جديد 4E

كلاسيكيون حتى العظم..!

 

السلطة الرابعة – عبد الحليم سعود:

رغم شغفي العتيق بكرة القدم منذ الصغر، وإعجابي بنجوم كبار مثل زيكو ومارادونا وفان باستن وباجيو ومالديني وغوليت وغيرهم،  واضطراري في ثمانينات القرن الماضي لهجرة كتبي الجامعية ومتابعة كأس العالم ودوري أبطال أوروبا على تلفزيون أبيض وأسود عند جيراني بالطابق الأخير ــ على فكرة البناية بس طابق واحد ــ بسبب إقامة تلفزيوني (الجنرال) شبه الدائمة عند المصلح (المشغول دائماً) إلا أنني تخلّيت عن هذا الهوس ــ مكرهاً أخاك لا بطل ــ بعد أن رُزِقتُ بعائلة لا تطيق هذا النوع من الألعاب المثيرة للشغب والخصومات، وقد ساعدني في ذلك جمهورنا الرياضي (الظريف) وجنون مشجعينا المنفلت من عقاله، حيث تحول العديد من الاستحقاقات الرياضية الداخلية والخارجية إلى لعنة (مكبرتة) على الجمهور غير الرياضي ليدفع هذا الأخير أثماناً باهظة في السنوات الماضية.

فما إن ينتهي لقاء (الكلاسيكو) المكرر بين الغريمين التقليديين برشلونة وريال مدريد – على سبيل المثال – حتى يصبّ جمهور الفريق الخاسر جام غضبه على أملاك الناس الخاصة في الشارع، في حين يفتح جمهور الفريق الفائز معركة من الرصاص الطائش والألعاب النارية ابتهاجاً لتكون الحصيلة النهائية خسائر بشرية ومادية لا يمكن تعويضها، في الوقت الذي يتصافح فيه لاعبو الفريقين بكل روح رياضية نكاية بمجانين الفريقين.

ما حدث في السنوات والأشهر الأخيرة هو تعاطف لاعبي ريال مدريد وبرشلونة مع ما يحدث في شارعنا الرياضي من انقسامات في البيت الواحد أودت بالمحبة والوئام وأورثت الكراهية والخصام، بحيث قرر الفريقان (بكل روح رياضية) إنهاء معظم مبارياتهم بالتعادل رأفة بالجمهور الكلاسيكي حتى العظم..!

وبما أن هذا الشعور الإنساني (النبيل) ينتقل بالعدوى، فقد قررت منتخباتنا الوطنية لكرة القدم (خسارة) كل مبارياتها الفاصلة مع الفرق والمنتخبات الأخرى وبنتائج كارثية – كما حصل في مباراتنا الأخيرة مع اليابان – وذلك حرصاً على الجمهور غير الرياضي الذي يدفع ثمن أي انتصار رياضي، (وما حدا أحسن من حدا)، (ولا تسمعوا مني غير الشائعات المغرضة) ..!

ولعل اكثر ما يثير الضحك والاستهجان في آن واحد هو المعارك الحامية الدائرة على مواقع التواصل الاجتماعي بين محبي ميسي من جهة (عبسي وجماعتو) ومحبي كريستيانو (حمدون وجماعتو) لدرجة الاحساس ان هناك حرب عالمية ستنشب بين الطرفين في كل لحظة.. الامر الذي ينسف كل ما له علاقة بالرسالة الحقيقية للرياضة وهي نشر المحبة والسلام والمتعة..

والآن أعزائي مع من انتم مع ميسي أم كريستانو والا مع النصر والا انتر ميامي لأنكم بكل تأكيد فقدتم الامل بما يسمى(نسور قاسيون)..؟!