جديد 4E

للمرة الثالثة والعشرين..الاحتلال التركي ومرتزقته يحرمون الحسكة وتل تمر من المياه

مليون إنسان يعودون مجبرين إلى تأمين حاجتهم من مياه الشرب بواسطة (البيدونات)

المهندس محمود العكلة: سبب توقف محطة مياه عللوك عن العمل هو تعديات مرتزقة الاحتلال التركي على خط التيار الكهربائي المغذي للمحطة

التعديات تتم من أجل سقاية الأراضي الزراعية التي استولى عليها المرتزقة بعد تهجير أصحابها قسرياً

التعديات رفعت الاستجرار الكهربائي من 3 ميغا إلى 8 ميغا ما أدى إلى فصل الحمايات واحتراق محطة تحويل كهرباء الدرباسية

المهندس تركي عزيز حسن: غير مسموح بعد اليوم أن يُحرَم أهلنا من مياه الشرب لكي ينعم المرتزقة باستثمار الأراضي الزراعية التي استولوا عليها

محافظ الحسكة غسان خليل: أهالي الحسكة وتل تمر يعيشون معاناة إنسانية صعبة جراء انقطاع مياه الشرب عنهم نتيجة توقيف محطة مياه عللوك عن العمل

 

خليل يدعو المنظمات الإنسانية وهيئات الأمم المتحدة للضغط على المحتل التركي لتحييد محطة عللوك عن أي صراع وأن تشرف الحكومة السورية عليها لتوفير مياه الشرب للمواطنين بشكل مستمر

المهندس عدنان خاجو: مجلس مدينة الحسكة يقوم بنقل المياه الخامية للسكان بواسطة الصهاريج من الآبار الموجودة في المدينة

مبادرات من القطاع الخاص وهيئات المجتمع المدني لتأمين مياه الشرب لسكان الحسكة بواسطة الصهاريج

علي منصور: الهلال الأحمر العربي السوري  على تواصل دائم مع المنظمات الدولية من أجل التصدي لمشكلة حرمان سكان الحسكة وتل تمر من الحق في الماء

إيلاف حمود: استجابة الهلال الأحمر العربي السوري تأتي للتخفيف من معاناة الأهالي وتسهيل حصولهم على مياه صالحة للشرب

السلطة الرابعة ــ خليل اقطيني:

خليل اقطيني

*للمرة الثالثة والعشرين منذ قيامها باحتلال منطقة رأس العين في محافظة الحسكة وتل أبيض في محافظة الرقة في التاسع من الشهر العاشر 2019 تُـقْـدِم قوات الاحتلال التركي العثماني الجديد ومرتزقتها من المجموعات الإرهابية المسلحة على تعطيش مليون إنسان من سكان منطقة الحسكة وضواحيها وناحية تل تمر وقراها، من خلال توقيف المصدر المغذي لهؤلاء السكان بمياه الشرب وهو محطة مياه عللوك في ريف منطقة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة. ضاربة ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقول الإنسان والعهود والمواثيق الدولية بعرض الحائط.   

وهذه المرة نسأل ما هو سبب توقيف المحطة عن العمل؟.

م . محمود العكلة

يقول المدير العام لمؤسسة المياه المهندس محمود العكلة للسلطة الرابعة: يعود سبب توقف محطة مياه عللوك عن العمل هذه المرة إلى قيام مرتزقة الاحتلال التركي بالتعدي على خط التيار الكهربائي المغذي للمحطة، والقادم من محطة تحويل الدرباسية 20 /66 ك.ف (70 كم شمال غرب الحسكة). ما أدى إلى انخفاض الجهد الكهربائي المغذي لمحطة عللوك وتخفيض عدد المضخات التي تقوم بضخ مياه الشرب باتجاه محطة تجميع الحَـمّـة ومنها إلى مدينة الحسكة الأمر الذي انعكس بدوره سلباً على عدد الآبار التي يتم ضخ المياه منها. وهذا كله أدى إلى تراجع قوة الضخ وعدم امتلاء الخزّانات في محطة تجميع الحَـمّـة، وتالياً عدم ضخ المياه إلى السكان المستهدفين وحرمانهم من مياه الشرب وزيادة معاناتهم من جراء ذلك وخاصة في أيام الصوم في شهر رمضان المبارك من جهة، وفي ظل الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا من جهة ثانية.

