السلطة الرابعة – علي سليم حسون
“مدارس، مونة ومازوت” كلمات خفيفة على اللسان لكنها ثقيلة على الأسر كونها باتت هاجساً يؤرق المواطن وخاصة أسر الدخل المحدود.
فشهر أيلول يمكن اختصاره بشهر “الميم” يلاحق العائلات ويثقل كاهلها في ظل ارتفاع الأسعار والمعيشة الصعبة للمواطنين.
“دولرة” الأسعار
مواطنون أكدوا في حديثهم لـ “السلطة الرابعة” أنه لا مناص من مواجهة متطلّبات بدء العام الدراسي ومونة الشتاء وتأمين وسائل الدفء.
وتقول إحدى السيدات “مازحة ” “رجع” أيلول والراتب بعيد “، فهي أم لخمسة أولاد تعتبر أن مقطع أغنية فيروز يتناسب مع واقع الأسر التي تنتظر الراتب لعله يسد الرمق ويغطي جزءاً بسيطاً من مستلزمات هذا الشهر في ظل الغلاء و”دولرة” الأسعار».
ويضيف أحد المواطنين أن شهر أيلول لا يقتصر على أعباء «الميم»،بل هناك تكاليف أخرى يومية تتطلبها الأسر من كسوة الشتاء وأقساط الروضات وغيرها من الاحتياجات اليومية، مؤكداً أن الظروف المعيشية والغلاء أسقطت مقولة المونة السنوية، عند الكثير من العائلات التي تخلت عنها قسراً، وباتت تشتري متطلّباتها كل يوم بيومه، وإذا لجأت إلى المونة البيتية فلأنها أرخص من المونة الجاهزة التي تباع في المحال.
لم يجدِ نفعاً
ويرى خبراء اقتصاديون أن الترشيد وشد الأحزمة لم يعودا يجديان نفعاُ في ظل ارتفاع التكاليف لمستويات قياسية وقلة الدخل والموارد، مع تحكم التجار وربط الأسعار بسعر الصرف، إضافة إلى ابتعاد مؤسسات التدخل الايجابي وتقليص دورها المنوط بها تجاه مواطني الدخل المحدود.
ودعا خبراء إلى أهمية وضرورة إطلاق المبادرات وخاصة في المدارس من خلال المجتمع المحلي والمؤسسات الخيرية.
ولم يخف خبراء اقتصاديون تراجع القطاعين الصناعي والزراعي وخاصة عزوف الفلاحين عن الزراعة في ظل هذه الظروف وارتفاع تكاليف الزراعة، والاعتماد على الاستيراد مما أثر على واقع الأسواق وأدى إلى ارتفاع أسعار المنتجات والسلع المختلفة.