الشاعر العراقي: حسن المرواني
أمشي وأضحكُ يا ليلى مكابرةً
علّي أخبي عن الناسِ احتضاراتيْ
***
لا الناسُ تعرفُ ما خطبي فتعذرني
ولا سبيلَ لديهم في مواساتيْ
***
لاموا أفتتاني بزرقاءِ العيونِ ولو
رأوا جمال عينيكِ ما لاموا افتتاناتي
***
لو لم يكن أجملُ الألوان أزرقَها
ما أختارهُ اللهُ لوناً للسماواتِ
***
يرسو بجفنيّ حرمانٌ يمصّ دمي
و يستبيحُ إذا شاءَ ابتساماتي
***
عندي أحاديثُ حزنٍ كيف أسطُرُها
تضيقُ ذرعاً بي أو في عباراتي
***
معذورةٌ أنتِ إن أجهضتِ لي أمليْ
لا الذنبُ ذنبكِ .. بل كانت حماقاتي
***
أضعتُ في عَرَضِ الصحراءِ قافلتيْ
و جئتُ أبحثُ في عينيكِ عن ذاتيْ
***
وجئتُ أحضانكِ الخضراءَ منتشياً
كالطفلِ أحملُ أحلامي البريئاتِ
***
أتيتُ أحملُ في كفيّ أغنيةً
أجترّها كلما طالت مسافاتيْ
***
حتى إذا انبلجتْ عيناكِ في أفقٍ
و طرّز الفجرُ أياميْ الكئيباتِ
***
غرستِ كفك تجتثين أوردتيْ
وتسحقينَ بلا رفقٍ .. مسراتيْ
***
واغربتاه…مضاعٌ هاجرتْ سفني
عني وما أبحرتْ منها شراعاتيْ
***
نفيتُ وأستوطنَ الأغرابُ في بلديْ
ومزقوا كل أشيائي الحبيباتِ
***
خانتكِ عيناكِ في زيفٍ وفي كذبٍ؟
أم غرّكِ البهرج الخدّاع .. مولاتي؟
***
توغّلي يا رماحَ الحقدِ في جسدي
ومزّقي ما تبقى من حُشاشاتي
***
فراشةٌ جئتُ ألقي كحلَ أجنحتي
لديكِ فاحترقت ظلماً جناحاتي
***
أصيحُ والسيفُ مزروعٌ بخاصرتي
والغدرُ حطّمَ آمالي العريضاتِ
***
هل ينمحي طيفُكِ السحريّ من خلدي؟
وهل ستشرقُ عن صبحٍ وجنّاتِ
***
كتبتُ في كوكب المريخ لافتةً
أشكو بها الطائرَ المحزونَ آهاتي
***
وأنتِ أيضاً ألا تبتْ يداكِ إذا
آثرتِ قتليَ .. واستعذبت أنّاتي
***
مَن لي بحذفِ اسمك الشفافِ من لغتي
إذا ستُمسي بلا ليلى .. حكاياتي
***
هامش 1 :
هذه القصيدة الرائعة القبّانية الهوى، التي كنا نحسبها لشاعرنا الكبير نزار قباني، فروعتها شبيهة بروعة قصائده، قصتها حقيقية ..وقد تحدّث الشاعر حسن المرواني عن ذلك .. في إحدى اللقاءاتِ
هامش 2
وهذه القصيدة الجميلة غنى مقاطع منها ( القيصر ) الجميل كاظم الساهر ..
في أرقى العباراتِ