جديد 4E

لافروف يدعو من الصين إلى التخلي عن استخدام الدولار في المعاملات بين الدول

الصين تأمل بأن تلتقي مع الولايات المتحدة في منتصف الطريق

السلطة الرابعة – متابعات

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة وشركاءها يحاولون فرض إرادتهم على الدول الأخرى وإعاقة تشكيل عالم ديمقراطي متعدد الأقطاب وفرض هيمنتهم على الاقتصاد العالمي والسياسات الدولية.

ونقلت وكالة سانا أن لافروف دعا في تصريح لوسائل الإعلام الصينية إلى استخدام العملات الوطنية بدلاً من الدولار الأمريكي في المعاملات التجارية بين الدول لخفض مخاطر العقوبات الأمريكية.

وقال إنه “لتعزيز استقلالنا التكنولوجي ينبغي الابتعاد عن استخدام أنظمة الدفع الدولية التي يتحكم فيها الغرب” مؤكداً أن محاولات دول الغرب الرامية لمعاقبة وحصار روسيا والصين من خلال أسلوب العقوبات “تصرف غير حكيم وغير ناجع” مشيراً إلى أن المؤسسات وشركات التجارة والاستثمار الغربية تبدي امتعاضها من هذه العقوبات كونها تؤدي إلى خسارتها مبيناً أن شركات الدول الأخرى التي تستند في تعاملها إلى مصالح دولها والتنمية والاقتصاد تحتل مكان الشركات الغربية في السوق الروسية.

وأوضح لافروف أن العقوبات الغربية أحادية الجانب تضر بشكل خاص بالدول النامية والفقيرة ولا سيما وسط تفشي جائحة كورونا في العالم والتي حدت من قدرة هذه الدول على تأمين حياة طبيعية لمواطنيها لافتا في هذا الصدد إلى مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس والمفوضة العليا لحقوق الانسان ميشيل باتيليت لتجميد العقوبات والقيود على الأسواق ولا سيما المنتجات الضرورية للشعوب خلال الجائحة.

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن الغرب تجاهل بشكل تام هذه المبادرة وكذلك مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإطلاق ممرات بعيدة عن العقوبات والحواجز المالية الأخرى ونحن بالإضافة إلى الصين وعدد كبير من الدول الشريكة التي تحمل نفس أسلوبنا في التفكير سنرفع هذه القضية على مستوى المنصات الدولية ومن بينها الأمم المتحدة.

وحول الملف النووي الإيراني أعرب لافروف عن أمل روسيا بوفاء الولايات المتحدة بالنيات التي أطلقتها بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لافتا إلى أن الاخيرة وبعد انسحابها من الاتفاق لم تتخل فقط عن تعهداتها بموجبه وإنما منعت الدول الأخرى المنخرطة فيه من تنفيذه.

وتابع إن دول الغرب توقفت عن الوفاء بالتزاماتها بسبب القرار الأمريكي وهذه هي الحقيقة وكان من الجيد لو أنهم واصلوا تنفيذ الاتفاق.

وأشار لافروف إلى أن المسؤولين في الدول الغربية اعتبروا بشكل عام خروج الولايات المتحدة من الاتفاق أمراً واقعاً لكنه في الحقيقة انتهاك صارخ للقانون الدولي وكشف تماما العجز الكامل للدولة عن التوصل إلى الاتفاقات والالتزام بها.

وحول العلاقات الروسية الصينية قال لافروف إن الموقف الروسي قائم على الحوار المبني على الثقة والاحترام بين البلدين وإنه على الدول الأخرى الاقتداء به ولا سيما تلك التي تحاول بناء علاقات مع بلدينا على أسس عدم المساواة وهو أمر غير مقبول لا بالنسبة لنا ولا الصينيين.

وفي وقت لاحق من يوم الاثنين ذكرت روسيا اليوم أن لافروف أجرى محادثات مع نظيره الصيني، وانغ يي، حول مجموعة من القضايا الدولية وسير العلاقات مع الولايات المتحدة.

وأفادت الخارجية الروسية، في بيان، بأن الوزيرين أطلعا بعضهما بعضا خلال اللقاء، الذي جرى في مدينة غويلين الصينية، على سير علاقات كل من روسيا والصين مع الولايات المتحدة، كما بحثا مجموعة من القضايا الملحة للأجندة العالمية.

وأوضح البيان أن الطرفين تطرقا إلى مسألة التعاون في إطار الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، والأوضاع في كل من أفغانستان وميانمار، وقضية الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الإيراني.

