جديد 4E

100 يوم على محرقة غزة

 

السلطة الرابعة – 4e :

واحد من بين كل 20 فلسطينياً في قطاع غزة شهيد أو جريح أو مفقود.. مئات العائلات مسحت من السجل المدني.. أحياء سكنية بأكملها لم يبق منها سوى أنقاض.. مدارس وجامعات ومؤسسات خدمية وصحية ومبان أثرية وتاريخية ودور عبادة سويت بالأرض، قرون من التاريخ والحضارة وذكريات الناس محيت، مراكز إيواء يتكدس فيها مئات الآلاف بدون ماء ولا طعام.. مستشفيات تغص بالجثامين والجرحى والنازحين وتفتقر للمستلزمات الطبية، ثكالى ومفجوعون في جميع المناطق، وكأن الأيام الـ 100 الماضية 100 عام، وبعد.. ألم يحن الوقت لوقف هذه المحرقة وإيقاف شلال الدم الفلسطيني المسفوك.

 

100 يوم على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المنكوب محولاً إياه من أكبر سجن مفتوح إلى أكبر مقبرة مفتوحة في العالم، حيث يسفك دم الفلسطينيين فيه بلا توقف ويهجرهم قسرياً من منازلهم ويضاعف معاناتهم كل لحظة، وسط حصار يحرمهم من الغذاء والدواء والوقود والكهرباء وقصف وحشي جوي وبري وبحري متواصل يلاحقهم في منازلهم ومراكز الإيواء والمشافي والأسواق والمخابز وفي كل شبر ليلاً ونهاراً.

100 يوم يؤكد أهالي القطاع أنها أثقل من 100 سنة.. آلة القتل الإسرائيلية غيرت شكل المكان وطريقة الحياة.. حولته إلى مكان غير صالح للعيش لا صوت فيه يعلو على صوت القصف والألم.. كل يوم يشاهد العالم في بث حي ومباشر وحشية الاحتلال.. صواريخه وقنابله وهي تسقط على البيوت والمرافق الخدمية والمؤسسات الأممية والمواقع الأثرية ودور العبادة التي تتحول إلى كتل نار ودخان.. جنوده وهم يحتفلون ويرقصون بعد إبادة عائلات بأكملها.. مسؤولوه وهم يصفون 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع بـ (الحيوانات البشرية) الذين يجب قتلهم قصفاً وحرقاً وجوعاً وعطشاً وبجميع السبل، حتى لو تطلب الأمر إلقاء قنبلة نووية عليهم.

مجازر يومية تخلف شهداء وجرحى بالمئات.. دمار هائل في الأحياء والمناطق السكنية.. انهيار في المنظومة الصحية وجميع القطاعات الخدمية، إضافة لمليوني نازح يتجمع أكثر من نصفهم في مدينة رفح جنوب القطاع ومئات الآلاف منهم يفترشون الأزقة والطرقات ولا يجدون حتى خيمة تؤويهم، بينما الجميع يعاني من الجوع وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية.

مقاطع فيديو لا حصر لها توثق جرائم الاحتلال وعذابات الفلسطينيين الذين ينتظرون لحظة تخف فيها وتيرة القصف للبحث تحت الأنقاض عن الناجين وجثامين الشهداء بلا معدات ولا آليات.. بأيديهم يزيلون الركام.. آلاف الفيديوهات لرجال ونساء وأطفال يودعون أحبة ارتقوا جراء القصف، معظمهم متفحمون أو أشلاء..

لنازحين قتلهم قناصة الاحتلال وجثامينهم ما زالت في الشوارع.. لمئات المعتقلين ينكل بهم الاحتلال وهم عراة معصوبو الأعين.. لقبور نبشها الاحتلال وسرق جثامين من فيها.. لجرافاته تهرس تحت جنازيرها من في الخيام وهم أحياء.. لجرحى ومرضى يفترشون أزقة ما تبقى من مستشفيات لم يدمرها الاحتلال يصرخون من الألم.. يجرون عمليات جراحية دون تخدير.. لا تتوفر لهم الأدوية التي يحتاجونها ولا حتى مسكنات الألم.. لأطفال يتجمعون بالمئات للحصول على وجبة غذاء في مراكز الإيواء.. يجمعون مياه الأمطار للحصول على ماء الشرب.. لخيام تجرفها السيول.. لمناشدات للمؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال الاحتياجات الإنسانية الأساسية.

