جديد 4E

حسين عرنوس صديق جديد في صفحة باسمه على الفيسبوك .. ولكنها مزيّفة .. !

 

السلطة الرابعة – علي محمود جديد :

استفقتُ يوم أمس 24 كانون الأول باكراً وفتحتُ صفحتي على الفيسبوك لأجد طلب صداقة جاءني من رئيس مجلس الوزراء ( حسين عرنوس ) شخصياً، وقد أوضحت معلومات الصفحة بأن هذا هو الحساب الرسمي لرئيس مجلس الوزراء في سورية وقريباً سيتم توثيقه بالنجمة الزرقاء.

وأوضحت الصفحة على صدرها أيضاً بأنها ملف شخصي‏ · ‏لشخصية عامة‏، وأنه يعمل لدى ‏رئاسة مجلس الوزراء في سورية‏، ويقيم في ‏دمشق، كما توضح معلومات الصفحة بأن إنشاءها قد تم يوم أمس الأول 23 كانون الأول.

وقد اعتمدتْ هذه الصفحة صورة مبنى رئاسة مجلس الوزراء كصورة غلاف لها، كما اعتمدت صورة شخصية للسيد رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس، ويبدو فيها كأنه يتحدث في إحدى جلسات مجلس الوزراء، كصورة لملفّه الشخصي.

الأوّلهُ شرط آخره سلامة

لا أخفيكم بأنني اغتبطتُ لطلب الصداقة هذا، ودُهشتُ أيضاً لاختياره لي بأن أكون صديقاً افتراضياً له بمثل هذه السرعة، فلم يمضِ سوى يوم على إنشاء الصفحة، فليس قليلاً أن يختارني رئيس الوزراء لأكون صديقاً له حتى وإن كانت صداقة افتراضية ..

ولا بد أنني سأقدّر له هذه المبادرة وأكون عند حسن ظنه، لاسيما وإن وعدني بالتوقف عن الوعود التي لا تُنفذ، مثلما وعدنا في عام 2021 بأن وضع الكهرباء سيتحسّن في منتصف عام 2022 ولكن الوضع الكهربائي لم يتحسن .. وها نحن في نهاية العام 2023 وحال الكهرباء يزداد تردياً.. والذي أوله شرط آخره سلامة.

ولكن في الحقيقة راحت تجول في رأسي الأسباب الممكنة لهذا الاختيار، منها الايجابي ومنها السلبي، لاسيما وأنني سبق وأن نشرتُ العديد من المقالات التي انتقدتُ بها بعض الاجراءات الحكومية، وبعض التقصير ولاسيما بشأن الأوضاع المعيشيّة واتساع الهوّة بشكلٍ كبير بين الدخل المتراجع والأسعار التي ترتفع يومياً ارتفاعاً مذهلاً.

أعجبني .. وأحببته

قلتُ في نفسي : بكل الأحوال لن أُخجّل السيد رئيس الحكومة، فليس من اللائق أن لا أوافق على طلب الأخ حسين .. غالي وطلب رخيص، فوافقت له على الطلب.

دخلت على الصفحة فوضعتُ إعجاباً على صورة الغلاف، أما على صورة الملف الشخصي فقلتُ – بعد أن صرنا أصدقاء – سوف أُشجّع ( الصديق حسين ) على أن ينخرط في هذا العالم الافتراضي الأزرق، ويصير قريباً من الناس أكثر، ويتحفز على مثل هذا التواضع الجميل فيتلقى منهم مباشرة همومهم ومشاكلهم وأفكارهم، ما قد يؤدي إلى تذليل الكثير من المشاكل والمعضلات القابلة للحل، وبناءً عليه وضعتُ له على الصورة إعجاباً بصيغة ( أحببته ) وأرسلت تعليقاً قلت فيه :

( أهلاً بكَ في هذا العالم الأزرق سيادة رئيس الحكومة المحترم .. راجياً من الله أن تسلك فيه بخير وأمان نحو مستقبلٍ مشرق لسورية  ).

 

الصفحة وهمية .. !

بعد وقتٍ قصير من نشر ذلك التعليق لا يتجاوز الساعتين على ما أعتقد، تواصل معي على المسنجر الزميل العزيز ( باسل نيوف ) مدير المكتب الصحفي في رئاسة مجلس الوزراء، وأعلمني أن هذه الصفحة وهمية ولا علاقة لرئيس مجلس الوزراء بها.

شكرتُ الأستاذ باسل على هذا الايضاح، وطلب مني القيام بالتبليغ عن أن هذه الصفحة وهمية.. فاستجبتُ له ووعدته بذلك.. وها أنا ذا أبلغ كل من وصله طلب الصداقة من السيد رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس، بأن هذا الحساب لا علاقة لرئيس مجلس الوزراء به .. وهي ليست أكثر من صفحة وهمية.

أخيراً :

إذن هي لعبة من ألاعيب أولئك الناس العديمي المسؤولية الذين يتشاطرون على غيرهم بمثل هذه الأكاذيب الخادعة، ويتلاعبون بمشاعر الناس دون أدنى وازع من ضمير، فمن يدخل على هذه الصفحة الوهمية يدرك المشاعر الطيبة التي بثّها كل من وصله طلب الصداقة – وأنا منهم – تجاه السيد رئيس مجلس الوزراء، وقد أوضحت لكم كيف اختلطت مشاعري تجاه هذا الأمر .. وكيف علّقت على الصورة .. وإلى ما هنالك.

هذه التصرفات معيبة .. ولا تليق بأحد .. وعلى كل حال هي فرصة لنقول للسيد رئيس مجلس الوزراء : كل عام وأنت بخير .. وسورية بألف خير .. ( والجكارة بمنشئي هذه الصفحة ) الوهمية سأقول أيضاً : كل عام والوزراء ومجلس الوزراء .. وكل العاملين فيه بألف خير .