جديد 4E

لماذا لا يزال الكثير من السوريين معارضين وبشدّة!!

 

وصال عبد الواحد – السلطة الرابعة

 

في ظلّ ما يشهده العالم اليوم، حيث أصبح اللقاح المضادّ لفيروس كورونا واقعاً، وفي ضوء الخطّة التي أعلنتها الحكومة السورية لمنح اللقاح للمواطنين لا يزال الكثير من السوريين، يشعرون بالارتياب والخوف من أخذ اللقاحات الخاصّة للحماية من الإصابة بفيروس كورونا أو لنكون أكثر قوةً لمواجهة هذا الفيروس اللئيم في حال الإصابة به.

لا تزال الآراء كثيرة ومتباينة حول هذا الموضوع فمنها ما كان متشدّداً بالمطلق لأخذ اللقاح للتخفيف من آثار الجائحة، والعودة إلى القيام بمزيد من الأنشطة التي نستمتع بها مع أحبّائنا، ومنها ما كان رافضاً بالمطلق بسبب كثرة الشائعات “والتي كان أكثرها تداولاً بأنّ اللقاح هو مؤامرة لتغيير الحمض النووي”، وعدم توافر المعلومات التي تطمئن بشكل فعّال بأنّ اللقاحات ستكون آمنة وليس لها أيّ تأثيرات جانبية على المدى الطويل، وكان لذلك دور كبير في التأثير على قناعات الأشخاص في رفض تناول اللقاح وبدرجة أكبر بكثير من تأثير الأطبّاء والمختّصين الذين يؤكّدون دائماً على أهمية التطعيم. وآراء لا تزال على الحياد وهي بحاجة ربما إلى المزيد من الحجج والبراهين ومرور الوقت للاقتضاء برأي أحد هؤلاء الحزبين المتناقضين.

إن كانت منظمة الصحة العالمية قد حدّدت هدفاً عالمياً يتمثّل في تطعيم 70 في المائة من سكّان جميع البلدان، بحلول منتصف عام 2022، ولكن في سبيل تحقيق هذا الهدف، تبرز هناك حاجة إلى الحصول على اللقاحات بشكل أكثر إنصافاً، بالإضافة إلى تعزيز الدافع الرئيسي لتلقّي اللقاح من أجل الحماية من الفيروس التي ثبت أنّ كلفة مجابهته عالية صحيّاً ومادياً وتؤثّر بشكل كبير على المؤسسات الطبيّة.

وفي نقاش سريع مع أحد الأطبّاء السوريين حول اللقاح، قال: إنّ السيناريو المأمول من اللقاح هو “الوصول لمناعة القطيع حيث لا يجد الفيروس من يستقبله وهو ما سيضع نهاية له وتعود الحياة لطبيعتها”.

وقد يكون التخوّف من اللقاح صحيّ “ولكن لا يجب أن يؤثّر على سلوك الفرد أو يتركه عرضة لمواجهة المرض، فاللقاح قد يكون فيه حماية للشخص ولأسرته وأحبّائه وبالتأكيد المجتمع ككل”.

وكان لمدير مشفى آخر نفس الرأي أيضاً عندما تمّ سؤاله عن اللقاح: “أنا أخذت اللقاح، ويجب على الجميع أخذه أيضاً، اللقاح اليوم هو بروتوكول صحيّ يجب على الجميع الالتزام به”.

وكانت إجابته قصيرة وحازمة حيث قال: “إنّ اللقاح ضروري لنساعد من التخفيف من الانتشار السريع وخاصّة في وقت الذروة، ولنحمي أنفسنا وكلّ من حولنا” عندما سألته بأننا قد سمعنا عن عّدة حالات قد توفيت بعد أخذ الجرعة الثانية بأسبوعين!

عندما ترتفع نسبة الناس التي ستأخذ اللقاح سوف نستطيع التخفيف والحّد من العدوى والإصابات.

كيف لنا أن نقنع الناس وكيف لنا أن نرفع الحافز والوعي وخاصّة بأنّ نسبة من تلقّوا اللقاح في سورية لم تتجاوز نسبة الـ 3 % وهي النسبة التي أجمع عليها أكثر من طبيب.

هل فعلاً الحكومة السورية هي مؤمنة أيضاً بضرورة أخذ اللقاح من قبل الجميع، لحماية الشعب والنظام الصحيّ والاقتصادي والاجتماعي؟ وهي بذلك ستكون الوحيدة القادرة على إقناعنا جميعاً؟

إن كانت الإجابة بنعم.. فنحن بحاجة إلى الإجابة عن الأسئلة التالية:

-هل فعلاً لدينا طعوم تكفي لتلقيح جميع الأشخاص ممن يحقّ لهم أن يأخذوا اللقاح؟

-هل ستعمل الحكومة وفق خطّة جديدة ومدروسة، نضمن من خلالها رفع مستوى القبول عند الأكثرية بضرورة تلقّي اللقاح؟ “كالتعاون بين الحكومة والوزارات المسؤولة والفريق المختصّ بالتصدي لجائحة كورونا للعمل معاً من أجل إعداد الكثير من البرامج التوعوية والإرشادية؟

-هل سيأتي اليوم الذي ستفرض فيه الحكومة اللقاح كما فعلت الكثير من الدول الغربية والعربية؟

وكمعلومة صغيرة قد لا تكاد تخفى عن كثيرين! وهي أنّ هناك الكثير من الأشخاص (من ضمن نسبة الـ 3%)، أخذوه ليس لاقتناعهم به وإنما كي يستفيدوا من شهادة اللقاح للعبور إلى دولٍ أخرى، مثلها مثل جواز السفر الذي لن تستطيع السفر من دونه إلى أيّ مكان.