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن “اللقاء جرى في أجواء من الثقة والصداقة وأكد وحدة المواقف إزاء المواضيع التي تم بحثها”، مضيفة أن المحادثات ستستمر غدا الثلاثاء.

وبدأ لافروف الاثنين زيارة عمل إلى الصين حيث من المقرر أن يناقش مجموعة واسعة من القضايا بما في ذلك تنسيق السياسة الخارجية بين البلدين.

من جانب آخر أوردت وكالة الأنباء الرسمية الصينية ( شينخوا ) في وقت سابق أن الصين أعربت عن أملها في أن تتمكن الولايات المتحدة من التقاء الصين في منتصف الطريق، وإعادة العلاقات الثنائية إلى مسار التنمية السليمة والمستقرة.

واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان في مؤتمر صحفي في 19 آذار الجاري ردًا على أسئلة حول الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى بين الصين والولايات المتحدة في ألاسكا، إنه بالموافقة على إجراء هذا الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى مع الولايات المتحدة، تخطو الصين خطوة هامة في التصرف بروح المحادثة الهاتفية بين رئيسي الدولتين.

وأوضح “نعتقد أنها يمكن أن تكون فرصة جيدة لتعزيز التواصل وإدارة الخلافات وتوسيع التعاون. هذا سيسهم في توجيه العلاقات الثنائية إلى الأمام. يأمل شعبا البلدين، وغيرهما، في رؤية نتائج عملية من هذا الحوار”.

وأضاف المتحدث أن الوفد الصيني توجه إلى أنكوريج بكل إخلاص وسلوك بناء. “ألاسكا هي الولاية الواقعة في أقصى شمال الولايات المتحدة. وعندما وصل الوفد الصيني إلى أنكوريج، كانت قلوبهم باردة بسبب البرد القارس واستقبال مضيفهم الأمريكي”.

وقال تشاو “نأمل أن تتمكن الولايات المتحدة من التقاء الصين في منتصف الطريق، واتباع روح المحادثة الهاتفية التي أجراها رئيسا الدولتين عشية العام القمري الصيني الجديد، والتركيز على التعاون وإدارة الخلافات وإعادة العلاقات الثنائية إلى مسار التنمية السليمة والمستقرة”.

وأضاف “نأمل أن يتفهم الجانب الأمريكي بوضوح أن الصين عازمة بشدة على حماية مصالحها الجوهرية. وينبغي كذلك على الجانب الأمريكي أن يرى بوضوح بالغ موقفنا الثابت حيال عدم السماح بأي تدخل في الشؤون الداخلية الصينية”.

في سياقٍ آخر اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشونينغ – يوم أمس الاثنين 22 آذار الجاري – أن “روسيا والصين بحاجة إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي لمواجهة الهيمنة والاضطهاد من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى”.

وقالت هوا تشونينغ: “لطالما عارضت الصين وروسيا بشدة قيام الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، وبالأخص أميركا، بفرض عقوبات غير قانونية وأحادية الجانب على دول أخرى ولجوئها إلى استخدام الولاية القضائية خارج الحدود الإقليمية”.

كذلك أشارت إلى أن “الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، تحت راية ما يسمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، مما تسبب في العديد من المشاكل في العالم”.

وأوضحت “التطابق التام للموقف الصيني والروسي”، مشيرة إلى “حاجة روسيا وجمهورية الصين الشعبية إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي من خلال الجهود المشتركة والتفاعل والتنسيق بين البلدين، لضمان الحياد والعدالة، وكذلك لمقاومة الهيمنة والاضطهاد والاعتداءات”.

وأضافت تشونينغ: “كلما أصبح العالم غير مستقر وأكثر اضطراباً، كلما وجب زيادة التعاون الصيني الروسي بشكل أكثر حسماً”. وقالت إن “الصين وروسيا وقفتا دائما جنباً إلى جنب، وتعاونتا بشكل وثيق مع بعضهما البعض، وعارضتا بحزم الهيمنة والاعتداءات والاضطهاد في جميع أنحاء العالم، وأصبحتا ركائز السلام والاستقرار العالميين”.

وأكّدت “أن الصين وروسيا تدعمان بعضهما البعض في القضايا التي تمثل المصالح الأساسية لكل جانب، وتدافعان بشكل مشترك عن النزاهة والعدالة الدولية”.