصب ..

 

مئة درجة موزعة على ستة أبواب تبعاً للاختصاص والخبرة والمؤهل العلمي والقدم الوظيفي والعمر والمهارات القيادية والشخصية

 

فيما تفضل المعايير شريحة الشباب .. تميل إلى تفضيل أكثر للقدم الوظيفي .. ما قد يوحي بتناقض المعايير

 

علي محمود جديد :

والأمر لا يقتصر على تحديد سقف ولاية المدير العام بتسع سنوات فقط في الإدارة العامة، مقسّمة إلى ثلاث ولايات كل ولاية ثلاثة أعوام من حيث المسار الوظيفي الجديد الذي حددته رئاسة مجلس الوزراء بمعايير – أشرنا في مادة سابقة أنها – لا تعترف بالمحسوبيات ولا بالواسطات في اختيار المدير العام، وإنما باتت المعايير تتعلق بالاختصاص والكفاءة والأداء، وبالتقييم الذي يحظى به الشخص الذي يرشح لشغل هذه الوظيفة الحكومية، وكذلك بالنسبة لشغل وظيفة معاون وزير، فما هي المعايير الأساسية للترشح لشغل هاتين الوظيفتين ..؟

معايير الترشح لوظيفة معاون وزير ومدير عام

بداية سيكون هناك بطاقة وصف وظيفي لكل مركز من مراكز العمل على حده سواء كان هذا المركز معاون وزير لوزارة معينة، أو مدير عام لمؤسسة أو شركة أو هيئة أو منشأة معينة، ويكون معيار التوصيف الوظيفي من خلال مطابقة اختصاص المرشح مع بطاقة الوصف الوظيفي ( التي من المفترض أن تكون جاهزة – حسب قرار رئاسة مجلس الوزراء بهذا الشأن – عند نهاية شهر تشرين الثاني الجاري )

ليتم انتقال المرشح بعد ذلك إلى ما يشبه المختبر الإداري، أو الامتحان، حيث يخضع هناك إلى معايير تفصيلية أشبه بالتحاليل التي يمكن لنتائجها أن توصلنا إلى تشخيص دقيق للحالة.. أو إلى ما يشبه النتائج الامتحانية التي تحسم وتحدد الفشل أو النجاح.

فمعيار التوصيف الوظيفي قسّمته رئاسة مجلس الوزراء إلى / 100 / درجة وتم توزيع هذه الدرجات إلى ستة أبواب تأخذ بعين الاعتبار الخبرة والاختصاص والمؤهل العلمي والقدم الوظيفي وكذلك العمر والمهارات القيادية والشخصية، ولكل باب من هذه الأبواب علامة أو درجة معينة تمنح للمرشح ليتم بالنهاية جمع تلك الدرجات وتنسيبها، وهي التي تحدد إن كان هذا المرشح مرفوضاً أم مقبولاً.

الباب الأول – معيار التوصيف 20 درجة

هذا الباب يتعلق بمعيار التوصيف الوظيفي ومدى مطابقة الاختصاص مع بطاقة الوصف الوظيفي لمركز العمل، بحيث يحصل طالب الترشيح على درجة ( 20 على 20  ) من هذا الباب إن كانت الإجازة الجامعية أو الدراسات العليا متطابقة مع بطاقة الوصف الوظيفي.

أما عند عدم مطابقة الشهادات الجامعية فيؤخذ بالخبرة الفنية على أن يكون لدى المرشح الخبرة الفنية في القطاع الفني لمركز العمل، تزيد عن خمس سنوات في القطاع العام، ويمكن أن يؤخذ بخبرات القطاع الخاص في هذا القطاع ولكن أن لا تقل تلك الخبرة عن عشر سنوات وأن يكون المرشح عاملاً في الدولة حالياً وتنطبق عليه باقي المعايير، وهؤلاء تكون علامتهم بمعيار التوصيف ( 15 على 20 ).

