جديد 4E

بعد قليل .. حصار عدرا العمالية

يوسف الجادر

مثل هذه الليلة وقبل سبع سنوات سوف يكون صباحها مؤلما ولون شمسها أحمرا  كدم الأبرياء…

غدا صباحا  لن تخرج الشمس كعادتها صباح الحادي عشر من كانون الثاني سنة 2013 على المدينة العمالية بعدرا ربما قد خبأت وجهها خجلاً مما سيحدث بعد قليل

فبعد قليل سنتلمس تضاريس وجوهنا المتعبة ونعيد لأسمائنا كينونتها الجديدة

(يوسف ، يعقوب ، وائلة،  شغف ) نتنفس الصعداء إذ للاسم بعد قليل أيضاً سوف يكون له ضريبة الذبح أوالمساءلة على الأقل

بعد قليل لن نجد مكانا نعزي فيه عزيزا دفناه اليوم وترك في قلوبنا وجعا وحسرة..

بعد قليل سأعيد ترتيب المكتبة  وأخفي كل الكتب الإلحادية من داروين ورأس المال وحتى شوبنهور وديكارت

بعد قليل سألصق البطاقات الصحفية والمشاركات الرئاسية بمسمار كبس تحت سقف المكتبة كي لا يجدها أحد

بعد قليل سأدلق ماتبقى من العرق البيتي والنبيذ في بالوعة الحمام

بعد قليل قليل سوف أشعل كل يوم نصف سيجارة

من وقفة الشموع العام الماضي في ساحة المدينة

بعد قليل سيدخل سكان البناء بيتنا كونه في الطابق الأرضي

بعد قليل سوف ننسى أن هناك كهرباء وسيكون للبرغل زهوته في فقدان الخبز ونوزع البصلة بالتساوي للجميع

بعد قليل سنعد الشهداء واحداً واحدا.

بعد قليل سوف ترتدي كل نساء الحارة والجيران اللباس الشرعي

بعد قليل سوف أعيد تفاصيل الصلاة والوضوء خوفاً من سؤال ملغوم من أحد السفلة

بعد قليل سنودع آخر مكالمة خلوية

بعد قليل سنمشي فوق الجثث برؤوس أو بلا

بعد قليل سوف ندخل العتمة في يوميات الحصار الواحد والعشرين من سفلة أرادوا أن يمحوا مدينة ملونة كأبنيتها..

لكن حين أجد وبعد سبع سنوات عشاق العمالية وعشاق الحياة يعيدون ذكرى الشهداء بوقفة شموع

أدرك أن المدينة مازالت تنبض بالحياة وملونة كأبنيتها