وراء الأكمة ما وراءها

ويبدو أن خلف هذا العمل قصة. يرويها لنا المهندس العكلة بقوله: منذ أن دَنّـسَـت أقدام المحتل التركي ومرتزقته الأراضي السورية في منطقة رأس العين أقدم هؤلاء المرتزقة على تهجير السكان قسرياً من قراهم، وقاموا بالاستيلاء على منازلهم وأملاكهم وحقولهم الزراعية التي قاموا بزراعتها واستثمارها لمصلحتهم، ومن أجل تأمين التغذية الكهربائية اللازمة لتشغيل المحركات المنصوبة على الآبار في تلك الحقول من أجل سقاية المحاصيل الزراعية المزروعة فيها، تعدّت قوات الاحتلال ومرتزقتها على خط التوتر الكهربائي المغذي لمحطة مياه عللوك، وخاصة باتجاه مدينة رأس العين من خلال توصيل خطوط إلى القرى التي احتلوها في محيط المدينة، الأمر الذي يشكل ضغطاً كبيراً وحمولات زائدة على محطة تحويل كهرباء الدرباسية، من جراء زيادة الوارد من الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل محطة مياه عللوك، ورفع حجم الاستجرار الكهربائي من 3 ميغا وهو حاجة كامل الآبار ضمن المحطة إلى 8 ميغا، ما يؤدي إلى فصل الحمايات كون الحمولة تتجاوز استطاعة الخط المغذي لمحطة مياه عللوك ما أدى إلى اندلاع الحريق في محطة تحويل كهرباء الدرباسية في الثاني عشر من شهر نيسان/أبريل الحالي. وقد سارعت الورشات الفنية التابعة لشركة كهرباء الحسكة إلى إصلاح الأعطال التي حدثت في المحطة، والأولوية كانت بطبيعة الحال للخط المغذي لمحطة مياه عللوك بالتيار الكهربائي اللازم لتشغيل مضخات الماء في المحطة، وللخطوط المغذية للمؤسسات الخدمية الأخرى كالفرن الآلي ومقسم الهاتف والمؤسسات الصحية. وبمجرد أن انتهت الورشات الفنية من تغذية خط محطة مياه عللوك بالتيار الكهربائي هرعت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها إلى التعدي عليه، ما أدى إلى توقف المحطة عن العمل. 

محطة مياه عللوك

تعديات مستمرة

ويؤكد المهندس العكلة أن هذه ليست المرة الأولى التي يندلع فيها حريق في محطة تحويل الدرباسية فقد سبق أن حدث ذلك، ما أدى إلى خروج المحطة عن الخدمة بالكامل، وقامت الورشات الفنية التابعة لشركة الكهرباء آنذاك بإصلاح الأعطال التي تسبب بها الحريق ووضع المحطة في الخدمة وإعادة تغذية مدينة الدرباسية وريفها بالطاقة الكهربائية بعد إزالة آثار الحريق بشكل كامل. وشملت أعمال الإصلاح حينها استبدال الأكبال المحروقة وأكبال الإشارة الخاصة بالحماية والقواطع.

أما محطة مياه عللوك فهذه هي المرة الثالثة والعشرين التي تتوقف فيها عن ضخ مياه الشرب بشكل مستمر نتيجة انخفاض الجهد الكهربائي المغذي لها الناجم عن التعديات على خط الكهرباء، كان آخرها في الشهر الأخير من العام الماضي 2020. وفي إحدى المرات قامت القوات التركية ومرتزقتها بتوقيف المحطة وحرمان السكان المستفيدين منها من مياه الشرب لمدة 35 يوماً، في سابقة هي الأسوأ في العالم.

