جديد 4E

فلسطين البوصلة

 

 لميس عودة :

في خطاب القسم للسيد الرئيس بشار الأسد حضرت فلسطين بقوة في كل مدلولاته ومعانيه، وهي أي فلسطين وعدالة قضيتها لم تغب يوماً عن وقفات القيادة السورية المشرفة فالتأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية والقومية التي لم ولن تتخلى عنها سورية واستكمال دحر الإرهاب ونسف المخططات التآمرية الصهيونية وصون وحدة الجغرافيا السورية والتصدي للمؤامرات التخريبية على الأرض السورية، كل ذلك يسهم في صون القضية الفلسطينية وحمايتها من سهام التصفية والتغييب المشهرة وهذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه بأن لا انفِصال بين القضيّة الفِلسطينيّة والقضية السوريّة، “فِلسطين أقرب القضايا إلينا، والتِزامنا بِها ثابِتٌ لا تُبَدِّله أحداثٌ او ظروف ولا غدر ولا نفاق”.

الدولة السورية لم تحرف بوصلتها عن فلسطين حتى في أحلك ظروف استهدافها بحرب إرهابية شرسة، ولأنها سورية بنهجها القومي وبمدلولات ثوابتها ومعاني عزتها وشموخها وعمق انتمائها عرين العروبة وحصن المقاومة المنيع، ولأنها كانت ولم تزل طوداً شامخاً في وجه المخططات الصهيو أميركية لتمزيق المنطقة وفصل عرى ترابطها وضعت سيناريوهات استهدافها بالإرهاب السياسي والعسكري والاقتصادي حسب الإحداثيات الصهيونية، ولأن دورها ريادي مقاوم و مبدئي مشرف أبت إلا أن تستبسل لصونه والتمسك بمبادئها فصمدت ولم تزل رغم العصف الإرهابي الممنهج الذي أثير للنيل منها، فتكسرت على صخور منعتها و ثباتها كل سهام المؤامرات.

فمنذ أعلنت الحرب على سورية منذ أكثر من عشر سنوات أراد العدو الصهيوني للمنطقة أن تكون على صفيح مشتعل من إرهاب وتدمير والهدف يكمن في خصوصية سورية بموقعها الجغرافي السياسي والاستراتيجي ومحورية دورها العروبي بمبادئها الرافضة للتبعية والمساومة على الحقوق والثوابت.

وهذا ما أكده ويؤكده السيد الرئيس بشار الأسد في كل خطاباته ولقاءاته بأن ” فلسطين بالنسبة لسورية هي مسألة عقائدية مبدئية وهي تشكل هوية سورية وجوهر مواقفها بل إن المؤامرة التي تتعرض لها سورية هي بسبب موقفها ودعمها لفلسطين”.

لكل ذلك أراد أعداء نهج سورية المقاوم أن يشعلوا بنار الإرهاب جغرافيتها، أرادوا أن تكون مدنها وبلداتها رهينة إرهابهم فكان الرد السوري حازماً إن سورية عصية على مخططاتكم ومؤامراتكم.

 

فمن أشعل الحرائق الإرهابية بمنطقتنا، ونفث سمومه على الجغرافيا السورية أراد تقطيع الأوصال التي تربط سورية بامتدادها المقاوم، ومن رمى عيدان ثقاب إرهابه على امتداد خريطتها الوطنية أراد أن يحرق إمكانيات الصمود والثبات على الخيار الوطني الرافض للتبعية والهيمنة الاستعمارية وتمرير المشروعات الصهيونية.

في كل ما جرى ويجري من حرب إرهابية وحصار جائر هو مخطط صهيوني لإنهاك الدولة السورية واستنزاف صمود شعبها ومحاولات إضعاف جيشها القوة الصامدة على خط المواجهة مع العدو الصهيوني، وكل زوابع التضليل في المحافل الدولية هدفها جلي وواضح أن سورية هي الرقم الصعب في معادلة مقاومة المنطقة الذي يصعب على الأعداء كسره، ويستعصي عليهم فك شيفرة ثباتها.

رغم كل عواصف الإرهاب، واستعار نيران الاستهداف العدواني للدولة السورية وجيشها البطل وشعبها الأبي بقيت البوصلة السورية ثابتة لا تتغير نحو تحرير فلسطين والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني رغم كل سكاكين الغدر التي أُشهرت لتصفية القضية الفلسطينية عبر استهداف المقاومة في حصنها السوري المنيع، فسورية درع فلسطين المتين لذلك ما مرت مخططات الأعداء ولن تمر.

الدولة السورية اليوم انتصرت وتنتصر على أدوات أميركا و”إسرائيل” على اتساع خريطتها، ومع كل انتصار لها تدق إسفيناً في نعش الوهم الصهيوني.

 

صحيفة الثورة – زاوية ( حدث وتعليق ) في 5 آب / أغسطس 2021 م