جديد 4E

الزيادة .. والفساد والغلاء

 

أحمد تكروني :

فعلتها الحكومة ورفعت أسعار المواد التموينية كالسكر والرز ومادتين رئيسيتين هما المازوت الذي يعني ارتفاعه زيادة أسعار النقل  بمختلف  أنواعه والأكثر تأثراً هي الزراعة , فكم سيصبح أجر فلاحة الدونم الواحد ….أعتقد أن مساحات واسعة من الأراضي ستبقى دون زراعه , وخاصة منها ذات الأمطار الضعيفة , سيما أن التغير المناخي يصيب سورية بالسوء أكثر مما يصيبها بالفائدة.

لا أدعي الحرص أكثر من غيري فالمسألة معقدة والزيادة التي جاءت لا توازي ما يدفعه المواطن وما سيدفعه للتجار, وأصحاب المهن الحرة والوسطاء و…. اذا افترضنا أن الغلاء سيقتصر على ما تحقق ولابد من التساؤل بعدما حدث هل سيتوقف الاستغلال غير المشروع للطبقة الكادحة وأصحاب الدخل المحدود ؟

هل ستكون ربطة الخبز ناضجة ويمكن تناولها بكاملها دون الاضطرار إلى رمي

قسم كبير منها رغم الحاجة الماسة إليه؟

هل سيكون وزنها دقيقا أم النقص في الوزن سيبقى على حاله كسمة دائمة ؟

إذا تحقق ذلك وأصبح الخبز جيداً والوزن صحيحاً فسيكون ذلك بحكم المعجزة لأن الذين يراقبون متضررين كغيرهم وخاصة أن عددا كبيرا منهم يواجه الإغراءات ويعانون الضغط المادي وضغط أفراد الأسرة وحاجتها إلى الطعام والشراب ونفقات المدارس والجامعات و….

أن التساهل في المرحلة الماضية مع الفاسدين والمرتشين جعلهم يعيشون بمستوى يختلف عن غيرهم من باقي أفراد الشعب, ومن الصعب عليهم العودة إلى الوراء .

طبعا لا نتحدث عن التجار وشركائهم فهؤلاء هم الذين يقررون السعر وينعمون بالأرباح بغض النظر عن حال المواطن والوطن .

ليس هذا وحسب وإنما يعتبرون أنفسهم شرفاء, لأنهم لم يغادروا البلد حسب رأيهم.

نؤكد من جديد أنه إذا استطاع الشرفاء على قلتهم أن يحققوا نجاحا في القضاء على الفساد سيجعلنا نرضى رغم الأسى, لأننا حريصون على وطننا وبذلنا دماء غزيرة من اجل الكرامة, كرامة الوطن والشعب ولأننا على قناعة أن سيد الوطن حريص كل الحرص على أبناء وطنه لكن ليس بالإمكان أكثر مما كان .

أما إذا بقيت حليمة على عادتها القديمة فنخشى الكارثة على البلد والشرفاء بالدرجة الأولى لأن التجار والرأسماليين يمكنهم مغادرته كما غادره غيرهم لينعموا هناك بالأموال التي سلبوها من أبناء شعبهم وستكون حجتهم أنه من الصعب العيش في هذا البلد الذي استشرى الفساد فيه.