جديد 4E

العالم ما بعد كورونا.. ماذا ستفعل شركات الأدوية والجائحة مصدر رزق كبير لها ..؟!

حسين صقر

حسين صقر

بالنظر إلى حجم الخسائر التي تكبدتها الأسواق المالية منذ شهر شباط ٢٠٢٠ ، عندما استنفر العالم لمواجهة جائحة كورونا، والتي حولت كل مكان إلى سجن، مازالت بعض شركات الأدوية تتخذ موقفاً محافظاً تجاه نماذج العقاقير الطبية التي من شأنها المساهمة بالشفاء من هذا الوباء الذي بات سيفاً مسلطاً على من يعانون ضعف المناعة، أو الكبار بالسن، ومن يشتكون من  أمراض مزمنة، وذلك بهدف تجنب الأضرار المستقبلية، التي فيما لو استمرت سوف تتحول إلى سلاسل تقيد الحركة وتشل الطموح، وهو ما سيقلل بشكل دراماتيكي  من أرباح تلك الشركات على المدى القصير، فكيف إذا استمرت الأوضاع سنوات أخرى.

اليوم ومع استمرار تداعيات تفشي المرض المذكور، يضع أصحاب تلك الشركات أموالهم في المجهول، ولاسيما في ظل الحديث عن عقاقير تعمل الدول الكبرى على صنعها، ووضعها في سوق المنافسة، لتضرب بها عصفورين بحجر واحد، الأول تسجيل هدف في مرمى منظمة الصحة العالمية التي عجزت حتى الآن عن إيجاد علاج واضح، لأن كل الحالات التي شفيت، كانت نتيجة تناول بعض الأدوية المعروفة للعوام، وثانياً تحقيق أرباح مالية لم تكن تطمح بها يوماً.

لهذا يتوارد سؤال مهم إلى الأذهان، كيف يبدو العالم بعد كورونا، وبالتحديد شركات الأدوية والعاملون في الحقل الطبي، بعد أن غدت الجائحة مصدراً مهما لرزقهم، وذلك حسب المثل القائل: “مصائب قوم عند قوم فوائد”..؟

وهذا الوباء المفاجئ لا يضع تحديات هائلة أمام أمن الصحة العامة العالمية و حسب، بل يلقي بظلاله على التوقعات الاقتصادية العالمية والتجارة الدولية وحرية التنقل حتى حياة رجل الشارع العادي، ولهذا  تسعى المنظمات متعددة الأطراف بما فيها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وصندوق النقد الدولي ومجموعة العشرين إلى تنسيق السياسات وتنفيذ الإجراءات اللازمة للتصدي لهذا التهديد المشترك الجديد الذي يواجهه المجتمع البشري.

ولهذا ايضاً، أخذ المحللون الدوليون يناقشون الوضع حول العالم بعد انتهاء الوباء والتغيرات المصاحبة له، خاصة وأن تفشي فيروس كورونا جاء في سياق تعميق بعض السياسات التي تستهدف أمن الشعوب على المستوى العالمي وليس الإقليمي، وبالتالي إن هذا الوباء سيدفع بلداناً عديدة إلى إيلاء اهتمام أكبر بالشؤون الداخلية منه بالشؤون الخارجية لبضع سنوات على الأقل، كما سيضع بعض الدول أمام مسؤولياتها لمناقشة الاستراتيجية الغربية الكبرى، وشركات الأدوية التي نتحدث عنها جزء من المنظومة التي تقوم عليها أي دولة.

 فعندما نلخص الوضع بعد انتهاء الوباء، سنجد أن المشكلة الحقيقية ستتمثل في الإخفاق في العمل بشكل فوري على تشكيل تعاون دولي فعال بين الدول، لأن الافتقار إلى المساعدة المتبادلة والتعاون بين الدول في مواجهة الأزمات لن يصب في مصلحة أحد، بل على العكس سوف يفاقم اي مشكلة، ويترك الحبل على غاربه لكل من يريد التجارة بصحة الشعوب وأمنها الصحي.