سوريا وتركيا تفتحان صفحة جديدة من التعاون الصناعي عبر معرض السيارات الدولي

السلطة الرابعة – 4e :

برعاية وزارة النقل وبمشاركة واسعة من الشركات الصناعية والاقتصادية المتخصصة في تجارة السيارات وقطع غيارها من سوريا وتركيا، انطلقت مساء أمس الخميس فعاليات المعرض الدولي لقطع غيار السيارات في مدينة المعارض، بمشاركة نخبة من الصناعيين والمستثمرين والزوار المهتمين بقطاع السيارات والصناعات المرتبطة به.


مدير النقل البري في وزارة النقل، المهندس علي نعيم أسبر، خلال الافتتاح، بين أن المعرض لا يعد مجرد فعالية تجارية، بل هو رسالة واضحة للعالم بأن سوريا تمضي بثبات نحو المنافسة في الأسواق العالمية، رغم التحديات.
وأوضح أسبر أن الهدف من المعرض هو نشر ثقافة الاهتمام بجودة قطع الغيار والصيانة، مشيراً إلى أن القطع المغشوشة تشكل خطراً على الأرواح، وليس فقط خسارة مادية، كما شدد على أن هذا الحدث يأتي في إطار استراتيجية الوزارة لبناء منظومة نقل آمنة ومستدامة تعكس تطلعات سوريا الجديدة في ميادين التطوير والبناء.


من جانبه، أكد السفير التركي في دمشق برهان كور أغلو التزام بلاده بدعم إعادة إعمار سوريا وتعزيز صناعتها الوطنية، واصفاً المعرض بأنه خطوة مهمة في مسار التعاون السوري–التركي.
وأشار إلى أن مثل هذه الفعاليات تتيح فرصاً لتبادل الخبرات بين المستثمرين والشركات من البلدين، مبيناً استعداد شركات تركية كبرى لافتتاح مصانع في المناطق الصناعية السورية بما يسهم في تعزيز التصدير وتطوير الصناعة المحلية.


بدوره، أوضح رئيس غرفة صناعة دمشق، المهندس أيمن مولوي، أن المعرض يأتي في ظل مرحلة من الانفتاح الاقتصادي الذي تشهده سوريا، ما يفتح الباب أمام شراكة حقيقية بين الصناعيين السوريين والأتراك.

وأكد مولوي أن الخبرة التركية في مجال تصنيع السيارات يمكن أن تتكامل مع الكفاءات السورية والبنية التحتية المحلية لتوطين جزء من صناعة السيارات في سوريا، وتحويلها لاحقاً إلى بلد مصدر في هذا المجال.
مدير شركة ميريديان التركية للمعارض والمؤتمرات، أوز يليتشين، أشار إلى أهمية المعرض في التعريف بالشركات العاملة في مجال قطع الغيار، ولا سيما في ظل زيادة أعداد السيارات المستوردة إلى السوق السورية.
وقال يليتشين: “نحن سعداء بالمشاركة في هذا الحدث المهم، ونسعى من خلاله إلى بناء جسور تواصل حقيقية بين الشركات السورية والتركية، وتعريف السوق المحلي بأحدث التقنيات والمنتجات”.


من جهته، أوضح مدير المبيعات في إحدى الشركات التركية لقطع غيار السيارات، أن الإقبال الكبير من الزوار والشركات السورية يعكس الطلب المتزايد على المنتجات عالية الجودة، مضيفاً أن الشركة تخطط لافتتاح مكتب تمثيلي دائم في دمشق لتسهيل التعاون المباشر.
واكد مدير شركة سورية أخرى، أن المشاركة في المعرض كانت فرصة للتعرف على المنتجات التركية الحديثة في مجالات فلاتر الزيت وأنظمة الكبح والإطارات، مشيراً إلى أن الأسعار المعروضة تناسب السوق المحلي وتلبي احتياجاته.
وأبدى عدد من الزوار إعجابهم بالتنظيم والمستوى العالي للمشاركات، إذ قالت المهندسة لينا، وهي مختصة بصيانة السيارات، إن المعرض وفر لها فرصة للتعرف على الجيل الجديد من التقنيات الخاصة بقطع الغيار، مشيدة بتنوع المعروضات وتنافسية الأسعار.
بينما عبّر الزائر أحمد، صاحب مركز صيانة في ريف دمشق، عن ارتياحه لمشاركة الشركات التركية، قائلاً: “هذه الفعاليات تسهم في إدخال خبرات جديدة إلى السوق السورية وتوفر خيارات أكثر للورش والمستهلكين”.


في الختام، أكد سعيد شيخ عيسى، المستشار المشترك لشركة تمام الطباع للمعارض والمؤتمرات – الجهة المنظمة – وشركة سبايس للإعلان، أن هذا المعرض يلبي حاجة فعلية في السوق السورية التي تشهد توسعاً في عدد السيارات.
وشدد على أهمية تكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص، معتبراً أن المعرض يشكل إضافة نوعية للحركة الاقتصادية وخطوة متقدمة في تعزيز الشراكة السورية–التركية في مجال الصناعة والتجارة.
واختُتمت فعاليات اليوم الأول بأجواء إيجابية وتفاعل كبير من المشاركين والزوار، الذين أجمعوا على أن المعرض يمثل بوابة جديدة لتطوير صناعة السيارات وقطع الغيار في سوريا، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي الإقليمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.