الحريق أخرج محطة تحويل الدرباسية عن الخدمة

وللعلم تم استثمار محطة تحويل كهرباء الدرباسية في عام 1994 وبتوتر 66/20 ك . ف واستطاعة 10 ميغا فولط أمبير .وتتغذى المحطة بالتيار الكهربائي من محطة توليد السويدية ومن سد تشرين عبر محطة مبروكة. في حين تم استثمار محطة مياه عللوك بتاريخ 30/5/2013 وسميت بذلك لوقوعها قرب قرية بهذا الاسم تقع في منطقة الأمل المائية الأولى في حوض الخابور الكائنة في موقع عالية الشرقية على طريق رأس العين الدرباسية بين نهري الجرجب الصغير والجرجب الكبير في حوض رأس العين شمال غرب الحسكة.    

وتتكون المحطة من 34 بئراً بغزارة 200م3/سا وعلى عمق 250م من الحامل المائي الثاني في منطقة رأس العين. وهي تعد من المشروعات الرائدة والكبيرة حيث وصلت كلفتها إلى 3 مليارات ل. س في ذلك الوقت. وتقوم المحطة بتغذية سكان مدينة الحسكة والقرى المحيطة بها حتى البحرة والهول شرقاً على بعد 60كم وشمالاً بحدود 30 كم وغرباً بحدود 15كم وجنوباً بحدود 20 كم بمياه الشرب. ويمتد فرع منها إلى بلدة تل تمر وقراها حتى محطة الرقبة التي تغذي 50 قرية مع البلدة. وهذا يعني أن عدد السكان الذين يستفيدون من محطة مياه عللوك يصل إلى مليون نسمة. وتتكون المحطة إضافة إلى الآبار من محطة تجميع وضخ وقساطل بطول 70 كم إلى الحسكة.

العودة إلى البيدونات

الحصول على المياه بالبيدونات



وهكذا يعود مليون إنسان من سكان مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها للمرة الثالثة والعشرين مكرهين إلى تأمين حاجتهم من مياه الشرب بواسطة (البيدونات)، سواء من الصهاريج الجَـوّالة أو من الخزانات المركزية التي قام فرع الهلال الأحمر العربي السوري بتركيبها في مواقع مختلفة بالتعاون مع المنظمات الدولية. وذلك بسبب الإرهاب الذي

مازالت تمارسه قوات الاحتلال التركي العثماني الجديد ومرتزقتها من المجموعات الإرهابية المسلحة، هذا الإرهاب المتمثل بتعطيش السكان الآمنين وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية التي كفلها القانون الدولي والعهود والمواثيق الإنسانية. من خلال توقيف العمل بمحطة مياه عللوك المصدر الوحيد لمياه الشرب لهؤلاء السكان بأساليب مختلفة. منها ما يحصل هذه الأيام وهو التعدي على خط التيار الكهربائي المغذي للمحطة كما ذكرنا.

لا للحلول الآنية

والسؤال الآن ماذا فعلت الجهات المعنية في المحافظة من أجل معالجة هذه المشكلة وحلها من جهة وتأمين مياه الشرب للسكان ريثما يتم الحل من جهة ثانية؟.

المهندس تركي عزيز حسن

أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي المهندس تركي عزيز حسن قال للسلطة الرابعة رداً على هذا السؤال: منذ أن أقدمت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها على قطع مياه الشرب عن سكان منطقتي الحسكة وتل تمر تم تشكيل خلية أزمة تضم مديري كافة المؤسسات ذات العلاقة والقيادة السياسية في المحافظة، ولهذه الخلية مهمتان الأولى معالجة مشكلة انقطاع مياه الشرب من المصدر المتمثل بمحطة مياه عللوك في ريف رأس العين. في إصرار واضح على عدم القبول بالحلول الآنية لهذه المشكلة، وعدم السماح أن يوضع أهلنا ومواطنينا تحت رحمة الإرهابيين من المجموعات المسلحة وقوات الاحتلال التركي العثماني الجديد، ويتحكمون بواحد من أهم مصادر حياتهم ألا وهو مياه الشرب واستخدامها كسلاح يحاربون به هؤلاء السكان الآمنين، وخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة المتمثلة بانتشار فيروس كورونا من جهة وحلول شهر رمضان المبارك من جهة ثانية. وتالياً القرار المتخذ هو عدم القبول إلا بحل جذري ونهائي لهذه المشكلة، بحيث يتم تحييد مياه الشرب عن الصراعات السياسية والعسكرية وعدم توقيف محطة مياه عللوك وقطع مياه الشرب عن سكان منطقتي الحسكة وتل تمر. وريثما يتم إنجاز هذا الحل الجذري بالتعاون مع الأصدقاء الروس تعمل خلية الأزمة على تنفيذ المهمة الثانية لها والمتمثلة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين مياه الشرب للسكان بالوسائل المتاحة.

