جديد 4E

بلغ سيلهم الزبى !

    محمد أحمد خبازي

وضعت المرأةُ ثماني حباتٍ من الفليفلة الخضراء بلدية المنشأ،  بكفة  الميزان  الالكتروني  أمام  البائع،  الذي  وزن  لها  ما وضعت  وطلب  منها ألفي ليرة ثمنه  !.. فاستغربت واستهجنت، إذ كانت تظن  أن  سعر  الكيلو  200 ليرة،  فتركت  ما وزنت،  واشترت  حبة  واحدة  فقط  بمئتيها !.

وعلى غرار الفليفلة، هبت أسعار معظم المواد الغذائية وغير الغذائية، بكل أشكالها وأنواعها المحلية منها والمستوردة، هبوباً مريعاً وكأنها تسابق غرام الذهب الذي وصل سعره حتى ساعة كتابة  هذه  الزاوية إلى عتبة  الـ 190 ألف ليرة !.

   والأمر بأغلبه ناجم عن تحكم التجار الكبار بالسوق، وإدارة دفة أسعار كل ما يحتاجه المواطن من مواد  أساسية وغير أساسية ، بما يتوافق والجشع المستحكم بالنفوس  ، والرغبة المستميتة لجني الأرباح الفاحشة  ، حتى لو كان الثمن حرمان السواد الأعظم من الناس  ، قوت يومهم ومايسند بطونهم  !.

  وكل هبوب سعري يعزونه إلى جنون الأخضر الطيار، المعروف شعبيًا بـ”الشوئسمو ”  ، وهم الذين يُجنِّنونه  ، وهم الذين يطيِّرونه  ، إلى عتبات غير مسبوقة بتاريخ طيرانه وسيرة جنونه  ، والمتغيرة على مدار الساعة  ، والمتبدلة كل لحظة بلحظتها !.

  فسندويشة البطاطا على  سبيل  المثال بـ 1000 ليرة  ، وفي محل آخر إذا اشتريتها بعد ساعة فستدفع 1500 ليرة  ، وعلى ذلك يمكنك قياس كل المواد والسلع.

  والأنكى من هذا  ، أن الجهات المعنية بحماية المواطن من حيتان المال  ، واقفة على الحياد تتفرج على المواطن كيف يقتنصه أولئك القنَّاصون  ، من دون أن تتدخل لنجدته  ، بضرب المتحكمين بطيران الأخضر الطيار  ، وبقوت الناس الذي بات من الصعب عليهم تأمينه  ، فسعر طبق البيض اليوم ـ للعلم فقط ـ 6000 ليرة !.

   وبالتأكيد  لم يمرَّ علينا كمواطنين وقتٌ أصعبُ من هذا الوقت  ، ولم نعشْ ضائقة معيشية أقسى من هذه الضائقة  .

   وباعتقادنا  ، ينبغي للحكومة التدخل السريع لنجدتنا ، من خلال أذرعها العديدة التي تستطيع بها  ، كسر  تحكم  حيتان  المال  بمقدرات  البلاد  ولقمة  العباد  ،  وضبط جنون الأخضر الطيار  ، وفلتان الأسعار من عقالها بأسواقنا المحلية  ، المرشحة للمزيد من الفلتان إذا لم تلجمها ومسببي فلتانها  ، الذين يضيِّقون الخناق على المواطن مع كل  مطلع شمس وأفولها  ، فقد بلغ سيلهم الزبى  !.