جديد 4E

نبوءة أم كشف معلومات..!

 

السلطة الرابعة – عبد الحليم سعود:

في العام ٢٠٠٤ حضرت محاضرة لمسؤول مهم في الدولة عرض فيها وجهة نظر  مفاجئة آنذاك (لا اعلم إن كانت نبوءة حينها أم معلومات لديه)، حيث أكد هذا المسؤول على أن ثروتنا النفطية مهددة بالنضوب بحلول العام ٢٠١٢ أي العام الثاني من الحرب على بلدنا، مطالبا بضرورة البحث عن موارد اقتصادية جديدة يمكن ان تعوض خسارة بهذا الحجم..!

أذكر أنني خرجت حينها من المحاضرة وأنا مدجج بالتشاؤم حول ما سيؤول إليه حال البلاد والعباد في حال تحققت نبوءة ذلك المسؤول، مع ان مسؤولين آخرين  كانوا يعلنون في مؤتمرات صحفية متزامنة عن اكتشافات نفطية وغازية واعدة في الجزيرة والبادية السورية، وهذا ما جعلني أتأكد الآن أن ما قاله المسؤول المحاضر كان أقرب إلى المعلومات منه الى النبوءة.. والجميع يعلم ما حدث في العام ٢٠١٤ من دخول داعش والمجموعات الارهابية الى هذه المنطقة وسيطرتها على اهم حقول النفط والغاز وحرمان السوريين منها، ومن ثم دخول الاحتلال الأميركي متذرعا بمحاربة الارهاب الذي صنعه ليقوم بسرقة موصوفة للثروات النفطية السورية بكل وقاحة غير عابئ بالأحوال المعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون جراء هذا النهب اليومي المنظم لثروات بلادهم.

أعود الى ما اقترحه المسؤول آنذاك في محاضرته لتعويض نضوب او سرقة النفط – كما تبين لاحقا – وهو الاهتمام باقتصاد المعرفة والاستثمار فيه وكان يقصد المجتمع المعلوماتي الذي كان ينشط بسرعة مدهشة في تلك الايام، ومعروف عن السوريين تمتعهم بقدرات خلاقة في هذا المجال، فمن يتابع معارض الإبداعات والاختراعات التي تنظمها الحكومة بين حين وآخر سيتأكد من حجم الامكانات والطاقات الكامنة لدى شبابنا والتي يجب تشجيعها ورعايتها وعدم التفريط بها تحت أي ظرف كان.

لا شك أن الاستثمار بالزراعة والصناعة ومجتمع المعلومات ضروري ومهم وسيدر ارباحا كبيرة للبلد ويؤمن فرص عمل كثيرة للخريجين والعاطلين عن العمل، ولكن الاستثمار بالشباب هو جوهر التطور والنهوض، ولذلك ينبغي أن نفعل المستحيل للاحتفاظ بشبابنا المبدعين، لأن بلادهم اولى بهم من الدول الغربية التي تسرقنا وتعتدي علينا..!

ثمة دول متطور جدا وناهضة في شرق آسيا وهي لا تملك قطرة نفط واحدة ولكنها استثمرت في شبابها وفي مجالات أخرى لكي تنهض وباتوا يطلقون عليها مصطلح النمور.. فهل نفعل أم نظل نردد موشحات الحصار والعقوبات ونتباكى على الثروة النفطية المسروقة او الضائعة..؟!