جديد 4E

غياب السلوك الجمعي

 

خاص السلطة الرابعة – حسن العجيلي :

لنعترف أن مجمل ما يمر على مجتمعنا يترك في أكثر الأحيان أثراً أو يحدث تغييراً على المستوى الفردي فقط سلوكاً وتفكيراً مع غياب الأثر أو التغيير في السلوك الجمعي على مستوى المجتمع ، ولنأخذ على سبيل المثال فيروس كورونا الذي أحدث تغيراً على مستوى الأفراد من حيث الالتزام بقواعد الصحة العامة دون أن يكون سلوكاً جمعياً حتى على مستوى المؤسسات الحكومية .

فعلى مستوى المدراء أو الشخصيات العامة كنا نرى عادة سائقي أو مرافقي تلك الشخصيات في الجولات الخارجية يحملون حاجاتهم الخاصة من وسائل اتصال أو مفكرات شخصية لتسجيل الملاحظات لكننا أصبحنا نراهم اليوم يحملون بدل ذلك عبوات المعقمات والمطهرات حرصاً منهم على صحتهم وهذا أمر جيد ومطلوب ، لكن من المحبّذ أيضاً أن يترافق هذا الاهتمام الشخصي مع الاهتمام بالصحة العامة لكل الموظفين ومراجعي تلك المؤسسات ، ففي المؤسسات والمديريات التي يديرها هؤلاء المسؤولين بتنا نرى ممرات التعقيم الآلي على المداخل قد تحولت إلى قطعة هامشية لا تعمل ، كما أن الكمامة أصبحت جواز مرور للدخول إلى المبنى ليس إلا حيث يتم إزالتها بمجرد تجاوز باب الدخول .

ما دفعني لذكر هذا المثال هو السؤال لماذا لا نفكر جميعاً بالمصلحة العامة كتفكيرنا بالمصلحة الشخصية ولنأخذ ” الصحة ” مثالاً على ذلك ، فكما نخاف على صحتنا الشخصية ونتابعها بدقة حري بالجميع وخاصة أصحاب القرار أن يخافوا على صحة جميع أبناء المجتمع وأن يتابعوا شخصياً تنفيذ إجراءات الصحة في المؤسسات والمديريات التي يديرونها ، وهذا ما يتعلق بالصحة الشخصية التي أوردناها كمثال فقط ، لنسلط الضوء على الهموم الأكبر التي يعاني منها المواطن وما يقدم له من خدمات على مختلف الأصعدة والتي يجب أن تتم متابعتها على أكمل وجه فكل شأن صغير أو كبير يخص أي مواطن يخص المسؤول  سواء ما يتعلق بالمعاملات وإنجازها أو القضايا الخدمية بدءاً بمستوى النظافة مروراً بصفوف الانتظار أمام الصرافات والأفران والازدحام بوسائل النقل الجماعي وانتهاء بأكبر القضايا المعاشية واليومية التي يعاني منها المواطن وحسن تنفيذها ومتابعتها يدل على المسؤولية الاجتماعية التي يجب أن نتحلى بها ، وحين نحمل هذه المسؤولية بأمانة وإخلاص يمكن أن نقول أننا نسير بالاتجاه الصحيح باتجاه السلوك الجمعي الإيجابي وأننا جميعاً نتحمل معاً المسؤولية الاجتماعية وأن يكون المسؤولون مثالاً يحتذى في هذا المجال. .