جديد 4E

انطلاق الانتخابات الرئاسية في روسيا وممثلياتها الدبلوماسية والقنصلية حول العالم .. أربعة مرشحين والأوفر حظاً الرئيس بوتين

 

السلطة الرابعة – متابعات :

انطلقت صباح اليوم في  روسيا وممثلياتها الدبلوماسية والقنصلية في البلدان الأجنبية انتخابات الرئاسة الروسية والتي تجري هذا العام على مدى ثلاثة أيام من 15 وحتى 17 آذار الجاري.

و يتنافس في الانتخابات للمنصب الرئاسي بولاية لست سنوات أربعة مرشحين، وهم الرئيس فلاديمير بوتين كمرشح مستقل وثلاثة مرشحين يخوضون الانتخابات باسم الأحزاب السياسية الممثلة في مجلس الدوما، ويتجاوز عدد الناخبين  112 مليوناً في أراضي روسيا الاتحادية ويصل إلى حوالي مليونين في الخارج.

وأشارت آخر استطلاعات الرأي عشية الانتخابات إلى أن الرئيس بوتين يحظى بدعم كبير ومن المتوقع أن يحصد نسبة تفوق 82 ٪ من أصوات المشاركين الفعليين في الانتخابات، فيما يحصل مرشح الحزب الشيوعي نيكولاي خاريتونوف على نسبة 6 بالمئة، ومرشح حزب الناس الجدد فلاديسلاف دافانكوف على نسبة 5 بالمئة، ومرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي ليونيد سلوتسكي على نسبة 4 بالمئة، ومن المتوقع أن تصل نسبة المشاركة في الاقتراع إلى 71 بالمئة من مجموع المتمتعين بالحق الانتخابي .

ويواكب الانتخابات مراقبون أجانب من 106 دول بمن فيهم وفد من مجلس الشعب السوري الذي يزور عدداً من مراكز الاقتراع في العاصمة موسكو وضواحيها، كما يغطي الانتخابات إعلامياً عدد كبير من الصحفيين المحليين والأجانب المعتمدين لدى السلطات الروسية.

وتعود شعبية الرئيس بوتين وفق استطلاعات الرأي إلى مواقفه الثابتة في الدفاع عن سيادة روسيا واستقلالية قرارها السياسي والاقتصادي ومواصلة تعزيز قواتها المسلحة، بما في ذلك ثالوثها النووي البري والجوي والبحري الذي يعتبر الأقوى في العالم، وهذا ما يرى العالم نتائجه في العملية العسكرية الخاصة التي تنفذها روسيا في أوكرانيا والتصدي للمحاولات الغربية للنيل من هيبة روسيا وتدمير اقتصادها.

وفي مجال السياسة الخارجية بينت الاستطلاعات أن المواطنين الروس أعربوا عن تأييدهم لتوجه بوتين في بناء عالم متعدد الأقطاب تسوده مبادئ العدالة والمساواة بين الدول ولا مكان فيه للهيمنة الغربية.

ووصف الرئيس بوتين هذه الانتخابات بأنها حدث مهم للغاية وسيكون لنتائجها تأثير كبير على تنمية البلد، وهي دليل على المشاعر الوطنية، وسيشارك فيها للمرة الأولى سكان دونباس والمشاركون في العملية العسكرية الخاصة من أجل وحدة روسيا ومستقبلها.

وتجري الانتخابات الحالية في ظل تدخلات غير مسبوقة من قبل الدول الغربية، ولاسيما الولايات المتحدة التي تسعى للتدخل في شؤون روسيا الداخلية ومحاولة تخفيض نسبة مشاركة الناخبين فيها وترهيب المواطنين الروس في الخارج لثنيهم عن الإدلاء بأصواتهم .

وكشفت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية آلا بامفيلوفا عن تعرض موقع اللجنة لأكثر من 12 مليون هجمة إلكترونية منذ بداية الحملة الانتخابية، فيما كان جهاز المخابرات الخارجية الروسي أعلن في وقت سابق أن الولايات المتحدة تخطط لشن هجمات سيبرانية على نظام التصويت الإلكتروني الروسي من خلال كبار المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات.