وأكد المهندس حسن أن الجهات المعنية في المحافظة بالتعاون مع الأصدقاء الروس لم تألو جهداً من أجل حل مشكلة مياه الشرب لسكان الحسكة وتل تمر حلاً نهائياً وجذرياً وغير مسموح بعد اليوم أن يُحرَم شعبنا من مياه الشرب لكي ينعم الإرهابيون والمرتزقة ورعاتهم باستثمار الأراضي الزراعية والممتلكات التي قاموا بالاستيلاء عليها عنوة وبدون وجه حق في منطقة رأس العين وريفها وتهجير أصحابها قسرياً إلى مناطق أخرى من المحافظة.  

تفعيل دور المنظمات الدولية

المحافظ مع مدير بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر

ومع استمرار انقطاع مياه الشرب واصلت الجهات المعنية في المحافظة العمل على إيجاد حل لهذه المشكلة. وضمن هذا الإطار تركز لقاء محافظ الحسكة غسان خليل مع مدير مكتب بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر آندريا باسكايللي ومدير مكتب مفوضية شؤون اللاجئين مارسيل كولن على ضرورة تعزيز التعاون المشترك بين المحافظة وهاتين المنظمتين على القضايا الخدمية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر وخاصة المياه. حيث تم استعراض خطة عمل المنظمتين خلال الفترة القريبة القادمة والمتمثلة في زيادة الدعم لوصول المياه إلى الأهالي والجوانب الأخرى.  

وبَـيّـن خليل أن أهالي مدينة الحسكة وبلدة تل تمر والريف الغربي يعيشون معاناة إنسانية صعبة تتمثل بانقطاع مياه الشرب عنهم نتيجة توقيف محطة مياه عللوك عن العمل. داعياً المنظمات الإنسانية وهيئات الأمم المتحدة للضغط على المحتل التركي لتحييد محطة عللوك عن أي صراع وأن تشرف الحكومة السورية على هذه المحطة لتوفير مياه الشرب للمواطنين بشكل مستمر دون انقطاع .  

خليل مع مدير مكتب مفوضية شؤون اللاجئين

وطالب خليل المنظمات الدولية بعدم توفير أي جهد من أجل التصدي لمشكلة الحرمان من الحق في الماء الذي تمارسه قوات الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة التابعة لها على سكان منطقتي الحسكة وتل تمر في المحافظة. هذا الحق الذي يـُلـزِم قوات الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة التابعة لها والمسيطرة على محطة مياه عللوك بضمان وصول كميات كافية من الماء المأمون والمقبول إلى السكان المستفيدين من مياه هذه المحطة. ولاسيما إن حق الإنسان في الماء هو حق لا يمكن الاستغناء عنه للعيش عيشة كريمة، وهو شرط مسبق لتطبيق حقوق الإنسان الأخرى وهو مصان في ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية.

مبادرات متنوعة

ووضع مجلس مدينة الحسكة كافة الآبار الموجودة في المدينة سواء التي تعود لمجلس المدينة أو إلى المؤسسات الأخرى تحت تصرف السكان، وخاصة الآبار التي تم حفرها وتجهيزها مؤخراً في المدينة بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والبالغ عددها 28 بئراً، كما يخبرنا المهندس عدنان خاجو رئيس مجلس مدينة الحسكة.