وتنخفض هذه العلامة إلى ( 10 على 20 ) في حال عدم مطابقة الشهادات الجامعية أو الخبرة الفنية مع بطاقة الوصف الوظيفي، وفي هذه الحالة يمكن أن يكون المرشح خريج إحدى الاختصاصات التالية ( علوم الإدارة – الحقوق – الاقتصاد – شهادة عليا في الإدارة العامة )

الباب الثاني – معيار الخبرة الوظيفية 10 درجات

في معيار الخبرة الوظيفية فإن المرشح لمركز معاون وزير أو مدير عام يجب أن يكون قد مارس مهام إدارة وسطى بمرتبة مدير مركزي – أو مدير فرع – أو معاون مدير عام – أو معاون مدير فرع – أو مدير مديرية فرعية – أو رئيس قسم ) هذا بالنسبة لكل من معاون الوزير أو المدير العام.

أما بالنسبة لمعاون الوزير تحديداً فعليه أن يكون قد مارس مثل هذه المهام لمدة لا تقل عن ثلاثة أعوام، أو أنه ممارس لمهام إدارة عليا كمدير عام أو رئيس هيئة لمدة لا تقل عن عامين.

فمن يحظى بهذا التوصيف تكون علامته في هذا الباب ( 10 على 10 ) وهنا لا توجد أي خيارات أو احتمالات أخرى.

 الباب الثالث – معيار المؤهل العلمي 20 درجة

وهذا أيضاً من المعايير الأساسية للترشح لمركز معاون وزير أو مدير عام، فإن كان المرشح يحمل شهادة دكتوراه فيحظى من هذا الباب بدرجة ( 20 على 20 )

أما إن كان يحمل شهادة ماجستير أو شهادة عليا في الإدارة العامة فيحظى بدرجة ( 15 على 20 )

وإن كان يحمل شهادة جامعية فلا يحظى إلا على درجة ( 10 على 20 ) من هذا الباب.

الباب الرابع – معيار القدم الوظيفي 20 درجة

هذا المعيار مقسّم إلى قسمين:

القسم الأول: يتركز حول الخدمة السابقة للمرشح في الوظيفة العامة، وأعطيت هذه الحالة 16 درجة من عشرين، بحيث يحظى المرشح على درجة ( 16 على 16 ) إذا كانت خدمته لا تقل عن / 15 / سنة، ويكتسب درجة ( 13 على 16 ) إن كانت خدمته / 12 / سنة، ويحصل على درجة ( 10 على 16 ) إن كانت خدمته / 9 / سنين، ويحظى بدرجة ( 7 على 16 ) إن كانت خدمته / 7 / سنين، أي أن أي عامل في الدولة لا يحق له الترشح حتى يمضي / 7 / سنوات في العمل على الأقل حسب ما يمكن فهمه من هذا المعيار.

والقسم الثاني من معيار القدم الوظيفي: يتركز حول المرشحين الذين يكونون قد أمضوا سنتين إلى أربع سنوات الأخيرة من عملهم في الوزارة أو إحدى الجهات العامة التابعة لها أو المرتبطة بالوزير أو من إحدى القطاعات المتكاملة في العمل وفق شرائح محددة، وقد حدد معيار القدم الوظيفي لهذه الحالة / 4 / درجات من / 20 / بحيث يكون من أمضى في مثل هذه الحالات / 4 / سنوات فإنه يحظى بدرجة ( 4 على 4 ) ومن أمضى / 3 / سنوات يكتسب درجة ( 3 على 4 ) ومن يكون قد خدم سنتين يحصل على درجة ( 2 على 4 )

الباب الخامس – معيار العمر 10 درجات

ويتضح من هذا الباب أن حظوظ الشباب تكاد تكون أعلى من حظوظ بقية الأعمار في الترشح لهذين المنصبين ( معاون وزير ومدير عام ) لولا حالة تشي ببعض التناقض سنتحدث عنها لاحقاً، فمن يكون عمره من /30 / إلى / 40 / سنة يحظى من هذا الباب بدرجة ( 10 على 10 )

ومن يكون عمره من / 41 / إلى / 50 / سنة يكتسب درجة ( 8 على 10 )

والذي عمره من / 51 / إلى / 55 / ينال على ( 6 درجات من 10 )

أما الذي عمره / 56 / سنة وما فوق فينال على ( 4 درجات من 10 )

غير أن معيار العمر حسب قرار رئاسة مجلس الوزراء بهذا الشأن يخضع لمراعاة أنظمة التعيين في المسالك الخاصة، ولم يحدد القرار ما هي هذه المسالك.