من جهتها أوضحت قناة ( روسيا اليوم ) على موقعها الالكتروني أن أولى مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الروسية قد فتحت أبوابها، صباح الجمعة، في أقصى الشرق الروسي، ونظرا لفارق التوقيت بدأت عمليات التصويت يوم الجمعة عند الساعة الثامنة صباحا في شبه جزيرة كامتشاتكا وفي إقليم تشوكوتكا في أقصى الشرق الروسي الحادية عشرة من ليل الخميس بتوقيت موسكو.

كما فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في مناطق سيبيريا شرقي روسيا، وانطلق التصويت في مقاطعات نوفوسيبيرسك وتومسك وكيميروفو وخاكاسيا وإقليمي ألطاي وكراسنويارسك، وجمهوريتي ألتاي وتوفا، وأودمورتيا وفي مقاطعات أستراخان وسامارا وساراتوف وأوليانوفسك.

كما تم افتتاح مراكز الاقتراع للانتخابات الرئاسية الروسية في كالينينغراد أقصى غرب روسيا.

وأعلنت لجنة الانتخابات الروسية في وقت سابق أن عمليات التصويت في الاستحقاق الرئاسي بالبلاد ستستمر 3 أيام 15 – 16 – 17 مارس.

ويتنافس في هذه الانتخابات الرئاسية 4 مرشحين وهم الرئيس الحالي فلاديمير بوتين كمرشح مستقل، ومرشح “الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي” لونيد سلوتسكي، ومرشح “الحزب الشيوعي الروسي” نيكولاي خاريتونوف، ومرشح “حزب الناس الجدد” فلايسلاف دافانكوف.

وفي وقت سابق دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء، جميع المواطنين إلى التصويت بقوة في الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن مصير روسيا لا يحدده إلا مواطنوها.

أربعة مرشحين لرئاسة روسيا.. من هم وما هي برامجهم؟

يتنافس بالانتخابات الرئاسية الروسية اليوم أربعة مرشحين سجلتهم لجنة الانتخابات المركزية لهذا الاستحقاق. فمن هم؟

 

الرئيس فلاديمير بوتين (مرشح مستقل)

فلاديمير بوتين – الصورة رؤية للسلطة الرابعة

ولد فلاديمير بوتين في 7 أكتوبر 1952 في مدينة لينينغراد وتخرج في كلية الحقوق بجامعة لينينغراد الحكومية عام 1975. اجتاز دورات تأهيلية قبل الالتحاق بلجنة أمن الدولة في لينينغراد وموسكو التابعة لمدرسة “الكي جي بي” العليا. وفي عام 1985 تخرج في معهد “الكي جي بي” وعام 1997 دافع عن رسالة الدكتوراه في معهد سانت بطرسبرغ للتعدين، وكان موضوعها التخطيط الاستراتيجي لإعادة إنتاج الموارد المعدنية في المنطقة.

وفي 31 ديسمبر 1999، أعلن الرئيس الروسي آنذاك بوريس يلتسين استقالته وسلم مقاليد السلطة لفلاديمير بوتين بصفة القائم بأعمال الرئيس. وفاز بوتين بولايته الرئاسية الأولى في الانتخابات التي أجريت في 25 مارس عام 2000.

وتم انتخاب بوتين للرئاسة لأربع ولايات، وحصل في عام 2000 على 51.95% من الأصوات، وفي عام 2004 على 71.31%، وعام 2012 على 63.6%، وعام 2018 على 76.69%. وأتاحت التعديلات الدستورية التي أقرت عام 2020 للرئيس بوتين الترشح لولاية جديدة.

البرنامج الانتخابي

لم يطرح بوتين برنامجا انتخابيا منفصلا، لكن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أشار إلى أن المبادرات والأفكار التي أعلنها الرئيس في رسالته السنوية للجمعية الفيدرالية في 29 فبراير، تعكس “من نواح كثيرة” برنامج بوتين  للانتخابات.