المهندس عدنان خاجو رئيس مجلس مدينة الحسكة

وهي آبار سطحية  يصل عمق كل بئر نحو 70 متراً، ومياهها مخصصة للاستخدامات المنزلية (شطف ــ غسيل ــ استحمام ــ سقاية…الخ) . حيث تم تجهيز ثمانية آبار منها للعمل بالطاقة الشمسية و20 بئراً على الطاقة الكهربائية، وأصبحت جميع هذه الآبار جاهزة للعمل والاستخدام. وقد تم اختيار مواقع مناسبة لها وفق خريطة مدروسة سواء في وسط المدينة أو في الأحياء القريبة، بحيث يكون موقع كل بئر بالقرب من المصادر المتاحة للطاقة من أجل تشغيل تلك الآبار عند الحاجة.

ويؤكد المهندس خاجو أن مجلس المدينة يعمل أثناء قيام قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها بقطع المياه عن مدينة الحسكة من محطة مياه عللوك، على تأمين المياه الخاصة بالاستخدامات المنزلية لسكان المدينة بشكل يومي عبر تسيير صهاريج بعد ملئها بالمياه من تلك الآبار الجديدة ومن الآبار التي كانت موجودة سابقاً والتابعة لمجلس المدينة البالغ عددها 5 آبار، إضافة إلى الآبار الموجودة في المدارس ودور العبادة التي وضعتها مديرية الأوقاف تحت تصرف الأهالي.

كما قام المجتمع الأهلي بحفر العديد من هذه الآبار في الشوارع والحارات وسط المدينة وفي الأحياء. مياه هذه الآبار خامية صالحة للاستخدامات المنزلية الأمر الذي خفف من الطلب على المياه الصالحة للشرب. 

وبادر عدد من المواطنين الذين يملكون صهاريج إلى زج صهاريجهم بنقل مياه الشرب وتوزيعها مجاناً على السكان. وفعل عدد من الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني الشيء ذاته.

الهلال الأحمر يتدخل

علي منصور

ولم تقف منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وضمن ما تمليه عليها واجباتها مكتوفة الأيدي حيال ما يجري، حيث يؤكد رئيس مجلس إدارة فرع المنظمة في الحسكة علي منصور للسلطة الرابعة أن المنظمة كانت على تواصل دائم مع كافة المنظمات الدولية من أجل التصدي لمشكلة الحرمان من الحق في الماء الذي تمارسه قوات الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة التابعة لها على سكان منطقتي الحسكة وتل تمر في محافظة الحسكة شمال شرق سورية. هذا الحق المصان في ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية. وبالتوازي مع الاتصالات التي أجرتها وتجريها منظمة الهلال الأحمر العربي السوري مع المنظمات الدولية،

مضاعفة المياه في الخزانات

قام فرع المنظمة في الحسكة وفور قطع المياه عن السكان بإعداد وتنفيذ خطة طوارئ لتأمين المياه بشكلٍ عاجل للأهالي، بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي في المحافظة، عبر نقل المياه بالصهاريج إلى خزانات المياه المركزية التي تم تركيبها في الشوارع الرئيسة والساحات العامة في المدينة والأحياء التابعة لها. ومن أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان الحسكة من مياه الشرب قام فرع الهلال الأحمر بمضاعفة كمية مياه الشرب التي يتم تزويد الخزانات المركزية بها يومياً في مدينة الحسكة لتصبح 1300 م3 بدلاً من 650 م3.

وأضاف منصور: كما وجهنا متطوعي فرع الهلال الأحمر العربي السوري بالاستنفار على مدار الساعة من أجل تقديم كافة المساعدات لأهالي الحسكة وعدم توفير أي جهد لإيصال مياه الشرب لهم، في ظل ارتفاع درجات الحرارة في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك. ورغم أن المياه التي يتم تزويد الخزانات المركزية بها نقية وذات جودة

فحص المياه والتأكد من صلاحيتها

عالية وصالحة مئة بالمئة للاستهلاك البشري تم تكليف متطوعي الهلال الأحمر بمهمة أخرى لا تقل أهمية عن المهمات التي تم تكليفهم بها في هذا المجال، هذه المهمة هي مراقبة هذه المياه من حيث النوعية والقيام بفحصها وتحليلها بشكل دوري بالتعاون مع مؤسسة المياه والجهات المعنية. مشيراً إلى أنه بالتوازي مع هذه الإجراءات الإسعافية العاجلة تم التواصل مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي والجهات الداعمة من أجل زيادة عدد الخزانات المركزية المركبة في المدينة والأحياء التابعة لها، والبالغ عددها 150 خزاناً سعة كل منها 5م3 من المياه الصالحة للشرب.    

