جديد 4E

عندما يسحق الاسد بيت العنكبوت

نارام سرجون

لايعرف نكهة الاحتضار الا من يعرف ان في حسده مرضا عضالا قاتلا .. ولذلك كلما ألمّت بجسده وعكة بسيطة أصيب بالهياج والرعب والخوف والكوابيس من ان المنية اقتربت ..

رغم ان اسرائيل أحضرت الخلايجة الذين صاروا يرقصون معها في بلاد التطبيع الا ان اسرائيل متوترة جدا وغير مطمئنة ..

ورغم انها أحضرت اميريكا لتدمر لها العراق .. وحبست مصر في قفص كامب ديفيد .. وأحضرت كل العالم لتدمير سورية لها فان اسرائيل متوترة جدا ومرعوبة جدا وقلبها يخفق بسرعة من شدة الهلع ..

ورغم انها شقت المسلمين الى سنة وشيعة وأفرغت شمال افريقيا من كل رفض وجعلت كل منظمات المسلمين تصدر لها براءات اختراع وبراءت من الدم .. فان اسرائيل متوترة جدا .. وذبابها الالكتروني يطن في كل المواقع وكانه أصيب برذاذ ال دي دي تي ..

ورغم ان الامم المتحدة امها والاتحاد الاوروبي أبوها والولايات المتحدة هي البودي غارد فان اسرائيل متوترة جدا وقلقة جدا ..

ورغم ان كل قرارات الامم المتحدة أكلتها الماعز ودجاجات حقوق الانسان ولم تسأل اسرائيل عن قطرة دم سفكتها طوال 70 سنة فان اسرائيل متوترة جدا ..

رغم ان ترامب اهداها القدس والجولان .. ووقع صكوك الملكية فان اسرائيل مذعورة .. الى حد كبير ..

والاسرائيليون مصابون بمس من الجنون الاقصى لأنهم بعد كل هذا انهار العالم الذي يبنونه .. ونسي العالم الحرب السورية والتفت اليهم وتذكر ان هذه هي سبب الحروب والكوارث والجنون في العالم ..

الاسرائيليون لايصدقون كيف انهم بدؤوا دولتهم بحروب لايسمعون بأصوات القصف فيها ولايعرفون اصوات صفارات الانذار .. فاذا بهم ينامون على صفارات الانذار ويفيقون على صفارات الانذار ..

الاسرائيليون يدركون ان هذه الغزة الصغيرة الضعيفة المهيضة الجناح جعلت منهم اضحوكة .. ولكن غزة قد تتحول الى مخلب في يد الأسد اذا مانجح محمد ضيف الذي يشرف على الحرب في استعادة سورية واقصاء جناح تركيا وقطر .. عندها سيصبح الأسد يداعب بمخلبه بيت العنكبوت .. والسؤال الذي يقوله كل اسرائيلي الان ليس كيف تنتهي الحرب بل اذا كان هذا مخلب اسد فكيف اذا جلس الاسد بكلكله على بيت العنكبوت .. الاسد هو محور المقاومة .. من ايران الى سورية وحزب الله .. حيث صواريخ غزة ستبدو مفرقعات وألعابا امام الجحيم الهائل الذي ستمطر به السماء ..

وقد اعجبني قول احد الاسرائيليين بان صواريخ غزة تشبه سمك السردين اذا ماقورنت بحجوم صواريخ سورية وايران .. فكل صاروخ سوري او ايراني سيكون مثل سمكة القرش او الحوت القاتل .. فتخيلوا ان أسماك القرش ستكون بكثافة سمك السردين .. تهاجم اسرائيل .. لأن اقل التقديرات تقول ان هناك نصف مليون صاروخ شمال اسرائيل كلها موجهة نحو اسرائيل .. من ايران الى دمشق وحتى الناقورة ..

معضلة الاسرائيليين عميقة جدا .. لأن السؤال الذي تحاول جميع القطاعات فيها والشرائح ان تتجاهله بكل عمد واصرار هو عن زمن رحيلها .. لأن هذه الكيانات الصناعية غير الطبيعية تعيش دوما بانتظار النهاية وترهبها نبوءات النهاية وعلاماتها .. فالنبوءة التي تقول ان اسرائيل تقترب من نهايتها ليست وهما ولاكذبة .. والتلويح باجتياح الجليل ليس عنتريات .. بل هو واقع مؤكد .. فكيف ستدافع اسرائيل عن نفسها امام أسماك القرش والمغاوير الذين سيندفعون عبر الحدود .. الحرب دخلت بيوتهم لاول مرة بهذا الشكل .. وسمعها أطفالهم وشبابهم .. وسمعتها مطاراتهم .. ومصانعهم .. وشواطئهم ..

الكارثة الحقيقة ان الاسرائيليين اكتشفوا انهم مكروهون جدا في كل العالم رغم كل حفلات العلاقات العامة والقاء كل القذارات في الاعلام على الجيش السوري او الاسلام .. واكتشفوا انهم محتقرون في كل العالم .. واكتشفوا ان فلسطينيي 48 قنبلة اخرى موقوته لم تخطر لها على بال .. واذا احسن محور المقاومة استخدامها في توقيت مناسب فإنها قد تكون المفاجأة الأقسى ..

هذه ليست علامة من علامات يوم القيامة بل علامات من علامات الاحتضار .. اي رعب المحتضر وخوفه من علامات الحمّى والالام لأنه يظن ان النهاية تقترب ..

الحقيقة انني اعرف ان اسرائيل هشة جدا .. ولكني مدهوش جدا من كم الرعب الوجودي الذي يبدو في الاسئلة القلقة التي يتداولها الاسرائيليون لمجرد ان جبهة صغيرة مثل غزة فتحت نيرانها ..

منذ سنوات كان الاسرائيليون يجلسون فوق هضبة الجولان يترقبون بسعادة بمناظيرهم خراب دمشق .. اليوم نحن نجلس دون مناظير ونراقب بهدوء منقطع النظير لمحة من المستقبل الذي سيصل .. عندما يسحق الاسد بيت العنكبوت ..

مقالة لنارام سرجون – المدونة – بعنوان :

 (ماذا فعلت اسرائيل بنفسها؟ نكهة الاحتضار ) في 17 / 5 / 2021 م