تراثنا هويتنا.. وأماكننا الأثرية بين الوثوقية والاستثمارات الخاطئة ..
هل عجزنا عن الترويج لآثارنا بشكل لائق؟!
السلطة الرابعة – سوسن خليفة :
لولا إصرار صديقتي على أن ندخل إلى خان أسعد باشا وتحديداً إلى الكافيه الموجود فيها لنشرب كأساً من الشاي علنا نخفف من وطأة شمس آب اللهاب لما عرفنا ما يجري هناك.
البداية كانت من الباب الرئيسي وتحديداً لدى موظف الآثار والمتاحف الذي قلنا له نريد الدخول إلى الكافيه فقال عليكم بقطع التذاكر. وبادرناه بالقول نحن صحافة ولا نريد الدخول إلى الخان بل إلى الكافيه. أجابنا هذه هي تعليمات مديرية الآثار والمتاحف. ودفعنا قيمة التذاكر ودخلنا الكافيه والذي هو عبارة بهو الخان تتوضع فيه طاولات زجاجها معظمه مكسور معالج الكسر ببضع وريقات عليها لاصق شفاف جاذب للغبار الواضح للعين بشدة وكراسي موزعة بشكل عشوائي والبحرة فارغة من كل شيء إلا بعض بقايا أوراق السكاكر المرمية في البحرة. إضافة إلى أن جدران الخان وأرضياته بحاجة إلى تنظيف خاصة وأنه قيد الاستثمار, وما هكذا يكون الاستثمار سيما وأن المكان أثري ووجهة لأغلب السياح.
هذه الزيارة حفزتنا للكتابة عن هذا المكان الذي يعد من الأماكن الأثرية المشهورة في منطقة البزورية . فلماذا لا يتم تنظيم الدخول إلى الكافيه بشكل منفصل عن المكان الأثري كما هو الحال في المتحف الوظني ولا يحتاج هذا إلى مصاريف بل يكفي وضع شريط حول مكان الكافيه وسهم عند الدخول يمين ويسار المكان للتفريق بين الزيارة للمعلم الأثري أو دخول الكافيه.
وأظن أن الطلبات التي تقدم في الكافيه أسعارها سياحية على سبيل المثال كاسة شاي وسط بعشرة آلاف ليرة سورية ولم نتجرأ على طلب أي من العصائر أو المياه المعدنية أو الفطائر وقس على ذلك.
فهذا الجزء من المكان مستثمر وليس بالضرورة أن يدفع الزائر قسيمة الدخول وتأتي الاحصاءات بتضخيم عدد زوار الخان. والأمر المستغرب أن قسيمة الدخول مدون عليها اسم المتحف الوطني وهذا معيب بحقنا أمام السواح وأمام أنفسنا، كيف نقطع تذاكر دخول الخان بتذاكر المتحف الوطني ..؟! مع الإشارة أن السياح يحتفظون بالبطاقات التي تشير إلى أماكن زياراتهم للأماكن الأثرية.
هل هذا الترويج السياحي الذي نريد ؟! إذا كان الأمر على هذه الشاكلة فعلى الدنيا السلام.
فنحن استعجلنا قطع الرسوم وتغاضينا عن أبسط قواعد الترويج التي تؤرخ لآثارنا التي نعتز بها.