جديد 4E

أنــا وليـــلى

 

الشاعر العراقي: حسن المرواني

 

أمشي وأضحكُ يا ليلى مكابرةً

 

علّي أخبي عن الناسِ احتضاراتيْ

***

 

لا الناسُ تعرفُ ما خطبي فتعذرني

 

ولا سبيلَ لديهم في مواساتيْ

***

 

لاموا أفتتاني بزرقاءِ العيونِ ولو

 

رأوا جمال عينيكِ ما لاموا افتتاناتي

***

 

لو لم يكن أجملُ الألوان أزرقَها

 

ما أختارهُ اللهُ لوناً للسماواتِ

***

 

يرسو بجفنيّ حرمانٌ يمصّ دمي

 

و يستبيحُ إذا شاءَ ابتساماتي

***

 

عندي أحاديثُ حزنٍ كيف أسطُرُها

 

تضيقُ ذرعاً بي أو في عباراتي

***

 

معذورةٌ أنتِ إن أجهضتِ لي أمليْ

 

لا الذنبُ ذنبكِ .. بل كانت حماقاتي

***

 

أضعتُ في عَرَضِ الصحراءِ قافلتيْ

 

و جئتُ أبحثُ في عينيكِ عن ذاتيْ

***

 

وجئتُ أحضانكِ الخضراءَ منتشياً

 

كالطفلِ أحملُ أحلامي البريئاتِ

***

 

أتيتُ أحملُ في كفيّ أغنيةً

 

أجترّها كلما طالت مسافاتيْ

***

 

حتى إذا انبلجتْ عيناكِ في أفقٍ

 

و طرّز الفجرُ أياميْ الكئيباتِ

***

 

غرستِ كفك تجتثين أوردتيْ

 

وتسحقينَ بلا رفقٍ .. مسراتيْ

***

 

واغربتاه…مضاعٌ هاجرتْ سفني

 

عني وما أبحرتْ منها شراعاتيْ

***

 

نفيتُ وأستوطنَ الأغرابُ في بلديْ

 

ومزقوا كل أشيائي الحبيباتِ

***

 

خانتكِ عيناكِ في زيفٍ وفي كذبٍ؟

 

أم غرّكِ البهرج الخدّاع .. مولاتي؟

***

 

توغّلي يا رماحَ الحقدِ في جسدي

 

ومزّقي ما تبقى من حُشاشاتي

***

 

فراشةٌ جئتُ ألقي كحلَ أجنحتي

 

لديكِ فاحترقت ظلماً جناحاتي

***

 

أصيحُ والسيفُ مزروعٌ بخاصرتي

 

والغدرُ حطّمَ آمالي العريضاتِ

***

 

هل ينمحي طيفُكِ السحريّ من خلدي؟

 

وهل ستشرقُ عن صبحٍ وجنّاتِ

***

 

كتبتُ في كوكب المريخ لافتةً

 

أشكو بها الطائرَ المحزونَ آهاتي

***

 

وأنتِ أيضاً ألا تبتْ يداكِ إذا

 

آثرتِ قتليَ .. واستعذبت أنّاتي

***

 

مَن لي بحذفِ اسمك الشفافِ من لغتي

 

إذا ستُمسي بلا ليلى .. حكاياتي

*** 

هامش 1 :

 هذه القصيدة الرائعة القبّانية الهوى، التي كنا نحسبها لشاعرنا الكبير نزار قباني، فروعتها شبيهة بروعة قصائده، قصتها حقيقية ..وقد تحدّث الشاعر حسن المرواني عن ذلك .. في إحدى اللقاءاتِ

 

هامش 2

وهذه القصيدة الجميلة غنى مقاطع منها ( القيصر ) الجميل كاظم الساهر ..

في أرقى العباراتِ