جديد 4E

التمهيد العكسي ؟!!

السلطة الرابعة : سحر عويضة

في الكثير من دول العالم عندما تقوم جهة ما باتخاذ إجراء معين ذا تأثير سلبي على المواطن تعمل هذه الجهة على شرح أسباب ذاك الإجراء مع تقديم كافة المعطيات والضرورات الملحة التي أدت لهذا الإجراء حتى يتقبل المواطن ما سيصدر عن تلك الجهة من قرارات وبالتالي تعمل هذه الجهة على التمهيد لقرارها بطريقة فيها شيء من الاحترام بحيث تخاطب عقول المواطنين .

أما في تلك البقعة الزاهية من الأرض التي تحمل اسم سورية فيأخذ التمهيد شكلاً آخر فيه الكثير من الابتكار والنكتة على اعتبار أنه كتمهيد يتعامل مع المواطن على أنه كائن غبي ليس لديه عقل ليقارب الأشياء ويحكم عليها :

وزير الكهرباء : لن يكون هناك زيادة في ساعات التقنين والنتيجة نظام التقنين يتحول إلى سبعة بلمعة !!

وزير التموين : الخبز خط أحمر والنتيجة وجود خطوط وأنفاق يتم فيها دحش المواطن على طوابير الخبز !!

وزير النفط : لن يكون هناك زيادة على أسعار المشتقات النفطية ، وبعد سويعات يتم إعلان الزيادة على كافة المشتقات !!

بصراحة فقد بات الغالبية العظمى من المواطنين على قناعة بأن أي تصريح من هذا الشكل ما هو إلا تحضير لمفاجآت معاكسة لأن الشيء الوحيد الذي بات مواطننا متأكداً منه هو أن معظم المسؤولين في الحكومة يفعلون عكس ما يقولون لدرجة أن هذا المواطن البسيط ونتيجة ضيق الحالة المعيشية بات يحلم بتصريح يقول فيه أحد هؤلاء المسؤولين الأفذاذ ( لا زيادة على الرواتب ) لتكبر أمامه بارقة الأمل بأن الزيادة قادمة لامحالة .

هل هو انفصام تام عن الواقع الذي نعيشه مع تصريحات أصحاب الحل والربط في الحكومة العتيدة ؟ أم أنه عدم معرفة بحقيقة القدرات والإمكانات المتاحة وبسبب ذلك يخرجون إلينا بتصريحات معينة يحدث عكسها تماماً ؟!

أم أن هؤلاء ( أصحاب الحل والربط ) ليس بيدهم الحل والربط من الأساس ؟

في أي من الحالات فنحن أمام مصيبة ابتلي بها المواطن فإن كان أصحاب القرار منفصمون عن الواقع فهذا يعني أن هناك حالة غير متوازنة وهذه كارثة .

 وإن كان هؤلاء لا يعرفون حقيقة الإمكانات المتاحة ولذلك يطلقون تصريحات بعيدة عن الواقع فتلك مصيبة أكبر لأنها تكشف مدى فشل من يتواجد في مفاصل القرار ضمن الوزارات والمؤسسات .

أما إذا كانوا لا يستطيعون التحكم بشيء في مؤسساتهم ووزاراتهم فالأفضل لهم أن ينسحبوا بهدوء لأنهم بصراحة باتوا عبارة عن نكتة تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي لأنه بمجرد ذكر تصريح لهذا الوزير أو ذاك في أي جلسة تعلو موجة عارمة من الضحك أرجاء المكان !!

ياسادة : تمهيدكم مفضوح ..والضحك مسموح ..

والمواطن بحجر كبير مقدوح !!