واقترح بوتين في خطابه هذا إطلاق مشاريع وطنية جديدة وأدوات لدعم الاقتصاد والتعليم والمجال الاجتماعي، وتحفيز جذب أموال المواطنين للاستثمار في الاقتصاد الحقيقي، كما أكد أن نخبة المستقبل في البلاد هم الشباب، والمشاركون في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

على صعيد السياسة الخارجية يؤكد بوتين ضرورة تحقيق أهداف العملية العسكرية، والكفاح من أجل نظام عالمي عادل جديد وتطوير العلاقات مع الشركاء التقليديين ودول الجنوب العالمي.

 

ليونيد سلوتسكي (مرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي)

ولد ليونيد سلوتسكي في 4 يناير 1968 في موسكو. وفي عام 1990 تخرج من معهد موسكو للآلات وفي عام 1996 من معهد موسكو للاقتصاد والإحصاء، ويحمل دكتوراه في الاقتصاد.

وانخرط في السياسة خلال سنوات دراسته، ومن عام 1992 إلى عام 1993 كان مستشارا لعمدة موسكو. وفي عام 1994 ترأس أمانة مجلس الدوما.

وفي عام 2000 أصبح سلوتسكي نائبا لمندوب الجمعية الفيدرالية الروسية إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا وشغل هذا المنصب حتى انسحاب روسيا من المنظمة عام 2022.

وفي عام 2014، أيد سلوتسكي انضمام القرم إلى روسيا، وأصبح من أوائل السياسيين الروس الذين تعرضوا لعقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا بعد استفتاء انضمام القرم.

وفي عام 2016 أصبح رئيسا للجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي.

في عام 2022، بعد وفاة الزعيم التاريخي للحزب الديمقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي، تولى سلوتسكي منصب رئيس كتلة الحزب في مجلس الدوما، قبل أن يصبح رئيسا جديدا للحزب.

وفي عام 2022 بعد انطلاق العملية العسكرية الخاصة، كان سلوتسكي عضوا في الفريق الروسي المفاوض مع أوكرانيا.

البرنامج الانتخابي

ينصب التركيز في حملة سلوتسكي الانتخابية على السياسة الدولية النشطة ودعم مناطق روسيا الجديدة، وحماية حقوق كيانات روسيا وقطاع الأعمال ودعم المواطنين في ظروف العملية العسكرية الخاصة، كما تشمل حملته قضايا الإسكان والخدمات الاجتماعية والتعليم والطب ودعم الأسرة.

وفي ما يتعلق بالعملية العسكرية الخاصة، يشدد سلوتسكي على ضرورة تكثيف الهجوم من أجل “وضع نقطة أخيرة وإنهاء هذا الصراع بانتصار السلاح الروسي”.

 

نيكولاي خاريتونوف (مرشح الحزب الشيوعي الروسي)

ولد عام 1948 في مقاطعة نوفوسيبيرسك. وفي عام 1972 تخرج من معهد نوفوسيبيرسك الزراعي، وفي عام 1995 من أكاديمية الاقتصاد الوطني الروسية، ويحمل دكتوراه في الاقتصاد.

ومن عام 1976 حتى عام 1994، عمل خاريتونوف مدير مزرعة اشتراكية في نوفوسيبيرسك. وخلال السنوات السوفيتية، تم انتخابه مرارا نائبا في مجالس محلية وإقليمية في المنطقة مسقط رأسه، قبل أن يصبح عام 1990 نائبا في برلمان جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية.

وعام 1993 شارك خاريتونوف في تأسيس الحزب الزراعي الروسي ليصبح نائبا لرئيسه وفي العام نفسه، تم انتخابه لعضوية مجلس الدوما الروسي للمرة الأولى. وفي عام 1999 بعد انقسام الحزب الزراعي، دخل مجلس النواب لأول مرة عن قائمة الحزب الشيوعي.

وعام 2004، ترشح لرئاسة روسيا للمرة الأولى، واحتل المركز الثاني بحصوله على 13.69 بالمئة من الأصوات.

وعام 2008 أصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وفي 2021، ترأس اللجنة البرلمانية لتنمية مناطق الشرق الأقصى والقطب الشمالي الروسية.

