جديد 4E

المقارنة مع الدول الأخرى

كتبَ وأذاعَ . زياد غصن :

سلامات ..

لجوء بعض المسؤولين الحكوميين إلى إجراء مقارنات مع دول الجوار بالشكل الحالي ليس بالأمر الصائب، أو بالأحرى هو ينطلق من موضع ضعف وعجز.

فالمقارنة الموضوعية مع الدول الأخرى تتم عادة بغية الاستئناس من تجارب تلك الدول والاستفادة منها في تطوير أنفسنا، وليس للتغطية على فشل ما أو لتبرير تقصير معين أو للهروب من تحمل المسؤولية.

وعملية المقارنة هذه لها معاييرها وشروطها الخاصة التي تضمن موضوعيتها وتحقيق أهدافها، فمثلاً هذه العملية لا يمكن أن تكون مزاجية أو انتقائية أو أن تجري بمعزل عن البيئة المحيطة.

فمثلاً….

نريد أن نقارن أسعار السلع والخدمات المقدمة لدينا بنظيراتها في الدول الأخرى، فعلينا ألا نهمل في تلك المقارنة مستويات الأجور والرواتب وأثرها على تلك الأسعار..

نريد أن نقارن بين كميات الاستهلاك من هذه الخدمة أو تلك السلعة، فعلينا ألا نهمل أثناء ذلك مؤشر جودة السلع والخدمات المقدمة، وتوفرها ومدى قدرة  الناس على الوصول إليها..

نريد أن نقارن الأوضاع في قطاع اقتصادي معين، فعلينا ألا نهمل الأوضاع في القطاعات الأخرى لأن جميعها مترابطة مع بعضها البعض… ثم إن المقارنة الموضوعية والمسؤولة ليست تلك التي تظهر تقدمنا في قطاع أو ملف معين، وإنما الأهم عندما تظهر المقارنة مع الآخرين جوانب ضعفنا وتقصيرنا وجهلنا.

كثيراً ما أفكر، وأنا أستمع إلى مسؤولينا وهم يقارنون أوضاعنا مع الدول الأخرى.. وماذا لو كانت المقارنة بين مسؤولينا وبين مسؤولي الدول الأخرى من حيث التجارب الشخصية، الخبرات المتراكمة، والسمات الإبداعية….. ماذا سوف نجد برأيكم؟

طبعاً نحن هنا، وكما هي العادة، لا نعمم…. لأننا مؤمنون بهذه البلاد.

دمتم بخير

الصفحة الأخيرة : شام_إف_إم