جديد 4E

التشويه الفاشل

حسين صقر

مع أنه لصفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية والإلكترونية على اختلاف أنواعها فضل كبير  في توفير طرق اتصال سهلة وفورية بين أفراد المجتمع، وتسهل الحصول على المعلومات والأخبار بشكل سريع، كما توفر وسائل الترفيه والتسلية والتفاعل مع الآخرين، ولها فضل كبير أيضاً في عمليات التعلم الإلكتروني، إلا أنها في مواقع أخرى تلعب دوراً سلبياً في تشويه الصور والفعاليات والمواقف والأحداث، نظراً لانتشارها الواسع وسهولة تناولها والتعامل معها، ولهذا لابد أن تتوفر بالمتلقي أو المستخدم عوامل الوعي والإدراك والتحليل العميق لمعرفة ما ترمي إليه تلك المواقع، ولاسيما خلال تلك الأحداث والنشاطات المختلفة، خاصة وأن سورية عانت الكثير خلال الحرب الإرهابية التي مازالت تُشن عليها، وذلك نتيجة الفبركات والأخبار المضللة والتلفيق المدروس والموجه والذي يهدف لتشويه صورة الانتخابات الرئاسية التي نعيش أيامها، والتأثير على الناخب وتحييد أنظاره إلى أماكن أخرى ليس لها علاقة بالواقع الديمقراطي الذي نعيشه مع وصول عدد المرشحين إلى انتخابات الرئاسة في الجمهورية العربية السورية إلى واحد وخمسين مرشحاً، لكن لم يستوف شروط الترشيح منهم سوى ثلاثة فقط وهم الذين أعلنت أسماءهم المحكمة الدستورية.

مواقع التواصل الاجتماعي، ولاسيما مجموعات وصفحات من يسمون أنفسهم بالمعارضين، تبادلت أخبار كثيرة عن طرق الترشيح والأسماء التي رغبت بخوض غمار الاستحقاق، في وقت تناسى هؤلاء المشوِّهون والمشوَّهون بأنهم ليسوا إلا مجموعات مأجورة هدفها النيل من فرح السوريين بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد ليردوا من خلال هذا اليوم بأن هم أصحاب القرار والسيادة، ولا أحد يستطيع التأثير في مواقفهم وحرية اتخاذ القرار الذي عقدوا العزم على اختياره متحدّين أولئك المغرضين وكل من لعب دوراً قذراً في تسعير نار الحرب الإرهابية الوحشية على سورية.

فبالنسبة للانتخابات سوف تجري بموعدها المحدد، وسيختار السوريون قيادتهم الحكيمة التي سخرت نفسها طيلة سنوات الحرب العجاف التي ملأت الوطن ألماً وحزناً، وقدم خلالها الشعب السوري الدماء والأرواح كي تبقى راية الوطن خفاقة عالية وشامخة، وكما انتصروا في الميدان سوف ينتصرون سياسياً، وسوف يحطمون أسوار الحصار الاقتصادي الخانق والعقوبات الغربية الجائرة والظالمة.

أما بالنسبة للمواقع الإلكترونية وصفحات ومجموعات التواصل المغرضة، حاولت دون جدوى اختراق النسيج السوري وتفكيك روابطه، لكن كل محاولاتها باءت بالإخفاق، نتيجة وحدة وتماسك السوريين وإيمانهم الراسخ بقضيتهم، وإصرارهم على الانتصار ضد كل من كانت له يد في تمويل ودعم الإرهاب وتشغيل أدواته.

 وبالتالي فالشائعات والأخبار الزائفة ليست بظاهرة جديدة، غير أن التطور التقني الحديث ومعه انتشار وسائل الاتصال الحديثة شكلا بيئة آمنة وأرضية خصبة لترويج الأخبار الكاذبة لتعج الساحة الإعلامية بفيض من المواقع الإخبارية الإلكترونية التي تفتقر لآليات عمل مهنة الإعلام، وبات النشر يفتقد لأبسط الضوابط القانونية والأخلاقية لتشويه الأحداث، وتوجيه المتابع إلى الهدف الذي يريده أصحاب تلك المواقع.