المهندسة نوره عبد الوهاب

وبينت منسقة مشروع المياه والإعمار في فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة المهندسة نورة عبد الوهاب للسلطة الرابعة:  إن تزويد سكان مدينة الحسكة بمياه الشرب أثناء توقف محطة مياه عللوك عن العمل يتم بواسطة صهاريج خاصة ومن خزانات المياه المركزية التي قام فرع منظمة الهلال الأحمر السوري بتركيبها في عدة مواقع وسط المدينة وفي الأحياء بالتعاون مع منظمة العمل ضد الجوع  AAH واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إضافة إلى الخزانات التي تم تركيبها في المدارس بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

أما مدير فرع الهلال الأحمر السوري في الحسكة إيلاف حمود فقال للسلطة الرابعة: 

إن تزويد سكان الحسكة بمياه الشرب يأتي في إطار سعي منظمة الهلال الأحمر العربي السوري لتخفيف معاناة سكان مدينة الحسكة من مياه الشرب والعمل على إيصالها لكافة التجمعات السكانية، من خلال تأمين بدائل ثابتة تُلبي الاحتياجات الطارئة من مياه الشرب لسكان المدينة وأحيائها.

ايلاف حمود

وذلك نظراً لما شهدته مدينة الحسكة من انقطاع متكرر للمياه من مصدرها الأساسي في محطة مياه عللوك. حيث يقوم فرع الهلال الأحمر في الحسكة بتعبئة هذه الخزانات بمياه الشرب النقية بشكل يومي بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من آبار المؤسسة العامة لمياه الشرب في موقعي نفاشة وبئر الحلو الوردية (تل براك) بواسطة 15 صهريجاً ثم يقوم الأهالي والسكان بالحصول على حاجتهم من المياه من تلك الخزانات. وذلك باستجابة طارئة للتخفيف من معاناة الأهالي وتسهيل حصولهم على مياه صالحة للشرب. مؤكداً أن المياه التي تنقل عبر الصهاريج موثوقة وتتم مراقبتها وفحصها وتحليلها بشكل دائم.

المحطة عادت للعمل .. ولكن

هذه الجهود أثمرت عن عودة محطة مياه عللوك للعمل والبدء بضخ المياه بشكل تدريجي.

وأكد المدير العام لمؤسسة المياه المهندس محمود العكلة أنه في حال عدم حصول مفاجآت وبقاء الوضع على ما هو عليه فإن ضخ مياه الشرب باتجاه أحياء وسط مدينة الحسكة وتل حجر والحي العسكري والميريديان حسب برنامج التقنين المقرر سيتم فوراً بعد امتلاء خزانات التجميع في محطة ضخ الحَـمـّة. مبيناً أن ورشات المؤسسة العامة لمياه الشرب والشركة العامة للكهرباء تمكنوا بمؤازرة الأصدقاء الروس من الدخول إلى محطة مياه عللوك بعد 16 يوماً من توقيفها. وباشرت فوراً بإزالة التعديات الحاصلة من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة المرتبطة بقوات الاحتلال التركي العثماني الجديد على خط التيار الكهربائي المغذي للمحطة وقاموا بتشغيلها.

لكن ورغم ذلك مازال القلق يساور أهالي الحسكة وتل تمر من عودة توقيف محطة مياه عللوك عن العمل ويطالبون المجتمع الدولي التدخل من أجل إيجاد حل جذري ونهائي لهذه القضية الإنسانية.

aqtini58@gmail.com

السلطة الرابعة تتابع تطورات وضع المياه في الحسكة .. ولليوم السابع عشر على التوالي ما تزال المياه مقطوعة عن أبنائها بسبب قوات الاحتلال التركي ومرتزقتهم المجرمين .. كان الله مع الحسكة الغالية وأبنائها الأعزاء