الباب السادس – معيار المهارات القيادية والشخصية 20 درجة

يوضح قرار رئاسة مجلس الوزراء أن هذا المعيار يتضمن قياس مجموعة لمهارات القيادة والسمات الشخصية للمرشح وفق استمارة معدة من قبل وزارة التنمية الإدارية، وكذلك دون أي توضيح لما تتضمنه تلك الاستمارة.

ترتيب المرشحين ودرجات التقييم

يوضح قرار رئاسة مجلس الوزراء بهذا الشأن ( وهو القرار رقم 67 / م . و تاريخ 30/ 9 / 2021م ) أن ترتيب المرشحين سيكون حسب درجات التقييم النهائية من خلال محصلة نتائج قنوات التقييم المختلفة.

فسوف يحصل على درجة ممتاز ويعتبر مرشحاً أولاً كل من يحصل على نتيجة نهائية بتلك الأبواب الستة تتراوح بين 100% و76%

ويحصل على درجة جيد جداً ويعتبر مرشحاً ثانياً كل من يحصل على نتيجة نهائية بتلك الأبواب أيضاً تتراوح بين 75% و 61 %

ويحصل على درجة جيد ويعتبر مرشحاً ثالثاً كل من يحصل على نتيجة نهائية تتراوح بين 60 إلى 50 %

أما في حال حصول المرشح على نتيجة نهائية تكون 49% وما دون فيعتبر مرفوضاً، وفي حال تساوي التقدير للمرشحين يتم الأخذ بعين الاعتبار تسلسل الدرجات لكل مرشح .. حسب القرار.

أخيراً .. تقييم أولي:

هذه هي المعايير الأساسية التي سيتم بموجبها الترشح لشغل وظيفة معاون وزير أو مدير عام بعيداً – كما يظهر – عن كل المعايير السابقة المعروفة بالوساطات والمحسوبيات .. والبعض كان يقول – والعياذ بالله – بالرشاوى وما أشبه.

ورغم أن هذه المعايير تبدو في أغلبها موضوعية – إن نفذت بجدية وأمانة – فإن في طياتها بعض التناقض غير المفهوم، ولاسيما لجهة العمر والقدم الوظيفي، فقد انحازت تلك المعايير نحو شريحة الشباب من حيث العمر عندما فضّلت من كان عمره / 30 / أو / 40 / سنة، في حين نرى تلك المعايير في موضع آخر تنحاز نحو كبير العمر عندما فضلت من له قدماً وظيفياً / 15 / سنة، وطبعاً لا يمكن لأي ابن ثلاثين سنة أن يكون له مثل هذا القدم الوظيفي، ومن النادر أن يكون ابن الأربعين سنة يحظى بمثل هذا القدم، فضلاً عن أنه ليس لأي مرشح أن يتقدم للترشح قبل 7 سنوات خدمة، فالمسألة هنا نظرية أكثر مما هي عملية على ما يظهر، إلاّ إن كانت فرص العمل – ما شاء الله – تنتظر شبابنا فور التخرج .. ونحن نتمنى ذلك ولكن على حدّ علمنا أن الوقائع تختلف عن ذلك كثيراً، فالبطالة تضرب أطنابها، والكثير من شبابنا تجاوزوا الثلاثين والأربعين ولا يزالون يلهثون – ودون جدوى – وراء فرص العمل التي ما تزال أحد أهم عناوين العمل الحكومي المنسية .. أو شبه المنسية لولا بعض الجرحى والمسرحين.

هذا من جانب .. ومن جانب آخر فإن الأخذ بعين الاعتبار تسلسل درجات كل مرشح عند تساوي التقدير للمرشحين تبدو مسألة غير مفهومة وتحتاج إلى إيضاح أكثر من وزارة التنمية الإدارية .. وهذا ما نرجوه.

نشير أخيراً إلى أن قرار الحكومة بهذا الشأن يتناول أيضاً كيفية اختيار المرشحين المقبولين لهذين المنصبين ومراحل المفاضلة بينهم فالمسألة لن تقف عند هذا الحد، إذ هناك مقاييس أخرى سيخضع لها الناجحون في الترشح حتى يستلموا مناصبهم.. وهذا ما سوف نتناوله في مادة صحفية لاحقة.

( سيريا ستيبس / السلطة الرابعة )