البرنامج الانتخابي

يؤكد برنامج خريتونوف الذي لا يختلف عن التوجهات الأساسية للحزب الشيوعي، الحاجة إلى “التحول اليساري” في الاقتصاد، ويدعو إلى تغييرات في السياسة الاجتماعية والاقتصادية وتطوير الصناعة والزراعة و”التصنيع الجديد”، الذي يرى الحزب الشيوعي أنه يتطلب تأميم الموارد الطبيعية في البلاد.

ومن المقترحات الرئيسية لبرنامجه اعتماد نظام ضريبي تصاعدي وإلغاء الضرائب على المواطنين ذوي الدخل المحدود. وينظر خاريتونوف إلى الصين التي تمكنت من الجمع بانسجام بين عناصر الرأسمالية والاشتراكية، على أنها مثال يجب الاقتداء به.

وفي ما يتعلق بالعملية العسكرية الخاصة، قال خاريتونوف إن “كل من يعتقد أنه سيتمكن من إخضاع روسيا مخطئ”.

 

فلاديسلاف دافانكوف (مرشح حزب “الناس الجدد”)

 

دافانكوف (39 عاما)، هو أول مرشح رئاسي في تاريخ حزب “الناس الجدد”. في سبتمبر، مثل دافانكوف حزبه في انتخابات رئاسة بلدية موسكو، وحل في المركز الرابع بحصوله على 5.35% من الأصوات.

ولد دافانكوف عام 1984 في سمولينسك، وبعد الثانوية انتقل إلى موسكو حيث تخرج من كلية التاريخ بجامعة موسكو الحكومية عام 2006. وفي عام 2008 حصل على درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من الجامعة الحكومية الروسية للعلوم الاجتماعية، وفي عام 2014 تخرج من مدرسة “سكولكوفو” للإدارة في موسكو، وفي عام 2023 تخرج من المدرسة العليا للإدارة العامة.

في سن الرابعة عشرة، أطلق دافانكوف أول مشروع تجاري، حيث افتتح ناديا للكمبيوتر. وخلال 20 عاما أطلق خمسة مشاريع تجارية كبيرة في مجالات التمويل والإنتاج وتكنولوجيا المعلومات والطيران. وفي عام 2013 أصبح نائبا لرئيس شركة Faberlic لإنتاج وتسويق مستحضرات التجميل والملابس والأحذية.

بدأ دافانكوف مسيرته السياسية عام 2020، حيث شارك في تشكيل حزب “الناس الجدد”. وفي عام 2021 أصبح عضوا في مجلس الدوما، حيث شغل منصب نائب رئيس المجلس.

البرنامج الانتخابي

أعلن دافانكوف أنه سيركز على توسيع الحريات المدنية والتجارية، ومكافحة “مظاهر الحظر والقيود الجديدة”، بما في ذلك تلك المتعلقة بالإجهاض ووضع “العملاء الأجانب”.

ويدعو دافانكوف إلى إصلاحات تشمل العودة إلى الانتخابات المباشرة لرؤساء البلديات، ومنح المواطنين الحق مرة واحدة على الأقل سنويا استدعاء النواب ورؤساء البلديات والمحافظين ورؤساء الإدارات المحلية ومسؤولي وزارة الداخلية للتواصل معهم عبر بوابة “الخدمات الحكومية”، إضافة إلى انتخاب مرشحين لشغل تلك المناصب عبر التصويت.

وفي الجانب الاقتصادي، يشمل برنامجه إعادة توزيع عائدات الضرائب لصالح المدن والمناطق، والاعتماد على المبادرة الخاصة، وتحفيز تنمية السياحة والشركات الصغرى والمتوسطة.

وفي ما يخص العملية العسكرية الخاصة، يعتمد برنامج دافانكوف على رفض التصعيد والدعوة للسلام والمفاوضات ولكن “بشروطنا، ودون التراجع إلى الوراء”. وفي الوقت نفسه، يرى أن الدول الغربية ليست مستعدة بعد للمفاوضات، لأن القتال في أوكرانيا بالنسبة للكثير منها “مشروع تجاري”.

المصدر: وكالات