جرائم وحشية غير مسبوقة في التاريخ الحديث يرتكبها الاحتلال في انتهاك صارخ للقوانين الدولية وحقوق الإنسان بدعم مطلق من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الذين يتجاهلون الرفض العالمي الواسع للعدوان وأصوات شعوبهم وهي تصدح رغم التضييق والقمع بمئات الآلاف في الميادين والساحات، مطالبة بوقف حرب الإبادة في غزة ووقف دعم الاحتلال الذي يجد في الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن رخصة لمزيد من القتل والتدمير والتجويع والتعطيش.

مع دخول الحرب الوحشية يومها الـ 100 وصل عدد الضحايا وحجم الأضرار إلى:

2000 مجزرة ارتكبها الاحتلال.

23968 شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات منهم:

10400 شهيد من الأطفال.

7100 شهيدة.

337 شهيداً من الطواقم الطبية.

45 شهيداً من الدفاع المدني.

117 شهيداً من الصحفيين.

7000 مفقود، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء.

60582 جريحاً بينهم 6200 بحاجة للعلاج خارج القطاع.

10 آلاف مريض بالسرطان يواجهون خطر الموت.

2600 معتقل بينهم 99 من الطواقم الطبية و10 صحفيين.

2 مليون نازح أي ما يزيد عن 85 بالمئة من أهالي القطاع.

400 ألف حالة موثقة مصابة بأمراض معدية نتيجة النزوح.

65 ألف طن من المتفجرات ألقاها الاحتلال على القطاع.

134 مقراً ومؤسسة دمرها الاحتلال.

95 مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال كلياً، و295 تضررت جزئياً.

69300 وحدة سكنية هدمها الاحتلال كلياً، وأكثر من 290 ألفاً جزئياً.

30 مستشفى و53 مركزاً صحياً أخرجها الاحتلال من الخدمة.

150 مؤسسة صحية قصفها الاحتلال.

121 سيارة إسعاف دمرها الاحتلال.

200 موقع أثري وتراثي دمرها الاحتلال.

145 مسجداً هدمها الاحتلال كلياً، و243 جزئياً.

3 كنائس تضررت جراء القصف.

“الموت والدمار والتشريد والجوع والخسارة تلطخ قيم الإنسانية المشتركة، والعدوان المستمر أثر في أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة وسيحمل العديد منهم ندوباً مدى الحياة جسدية ونفسية وتعاني الغالبية العظمى، بمن في ذلك الأطفال من صدمات نفسية عميقة”، تصريح جديد للمفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني الذي أكد أن الوقت حان لاستعادة قيمة الحياة البشرية وخاصة بعد مرور 100 يوم على قتل وتهجير الفلسطينيين في القطاع.

100 يوم والدماء تسيل في قطاع غزة دون أن يتحرك المجتمع الدولي ومؤسساته جدياً لإنقاذ الشعب الفلسطيني، رغم فظاعة مجازر الاحتلال التي يشاهدها العالم لحظة بلحظة وصرخات الفلسطينيين ومطالباتهم المتواصلة بالالتفات إلى معاناتهم ووقف آلة التدمير الإسرائيلية التي لم تترك وسيلة إلا واستخدمتها لقتلهم.. بالصواريخ والقنابل والرصاص.. جوعاً وعطشاً.. تحت التعذيب في معتقلاته وبالحرمان من العلاج، ويبدو أن ضمير واشنطن والغرب إن وجد يغط في نوم عميق ما دام الشعب الفلسطيني هو الضحية والجلاد (إسرائيل) التي يكرر الرئيس الأمريكي جو بايدن باستمرار أنها لو لم تكن موجودة لكان على واشنطن اختراعها.

( فلسطين المحتلة – سانا )